أرباك ملاحي في حوض الخليج


كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن - العدد: 8388 - 2025 / 6 / 29 - 10:28
المحور: الارهاب, الحرب والسلام     

ما ان اتخذت ايران قرارها الفوري بالاستغناء عن نظام GPS فوق أراضيها وفي سواحلها وبحرها الإقليمي، وما ان استبدلته بنظام بيدو (BeiDou) الصيني لأسباب أمنية واستراتيجية، حتى ظهر الإرباك الملاحي في الايام القليلة الماضية على اكثر من الف سفينة اجنبية كانت تشق طريقها في خليج عمان وبحر العرب ومضيق هرمز وعند مقتربات السواحل الإيرانية. فقد عانت مئات السفن من التشويش على راداراتها واجهزتها الملاحية المرتبطة بالأقمار الاصطناعية. الأمر الذي اضطر معظمها للاستعانة بالأساليب الملاحية التقليدية، واشارت بعض التقارير إلى حدوث تصادم بين سفينتين أو اكثر. .
لقد بدأت حوادث التشويش بالظهور بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران في 12 يونيو / حزيران، ويبدو أنها تفاقمت بعد قصف الولايات المتحدة ثلاث منشآت نووية إيرانية في 21 يونيو / حزيران. وبعد القصف بيومين أعلن مكتب عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة أنه تلقى تقارير من عدة سفن واجهت تداخلاً في نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) في مضيق هرمز. وحذر المكتب السفن التي تعطلت أنظمتها الملاحية الإلكترونية، مثل: (AIS)، أو (PNT)، أو (GPS) بوجوب الاتصال بمراقبي (UKMTO). اخذين بعين الاعتبار ان حركة المرور اليومية عبر مضيق هرمز انخفضت من حوالي 147 إلى 114 سفينة في الأسبوع الذي شهدت فيه العمليات الحربية تصاعداً مخيفاً. وبات من المرجح أن تبادر شركات التأمين إلى رفع رسوم مخاطر الحرب وأقساط التأمين على الشحنات العابرة للمنطقة أو بالقرب منها. وقد تضاعفت بالفعل أسعار تأجير ناقلات النفط الخام العملاقة (VLCC) من حوالي 20,000 دولار أمريكي يومياً إلى أكثر من 47,000 دولار أمريكي يومياً. وارتفعت أسعار الشحن على خطوط الشرق الأوسط - الصين وحدها بنسبة 40% منذ 13 يونيو / حزيران. وارتفعت أقساط تأمين هياكل السفن والآلات (H&M) بأكثر من 60%، أي ما يعادل 75,000 دولار أمريكي إضافية على سفينة قيمتها 100 مليون دولار. وارتفعت رسوم مخاطر الحرب من 0.20 دولار أمريكي إلى 0.80 دولار أمريكي للبرميل، مما أضاف ما يقرب من 1.2 مليون دولار أمريكي لكل رحلة على متن ناقلة نفط عملاقة. كما ارتفعت أسعار تأمين الشحن البحري بنسبة 15-30%. .
ختاماً: ولأهمية توخي الحوادث المحتملة في المناطق الملاحية المتشاطئة بين العراق وايران، يتعين على مؤسساتنا الوطنية ذات العلاقة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتلافي الاخطاء التي قد تنجم عن التشويش الملاحي في المنطقة. .