كوارث تنبأ بها فلاديمير جيرينوفسكي
كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن
-
العدد: 8403 - 2025 / 7 / 14 - 10:04
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
اغرب ما سمعته وقرأته عن الكوارث التي سوف تعصف بالعالم ابتداء من عام 2025، هو ما قاله العالم الروسي فلاديمير جيرينوفسكي قبل اكثر من عشرين عاما. فهل كان على اطلاع بالمخططات التوسعية ؟. أم كان على درجة عالية من الفهم والإدراك تؤهله لرسم خارطة الصراع ؟.
فما قاله جيرينوفسكي منذ سنوات يحدث امام اعيننا الآن بالحيثيات والاحداثيات الذي ذكرها في محاضراته وفي لقاءاته المتلفزة. .
قال: (ان الحرب بين ايران والكيان سوف تبدأ في نيسان أو حزيران من عام 2025)، وهذا ما حصل. لكن اللافت للنظر انه قال: (انها سوف تستمر 12 يوماً فقط) وهذا ما حصل بالضبط. لكنه يقول: ان تلك الحرب سوف تكون البداية التمهيدية لحرب طويلة الأمد تحرق الاخضر واليابس، وتستمر لايام وأسابيع، وربما تتسبب بتعطل الملاحة البحرية وغلق مضيق هرمز ومضيق باب المندب ما ينذر بارتفاع أسعار النفط إلى 200 دولار للبرميل، ثم تأتي بعدها مرحلة الحروب الاقتصادية الكبرى، التي تبدأ بحرمان الصين من النفط الإيراني، وإغراق أوروبا بالديون. .
ويقول أيضا: ان البلدان العربية (من العراق إلى موريتانيا وبلا استثناء) سوف تعاني كثيرا من ويلات الحروب المفروضة عليها. وسوف ينسى العالم الحرب الأوكرانية. .
كان هذا الرجل على يقين من أن الولايات المتحدة ستخلق الفوضى في المنطقة، وتسعى لإسقاط نظام الأسد في سوريا بغية السماح للغاز القطري بدخول البحر الأبيض المتوسط. وتسعى ايضاً لتوفير الذرائع لضرب إيران، ومن ثم الإطاحة بالنظام السعودي، والأنظمة الملكية مثل عمان والكويت. .
لقد تحققت بعض نبوءاته على ارض الواقع لتعطي زخماً قوياً لكلماته التي اطلقها قبل سنوات. .
وقف جيرينوفسكي في عام 1995 امام البرلمان الأوروبي. صرخ بوجوههم: (لولا جيشنا الأحمر لكنتم كلكم في السجون) مشيرا إلى دور الاتحاد السوفيتي في دحر النازية والقضاء عليها، ومتهماً زعماء القارة العجوز بنسيان تضحيات موسكو. .
كان جيرينوفسكي محللا سياسيا واسع المعرفة، وكان متميزا في طرح السيناريوهات المحتملة المبنية على معطيات واقعية، فكان يحذر من اهتزاز أسس النظام العالمي، ويحذر من انهيار توازن الرعب في الشرق الأوسط. .
جيرينوفسكي: من مواليد كازاخستان السوفيتية عام 1946. تلقى تعليمه في معهد اللغات الشرقية حيث تعلم اللغة التركية. تخرج في كلية الحقوق لجامعة موسكو. عمل حقوقيا في هيئة الشؤون الخارجية، ثم تولى الرئاسة في دار النشر والطباعة (مير). قام جيرينوفسكي عام 1989 بتأسيس الحزب الليبيرالي الديمقراطي للاتحاد السوفيتي باعتباره أول حزب منافس للحزب الشيوعي السوفيتي. أعلن في أغسطس / آب عام 1991 تأييده للجنة الطوارئ التي قامت بمحاولة الانقلاب على غورباتشوف للحيلولة دون تفكك الاتحاد السوفيتي.
شارك عام 1993 في الانتخابات البرلمانية وفاز فيها، وحصل على 22,92%. .
متزوج . زوجته (غالينا) تحمل شهادة الماجستير في العلوم الحيوية. ولديه ابن هو (إيغور ليبيديف) الذي يترأس الكتلة البرلمانية للحزب الليبرالي الديمقراطي في مجلس الدوما.
توفي في 6 أبريل 2022 عن عمر يناهز السادسة والسبعين. .