من هو المنتصر: إيران أم إسرائيل ؟


كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن - العدد: 8383 - 2025 / 6 / 24 - 09:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

الذي لم نشاهده في الكيان المختل يمكن تشاهده بوضوح في وجه نتن ياهو. فقد بات من المؤكد أن إيران هي التي سوف تسحق إسرائيل وتنتصر عليها، فجيشها أكبر بكثير وأكثر تقدماً من جيش إسرائيل، ومع ذلك لم يشارك في الحرب حتى الآن. ثم ان سكان إيران البالغ عددهم 85 مليون نسمة في بلد مساحته (1,648,000 كيلومترا مربعا) سيصمدون ويقاومون، بينما سكان إسرائيل البالغ عددهم 9 ملايين نسمة فقط في منطقة صغيرة، وقد غادرها معظمهم لأنهم لا ينتمون إلى تلك الارض. .
قد يُقلّل المحللون من شأن صواريخ إيران، إما لأسباب دعائية أو لجهل. تمتلك إيران الآن أكبر ترسانة صاروخية في الشرق الأوسط - أكثر من 3000 صاروخ فرط صوتي، وصواريخها الجديدة مُرعبة حقاً. ثم ان إيران تُغير قواعد اللعبة في مجال الأسلحة الأسرع من الصوت، مثل: صواريخ الفاتح وسرعتها 15 ماخ (أي 11400 ميل في الساعة)، ويمكنها المناورة داخل وخارج الغلاف الجوي، ولديهم صاروخ خيبر، وهو الأكثر إثارة للخوف. رأسه الحربي يزن 1500 كيلوغرام (ضخم للغاية)، ويبلغ مداه 2000 كيلومتر. ناهيك عن فشل القبة الحديدية التي باتت عديمة الفائدة. فقد صُممت القبة لصواريخ حماس المُصنّعة في الورش، وليس للصواريخ الباليستية الأسرع من الصوت. الأمر أشبه باستخدام مضرب ذباب لإيقاف رصاصة. .
من الناحية الواقعية فان الخاسر في الحرب هو الذي يصرخ اولا، ويطلب النجدة من حلفاءه في أمريكا وأوروبا، وربما جاءت الغارات الترامبولية لانتشال نتن ياهو من الورطة التي أوقع نفسه فيها. .
لقد تعالت صرخات الكيان عبر حبله السري المرتبط بالبيت البيضاوي، فسقطت السردية المزيفة، وتهاوت الدعاية المفبركة، وتعرضت تل ابيب لأول مرة إلى هزات نفسية عميقة، مصحوبة بشلل مجتمعي شامل. وحزمة من الخسائر بأرقام غير مسبوقة، وانشقاقات سياسية في صفوف معظم التنظيمات الداخلية، حيث الكل يلعن الكل، والكل يشتم الكل. فظهر الكيان على حقيقته الضعيفة الهشة. .
ينبغي ان ناخذ بعين الاعتبار ان ايران يخنقها الحصار منذ 45 عاماً، بينما تتلقى اسرائيل المساعدات السخية بلا حدود وبلا قيود. ومع ذلك ظلت ايران صامدة معاندة رافضة للرضوخ والاستسلام. غير مستعدة للمساومة والمقامرة. .
اما على الصعيد الجماهيري فقد أبدت المعارضة الايرانية تضامنها مع قيادتها والتفافها حولها، على عكس الإسرائيليين الذي حزموا اغراضهم، وحملوا امتعتهم، وغادروا على متن اليخوت والقوارب المتوجهة إلى قبرص (هروب جماعي)، وذلك على الرغم من حظر السفر الذي تبنته حكومة تل ابيب. .
فالذي يمتلك الارض وينتمي اليها هو المنتصر وهو الغالب في كل الحروب والمعارك. .