الغرب: وعدوانيتهم الجماعية
كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن
-
العدد: 8393 - 2025 / 7 / 4 - 14:28
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
اتساءل دائماً: لماذا يحتشد الغرب كله ضدنا ؟. فعندما قررت رئيسة وزراء بريطانيا (مارغريت تاتشر) استرداد جزيرة (فوكلاند) من قبضة الأرجنتين، توجهت وحدها باسطولها الحربي (1983) لتقطع المحيط الأطلسي من شماله إلى جنوبه، من دون ان يشترك معها حلف النيتو، ذهبت وحدها، وعادت وحدها. .
وعندما اختارت الولايات المتحدة خوض حربها الظالمة ضد فيتنام للمدة من 1955 إلى 1975 كانت تخوضها وحدها من دون ان تتحالف معها الجيوش الغربية. .
وربما يطول بنا المقام في استعراض الحروب التي خاضتها البلدان الغربية ضد البلدان غير العربية، والتي وقعت كلها بشكل منفرد بين دولة ودولة، أو بين قوة طاغية ضد قوة مستضعفة. ولن تجد هذه التحالفات إلا عندما تتوحد هجماتهم ضد دولة عربية. .
فعندما قرروا الهجوم على العراق عام 1991 اشتركت معهم كل القوى الغربية والعربية، وعندما قرروا اجتياح العراق مرة اخرى عام 2003 من جنوبه إلى شماله، كانت حشودهم تتألف من 30 دولة، وعندما قرروا الهجوم على ليبيا عام 2011 شاركت كل من الولايات المتحدة الأميركية، وبريطانيا، وفرنسا في الهجوم، بأطلاق أكثر من 110 صاروخ كروز من طراز توماهوك، وغدت منطقة شمال افريقا والبحر المتوسط ساحة حرب. .
ثم اشتركت أساطيلهم الغربية كلها في الهجوم على اليمن بذريعة تأمين الملاحة البحرية في مضيق باب المندب. .
نستخلص من هذه الوقائع المثبتة انهم يقفون كلهم في خندق واحد عندما يقررون استهداف دولة عربية، ويمنحون انفسهم الشرعية المطلقة في اجتياح مدننا وتدميرها بالكامل. فالعقيدة الاستعلائية الحربية التي تؤمن بها الولايات المتحدة وحلفاؤها تقتضي المشاركة الشاملة في سحق البلدان العربية، وتقتضي إشراك اعضاء النيتو وتوحيد صفوفهم عندما يكون الهدف دولة عربية. .
تحمل هذه المقالة تساؤلات عميقة ومؤلمة عن أنماط متكررة في السياسة الدولية، وعن التفاوت في طريقة تعامل القوى الكبرى مع الدول العربية. .
هناك معايير مزدوجة تحكم التدخلات العسكرية، وأن الأمر لا يتعلق فقط بالعدوان أو الدفاع عن القوانين الدولية، بل تحكمه المصالح الاقتصادية، والسيطرة الجيوسياسية، ومصادر الطاقة، وأحياناً سرديات إعلامية تُبنى لتبرير الأفعال أمام الرأي العام. . فلماذا تتحول الدول العربية إلى مسرح للتحالفات العسكرية ؟. .
من منظور بعض المحللين، هناك عدة أسباب ممكنة:
- الموقع الجغرافي الاستراتيجي (مثل مضيق هرمز، باب المندب، قناة السويس)
- الثروات الطبيعية، وخصوصاً النفط والغاز
- هشاشة بعض الأنظمة السياسية، ما يجعلها عرضة للتدخلات الخارجية
- غياب تحالف عربي موحد قادر على الردع أو التوازن
ارجو ان تفتح هذه المقالة باباً واسعاً للنقاش حول غياب التحالفات العربية، غياب الجامعة العربية، العلاقات الدولية، النظام العالمي، ومفهوم (الشرعية) في التدخلات. .