كيان بهشاشة قشرة البيض


كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن - العدد: 8384 - 2025 / 6 / 25 - 09:25
المحور: المجتمع المدني     

الحكايات الموثقة التي تسمعونها هنا اقتبستها من اعترافات المجندات والنساء الاسرائيليات اللواتي خضعن للابتزاز. .
قالت مجندة بدرجة ضابطة في لواء الاحتياط: (لقد سقطت اسرائيل من الداخل، وسقطت معها كل الأقنعة المزيفة. لم يكن احد يصدق ان الصواريخ الإيرانية سوف تصل بهذه السرعة وبهذه الكثافة، ففي اول ليلة من الوعد الصادق - 3 ضربت الصواريخ ميناء حيفا، وقاعدة بلماخيم، وشبكة الكهرباء والطاقة، كنا نظن ان القبة الحديدية ستتصدى لها، لكنها فشلت تماماً، وهناك من يقول انها تعطلت ببرمجيات مجهولة). .
في اليوم الثالث بدأ الناس ينهارون، تلقوا أوامر بعدم السماح لأي مواطن بالسفر خارج البلاد. أوامر لم تكن مبنية على معلومات أمنية، بل كانوا يخافون من هروب جماعي للناس، فتتحول الدولة إلى قشرة فارغة. كانت احدى المجندات محاصرة في قاعة الاجتماعات في تل ابيب، حين قال قائد المنطقة حرفيا: نحن على بعد بضعة ايام من هجرة جماعية، يجب غلق الموانئ والمطارات فورا. .
خارج الاجتماع كان المشهد اكثر رعبا مما تتخيلون، طوابير عند السفارات، خاصة سفارة فرنسا وكندا، شباب يدفعون 10 آلاف دولار للحصول على جواز مزور. رجال أعمال يعرضون بيع شركاتهم مقابل تذكرة خروج. عائلات تحاول الهروب عبر البحر، أو سيرا على الأقدام عبر الحدود مع الأردن. . في (اللد) اضطر الأب لتسليم ابنه لعائلة فلسطينية فقط لأنهم سوف يعبرون الحدود، ويأمل ان ينجو الطفل على الأقل. .
خلف كل هذا الجنون ظهر الوجه الآخر للجيش، بدأ بعض الضباط بعرض خدمات خاصة بمبلغ 20 الف دولار لتوصيل الهاربين إلى قارب صيد ينتظرهم في ميناء عسقلان.أو بدفع 15 الفاً للهروب عبر نفق قديم قرب بيسان، أو بعلاقة جنسية كاملة إن كانت المرأة جميلة ولا تملك المال. .
حكاية اخرى ترويها مجندة اسمها (عنان) كانت تبكي في خيمتها، قالت ان ضابطا برتبة رائد وعدها بتهريب والدتها العجوز إلى قبرص مقابل ان تقضي ليلة واحدة معه. وافقت، ثم فعل فعلته ولاذ بالفرار، وتركها هي وامها تواجهان القصف وحدهما. .
في ليلة حالكة الظلام جاءت امرأة في الخمسينيات ترتجف وتقول للمجندة: ابني في الخارج لا أريد ان أموت هنا. سمعت انك ترتبطين بعلاقات قوية مع الضباط. لم تجب المجندة. كيف تشرح لها ان العلاقات التي تبحث عنها تُشترى باللحم. .
كل هذا يحدث والإعلام صامت. من يصور الضربات الصاروخية يُعتقل بتهمة نشر الذعر، ومن يرسل صورا لجهات اجنبية يُتهم بالخيانة، وهنالك وحدة من الشاباك مهمتها حذف كل محتوى مدني يتعلق بالخسائر من صفحات الإنترنت. .
في عسقلان سقطت قذيفة على ثكنة حربية وتسببت بخسائر فادحة بالأرواح، لكنهم قالوا في بيانهم انها سقطت في منطقة مفتوحة. وفي تل ابيب سقطت بناية كاملة، وعلقت صور القتلى على الجدران، لكنهم لم يذكروا ذلك في التلفزيون. .
لا احد يتحدث عن الهاربين من الجحيم، ولا عن الجنود الذين يرفضون العودة للثكنات. .
انتشرت اثار الدمار في كل مكان، الكيان يتفكك، والنظام يلفظ أنفاسه الأخيرة. الناس هناك يتعرضون للاضطهاد والتعسف. وما اكثر النساء اللواتي حاولن النجاة عن طريق البحر لكنهن وجدن انفسهن في سرير ضابط، لا في قارب نجاة.
في (حيفا) تكررت قصة معلمة اللغة العبرية (ليلي بنت ساسون) اكثر من مرة. وفي اكثر من مخدع. (ليلي) لها ابن يدعى (يوئيل) يعيش في السويد. اتصل بها وهو يصرخ: أمي اخرجي من هناك بأي ثمن. لكنها لم تستطع. ففي اليوم التالي اعلنوا منع السفر. فلجأت إلى ما يسمى شبكات الخروج الخاص، فوقعت بين مخالب الرائد (أمير تسفي) من وحدة النقل البري. قال لها ان سعر الرحلة 20 الف دولار، أو ليلة واحدة. سألته (ليلي): وهل تضمن لي عبور حدود الأردن ؟. قال لها: لن تنسين هذه الليلة سوف تصلين بكل تأكيد. وفي اليوم التالي وجدت نفسها في شاحنة لحوم من تلك الشاحنات التي ترسلها الأردن لدعم تل ابيب. .
معذرة: سوف نكمل بقية الحكايات في مقالة لاحقة. .
إلى اللقاء. .