مراجعة لنظرية (الظالمين بالظالمين)


كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن - العدد: 8381 - 2025 / 6 / 22 - 09:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

قمة النفاق ان تتأرجح مواقف اصحاب القضية بين الحق والباطل. وقمة الخذلان عندما تسلك الدهماء طريق الدعي ابن الدعي حينما ركَزَ بين اثنتين: بين السَلَّةِ وَالذِّلَّةِ. وقمة التدليس عندما تصدر فتوى بجواز الاستعانة بالظالمين لتسهيل اجتياح العراق عام 2003 بتحالف حربي مكون من ثلاثين دولة بضمنها إسرائيل. .
حتى لو افترضنا ان الظلم من الصفات الملتصقة بسلوك طرفين متصارعين، وهو ما أشرتم اليه في حرب (إسرائيل وغزة)، أو (إسرائيل وإيران)، أو (إسرائيل ولبنان)، أو (إسرائيل والعراق)، أو (إسرائيل واليمن) فما الذي يدعوكم لمناصرة إسرائيل وحدها ضد غزة، أو مناصرتها وحدها ضد إيران، أو مناصرتها ضد لبنان، أو مناصرتها ضد العراق، أو مناصرتها ضد اليمن ؟. لماذا تقفون دائما مع إسرائيل ؟. ولماذا اختل توازن معادلتكم فمالت كفتها إلى هذه الجبهة في العدوان على الجبهة الأخرى ؟. .
ولماذا رضيتم بالتطبيع مع إسرائيل ورفضتم التطبيع مع إيران ؟. ألم تسمعوا بالآية الكريمة التي تقول: ((ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار)) ؟. .
ما الذي يدعو دولتكم إلى تسخير منافذها البحرية والبرية لتسهيل سلاسل التوريد اللوجستي مع إسرائيل، بينما تتحمس دولتكم في فرض الحصار على إيران منذ 45 سنة ؟. ألا ترون كيف فتحت الأردن منافذها ومعابرها مع إسرائيل، وكيف فتحت مصر خطوطها البحرية والبرية مع إسرائيل ؟. .
إن كنتم ترون ان إيران ظالمة وإسرائيل ظالمة فما معنى وجود القواعد الحربية المناصرة لإسرائيل فوق أراضيكم ؟. وهل لديكم فكرة عن الدعم الحربي الذي تقدمه تلك القواعد لهذا الطرف في الهجوم على مدن الطرف الآخر ؟. .
هل سألتم انفسكم عن سر الدعم الحربي الذي تقدمه الأردن في التصدي للصواريخ والمسيرات القادمة من هذا الطرف لدك حصون الطرف الآخر ؟. .
فإذا كان الطرفان بهذه الصورة البشعة، فلماذا انصبت لعنات الخطباء في مساجدكم على إيران وحدها، في حين تجنب الخطباء المساس بإسرائيل على الرغم من كل الجرائم التي ارتكبتها في غزة وفي اليمن وفي لبنان ؟. .
ختاما: كلما ازداد اشتعال سماء المنطقة بنيران الصراع المتفجر بين إسرائيل وإيران انكشف جوهر الصراع الحقيقي. انه صراع إسرائيل لفرض هيمنتها علينا. ولا علاقة لهذا الصراع بسباق التسلح النووي. واعلموا ان إسقاط إيران ليس نصرا على قوة إقليمية، بل تتويج لإسرائيل كقوة مطلقة لا يردعها رادع. .