توازن الرعب في المنطقة


كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن - العدد: 8378 - 2025 / 6 / 19 - 23:17
المحور: الارهاب, الحرب والسلام     

دخلت المنطقة منذ بضعة اسابيع في دائرة الخطر، وباتت قاعدة (العديد) في قطر مهددة بضربة جوية إيرانية قاصمة. وبات من غير المستبعد تعطيل صادرات الطاقة عند اندلاع أي هجوم على القواعد والسفن الأمريكية، الأمر الذي اضطر ترامب إلى اعادة النظر بفكرة المشاركة في الحرب، لكن مواقفه من الحرب والسلم غير موثوق فيها. .
ففي الوقت الذي تواصل فيه ايران ضرباتها الموجعة للمواقع الحساسة داخل تل ابيب، تبقى محتفظة بسلاح الطيران الذي لم تستخدمه حتى الان، وهو سلاح فعال ومتطور وينطلق من قواعد حدودية يزيد طولها على 4000 كيلومترا، فما بالك لو كانت حقول النفط والغاز هي المستهدفة ؟. اخذين بعين الاعتبار ان اخطر ما تخشاه امريكا هو تعطل الملاحة البحرية في مضيق هرمز وفي مضيق باب المندب. .
فعلى الرغم من الصدمة التي تلقتها ايران إلا انها استفاقت بسرعة من تداعياتها، ثم استعادت توازنها، وبدأت تسدد الضربات العاصفة داخل الكيان، الذي كان اول الصارخين والمستنجدين. فنقلت الآلام من طهران إلى القدس المحتلة، واسقطت خرافة الجيش الذي لا يُقهر. .
لقد نجحت ايران في الرد على الهجمات، وهذا ما اكدته الصحف الغربية في اكثر من محور. بل انها خدعت إسرائيل عندما ارسلت اليها أسراب من طائراتها القديمة المسيرة فاستنفذت ذخيرتها من صواريخ القبة الحديدية وصواريخ مقلاع داود. وأرغمتها على الإسراف في مواجهة التهديدات القادمة من جهة الشرق. .
لقد كشفت الحرب أوراق بلدان الطوق، وفضحت تورط الاجواء الأردنية والسورية المفتوحة بالكامل لطائرات الاحتلال. ونجحت في تحييد مطارات إسرائيل وموانئها أو اخراجها من الخدمة، فتقطعت أوصال سلاسل التوريد اللوجستي. في حين اضحت محاولات انقاذها غير متيسرة، فهي الان في ورطة ما بعدها ورطة. وربما اصبحت الاوضاع خارج السيطرة. ويصعب التحكم بها. وهذا يعني انهيار حسابات الرعب في المنطقة. التي صارت تتقبل كل الاحتمالات. .
التساؤلات التي تدور في ذهن ترامب الآن هي كيف السبيل إلى الاقتراب من المنافذ البحرية والجوية الاسرائيلية بعدما اصبحت في مرمى الصواريخ الايرانية ؟، وكيف السبيل الى تقديم الدعم الحربي إليها وهي مختبئة تحت الأنقاض ؟. ثم ان مخازن الذخيرة الأمريكية خاوية تماما بعد تبذيرها على أوكرانيا والهند وتايوان وسوريا واسرائيل. لذا فان معادلات الرعب فقد توازنها تماما، بما يوحي بظهور قوة جديدة في الشرق الأوسط. .
وللحديث بقية. .