أفدح اخطاء البرلمان الإيراني


كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن - العدد: 8384 - 2025 / 6 / 25 - 09:27
المحور: السياسة والعلاقات الدولية     

لا ادري كيف ارتكب البرلمان الإيراني هذا الخطاء التشريعي الفادح عندما دعم مقترح إغلاق بوابة مضيق هرمز ؟. ولا ادري كيف رفعه إلى المجلس القومي الإيراني الأعلى للمصادقة عليه. نحن على يقين ان القيادة الإيرانية لن تقدم على ارتكاب هذه الخطوة الانتحارية، وليست بحاجة إليها، ولن تفيدها بشيء، بل سوف تكون وبالا عليها. .
فهي تدرك تماما ان القوى الدولية المتحالفة مع البيت البيضاوي هي التي تسعى لزرع الألغام في الطريق، وهي التي لديها اكثر من سيناريو لغلق المضيق، ولديها ايضاً الاسباب والدوافع التي تجعلها في امس الحاجة إلى افتعال أزمة ملاحية كبرى تتهم ايران بارتكابها. .
أما الان وبعدما أعطى البرلمان الإيراني الضوء الأخطر للمتربصين بايران اصبحت احتمالات غلق المضيق تقترب كثيرا من التنفيذ كلما ضاق الخناق على الأطراف الأخرى المتورطة بهذا النزاع. .
ينبغي ان نعلم ان إغلاق المضيق يحمل بين طياته دلالات استراتيجية تتجاوز حدود الشرق الأوسط، وتطال الاقتصاد العالمي بأسره، فالمضيق هو الممر الملاحي الأكثر حساسية في العالم، وهو العصب الرئيس للاقتصاد. يعبر من خلاله اكثر من ‎%‎20 من النفط العالمي. وبالتالي فان قرار اغلاقة سيكون بمثابة إعلان الحرب على التجارة الدولية، وسوف يتسبب بتعطيل مباشر لسلاسل التويد، و شل حركة المواني كافة (العراقية والكويتية والقطرية والبحرينية والاماراتية والسعودية والعمانية والإيرانية)، وسوف تترتب عليه أزمات عنيفة تبدأ بارتفاعات جنونية بأسعار النفط، تصحبها انهيارات متسارعة للأسواق المالية، وتصفير عملات بعض البلدان المعتمدة على واردات التفط. وسوف نشهد كوارث دولية تصيب الولايات المتحدة واوربا بإضرار وخسائر يصعب التكهن يحجمها. ولن تمر خطوة إغلاق المضيق مرور الكرام، وبخاصة في حسابات البلدان التي ترى ان امنها القومي يرتبط مباشرة بتدفق النفط والغاز. وسوف تكون ردود افعال القوى الكبرى سريعة وعنيفة وكاسحة. .
لذا فان البرلمان الإيراني هو الذي صنع الغطاء الدولي لأفتعال أزمات تعقبها أزمات. وسوف تقع المنطقة برمتها في مستنقع حربي جديد خارج تصورات العقلاء. .
لقد تعرضت إيران إلى اعتداءات سافرة، وتعرضت لمؤامرات خطيرة، وتحملت أوزار الحصار لأكثر من اربعة عقود متتالية. لكنها لم ولن تقدم على ارتكاب هذه الحماقة. .
من هنا يتعين على ايران الاستعانة بمراقبين دوليين محايدين من روسيا والصين واليابان لإخضاع المضيق للمراقبة، وقطع الطريق على كل من يفكر بعرقلة خطوط الشحن البحري في هذه المنطقة الحساسة. .