لقد غدر الغادرون


كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن - العدد: 8382 - 2025 / 6 / 23 - 10:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

لن يغير الغادرون شيئاً من طباعهم، ولن يبدلوا عاداتهم، ولن يحاولوا الارتقاء بأخلاقهم، ولن يصححوا الاعوجاج الذي تغلغل في نفوسهم الخبيثة منذ العصور القديمة. .
هل تتذكرون كيف كانوا يقفون مع العراق ويدعمونه بقوة في حربه مع ايران، وكيف انقلبوا عليه عام 2003 ؟. فاشتركوا كلهم ومعهم الجيوش العربية والإسلامية في ضربه واحتلاله، وفي سرقة بتروله وثرواته، وقتل علمائه بذريعة البحث عن أسلحة الدمار الشامل، التي لم تكن موجودة ؟. .
انظروا الآن كيف يتكرر المشهد مع إيران. بنفس السيناريو، وبنفس الوجوه، وبحملات إعلامية اشترك فيها اصحاب المكانس. فمثلما اصدروا فتاواهم بجواز الاستعانة بغير المسلم لضرب ابناء الرافدين، عادوا من جديد ليهتفوا بمكبرات الصوت فوق منابر مساجدهم: (اللهم إضرب الظالمين بالظالمين واخرجنا منها سالمين). .
ومثلما التحقوا بركب الفيالق الاوروبية الزاحفة نحو بغداد، عادوا من جديد ليتحالفوا مع الفيالق نفسها، ثم وضعت سوريا والأردن أجواءهما تحت تصرف الظالمين والغادرين والطامعين. .
ومثلما قصفوا ملجأ العامرية ليقتلوا من فيه من النساء والأطفال. عادوا من جديد لينذروا سكان طهران (14 مليون نسمة) بوجوب مغادرة بيوتهم، ثم قصفوهم بقنابل الفناء التي تزن الواحدة منها 14 طنا. .
ومثلما ظلت قنوات السوء تردح وتقدح في حملاتها الموجهة ضد العراق، عادت من جديد لتشن حملاتها بنفس اللغة وبنفس الأسلوب ضد دولة محاصرة. ظلت تذود وحدها في مواجهة القوى الغربية المتحالفة والمتضامنة مع شراذم الارض المحتلة. .
كلهم أهل غدر وخيانة ونقض للعهود، منذ بعث الله فيهم سيدنا (موسى) إلى يومنا هذا، وحتى قيام الساعة، هؤلاء أغدر الناس بالعهود، وأخونهم بالأمانات، ولذلك لا يوثق منهم أبدا؛ لا صرفا ولا عدلا، ومن وثق بهم، أو وثق منهم فإنه في الحقيقة لم يعرف سيرتهم منذ القرون الأولى. .
ختاماً: اما تكونوا مع اسرائيل أو تكونوا مع إيران ولا وجود لخيار ثالث. . أما إذا قلتم لي: سني وشيعي. فسوف أقول لكم: ليس هذا هو الوقت المناسب. .
هذه مرحلة مصيرية وجودية، ونحن في محطة اختبارية أخيرة لا تسمح لنا بمناقشة رواسب الفتنة الطائفية. .