ما الذي يحدث في البحر المتوسط ؟


كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن - العدد: 8391 - 2025 / 7 / 2 - 18:11
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر     

كثرت الأقاويل والشائعات حول تقلبات الطقس في حوض البحر الأبيض المتوسط، وتدهور أحواله. وكلما يتوفر لدينا من بيانات يتلخص بمقاطع منشورة هنا وهناك على منصات التواصل. .
فقد شهدت سواحله وأعماقه العديد من الزلازل التي تحولت إلى تسونامي، وصل أعنفها لأكثر من 8 درجات على مقياس ريختر، وتسببت في مقتل عشرات الآلاف وتدمير المدن الساحلية، واصبحت من المناطق المهددة بحدوث تسونامي يحتمل أن يضرب مدنا رئيسية بضمنها مدينة الإسكندرية.
تأتي هذه التوقعات في الوقت الذي ارتفعت فيه معدلات درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة، وكانت مصحوبة بارتفاع معدلات الرطوبة الجوية وبخاصة عند السواحل، ولاحظ الناس انتشار الطحالب وقناديل البحر فوق سطح الماء. وبات من المحتمل تعرض المدن الساحلية للغرق في ظل المتغيرات المناخية المضطربة، وموجات البحر الجامحة، وسلطت وزير البيئة المصرية (ياسمين فؤاد) على سيناريوهين محتملين، يمكن ان يتسببا بغرق الإسكندرية:
- السيناريو الاول: يتوقع غرقا كاملا لمدن دلتا النيل.
- السيناريو الثاني: يتوقع حدوث سلسلة من الكوارث الجسيمة إبتداءً من الآن وحتى عام 2100 ما لم تتخذ الإجراءات اللازمة لتلافي التقلبات المستقبلية الطارئة على الطقس. .
وهنالك دراسات تتوقع ارتفاع منسوب مياه سطح البحر إلى 50 سنتيمترا بين عامي 2050 - 2100. وهي ارتفاعات كفيلة بغرق المناطق الساحلية في الشمال الأفريقي. الأمر الذي يستدعي الاستعداد لما هو أسوأ، والشروع ببناء المدن في المناطق المرتفعة. بما يعني الابتعاد عن المناطق الساحلية كلما كان ذلك ممكنا من النواحي المعمارية. .
وعلى السياق نفسه تتحدث بعض التقارير عن انفجار قادم من الأعماق يهدد بإغراق شرق المتوسط وشمال إفريقيا. . كارثة كبرى بكل ما تحمله الكلمة من معنى تلوح في الأفق تهدد منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، وتمتد آثارها إلى شمال إفريقيا. إلى جانب النشاط الزلزالي العنيف الذي سُجل قرب جزيرة كريت. في حين تؤكد تقارير الرصد الجيولوجي ظهور مؤشرات مقلقة لنشاط بركاني متزايد في قاع البحر المتوسط ما ينذر بتهديد خطير لدول الساحل الشمالي الإفريقي، من ليبيا إلى تونس والجزائر.
يحذر الخبراء من احتمال انفجارات بركانية تحت سطح البحر قد تسبب موجات تسونامي مدمّرة، تؤثر مباشرة على المدن الساحلية. إن هذا التهديد المتعدد الأوجه - الزلزالي والبركاني - يفرض حالة تأهب قصوى، ويستوجب استجابة فورية من الحكومات والسكان على حد سواء. .
الوقت ليس في صالح أحد. ويجب الاستعداد والتحرك واليقظة، فالأرض تحت أقدامنا تنذر بالخطر. وهذا ما يفسر الاضطرابات في المجال المداري، وتقلبات البحر غير المعتادة، وارتفاع حرارته بشكل مقلق، مما يزيد من تعقيد المشهد ويُعمّق احتمالات الكارثة. .
والله اعلم. .