عالم لا يخجل ولا يستحي


كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن - العدد: 8377 - 2025 / 6 / 18 - 09:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

لا يكافح المغفلون من اجل فهم الحقيقة، بل يكافحون من اجل إثبات ان ما تتلوه عليهم شبكات التفاهة هو الحقيقة. .
هل لاحظتم كيف تغيرت مواقف العرب ؟، وكيف تبدلت المعايير والقيم ؟، وكيف انحدرت اخلاق معظم السياسيين إلى الدرك الاسفل من الابتذال ؟، فكلما ازدادت عدوانيه الطغاة في شراستهم واستهتارهم سارع السفلة إلى التمسح بقنادرهم، حتى كسروا الأرقام القياسية في التحالف مع فراعنة العصر. هكذا بكل صلافة وبكل وقاحة وبلا حياء. .
ففي الوقت الذي يهدد فيه ترامب سكان مدينة طهران (أكثر من 14 مليون نسمة) ويطالبهم بمغادرتها في الحال، وفي الوقت الذي يعلن فيه قراره المتهور بخوض حربه الشاملة ضد المستضعفين في الارض، ويعلن فيه الإتحاد الاوروبي تضامنه معه في زحفه نحو ديارنا لتركيعنا وتغيير خارطتنا، يعترض عليهم عضو البرلمان الاوربي (من بولندا وليس من ارض الكنانة) فينتنزع رايتهم، ويدوس عليها باقدامه ردا على وقوف زعمائهم مع النظام البرتقالي. .
موقف مشرف لم يفعله احد قبله، في حين يخرج علينا عرب الطوق ببيارقهم العدنانية والقحطانية والطرزانية ليعلنوا تحالفهم مع الغزاة واستعدادهم لخدمتهم، ثم يتصدى ملك الأقزام بنفسه للصواريخ الموجهة ضد معسكرات المستهترين. .
وعلى النقيض تماما يقف الزعيم الباكستاني (عارف علوي) مع المستضعفين، بكل ثبات وحزم ويعلنها صراحة حتى لو تطلب الأمر اللجوء إلى سلاحه النووي. ثم يأتي المدد من زعيم كوريا الشمالية فيطلق تصريحه المدوي: (ايران ليست وحدها). .
الطامة الكبرى ان بعض الشعوب العربية والمسلمة يقفون ضد ايران، وهم احرار في توجهاتهم المتأرجحة بين الحب والكراهية، ولكن هل تبرر كراهيتهم لإيران وقوفهم مع معسكر نتنياهو ؟. وهل يصل تعاونهم مع ترامب إلى تسخير أجواءهم وموانئهم لتعزيز قوة التحالف الغربي ضد ايران ؟. وهل يُعد دحر ايران والانتصار عليها نصراً على أعداء العرب والمسلمين أم انه تتويجا لإسرائيل كقوة مطلقة لا يردعها احد ؟. .