برميل متفجرات بوزن 17 الف طن


كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن - العدد: 8404 - 2025 / 7 / 15 - 10:12
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر     

هنالك كارثة تنتظرنا في جنوب البحر الأحمر، ربما يفقد لونه فيتحول من الأحمر إلى الرمادي بعد غرق السفينة (Magic Seas) التي كانت تحمل 17 ألف طن من مادة نترات الأمونيوم (ammonium nitrate)، ومما سوف يزيد الكارثة تعقيدا ان حادث الغرق وقع في منطقة محظورة، ومحفوفة بالمخاطر، ويتعذر الوصول إليها، اخذين بعين الاعتبار ان هذه المادة (ورمزها الكيماوي NH4NO3) شديدة الانفجار. تنطلق منها غازات ضارة بما في ذلك أكاسيد النيتروجين والأمونيا وأول أكسيد الكربون، وقد يؤدي انخفاض الأكسجين المذاب إلى تدمير التوازن الحيوي تحت الماء، والى نفوق الأسماك. ثم ان انسكاب كميات بحجم 17 الف طن من النترات سوف تصبح كفيلة بتسمم الوسط المائي وبخاصة في البحر الإقليمي للسعودية وإريتريا وجيبوتي والسودان ومصر. .
وحتى لا نذهب بعيدا لابد ان نذكركم بحادث انفجار ميناء بيروت عام 2020 بسبب تخزين كميات من هذه المادة (نترات الأمونيوم) يقدر وزنها بنحو 2750 طناً، فما بالك إذا كانت حمولة السفينة اكبر من مخزونات ميناء بيروت بنحو ست مرات ؟. لاشك ان قصف السفينة (Magic Seas) وهي تحت الماء سيولد انفجارا هائلا قد يتسبب بتسونامي يُغرق المدن الساحلية القريبة، وقد يعصف بالسفن والقوارب المتواجدة في البحر الأحمر. .
في ضوء ما تقدم يتعين على محطات تحلية المياه في ارتيريا والسعودية ان تهتم بفحص نسب التسمم في مياه البحر قبل نقلها إلى فلاتر التحلية، ويتعين على المنظمات المعنية بحماية البيئة البحرية ان تنشأ محطات ساحلية لرصد تداعيات هذا الحادث، وتقديم تقارير مفصلة عن حجم التلوث في عموم المنطقة. ويتعين على المنظمات البحرية إطلاق تحذيراتها إلى السفن القريبة من موقع السفينة استعداداً لأي طارئ. .