شعارهم: (سوريا لم تعد لكم)


كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن - العدد: 8408 - 2025 / 7 / 19 - 01:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

هذا هو الشعار الذي نشرته الصحف التل الأبيبية، وكررته قنواتهم التوراتية: (سوريا لم تعد لكم). .
بدأت أعمال العنف بتغلغل الفصائل الدمشقية المسلحة داخل ضواحي السويداء، ثم تأزمت الأوضاع بعد الاساءة لمشايخهم وبعد التنكيل بهم (بالصوت والصورة)، فانتهزها الطيران الإسرائيلي، الذي استهدف بلدتي (المزرعة) و (كناكر)، التي تضم أغلبية من الدروز (بثلاث غارات)، واستهدف أيضاً دبابات سورية بين بلدتي (سجين) و (السميع) بريف السويداء. ثم اختلط الحابل بالنابل، وتوسعت رقعة القصف الجوي بأكثر من 300 غارة. فغادر الرئيس الشرع قصره الأموي في الشام ليحتمي بقصرة البحري في اللاذقية. .
ظلت الطائرات الاسرائيلية تصول وتجول بارتفاعات منخفضة، وهي مطمئنة تماما بعدم وجود مقاومات ارضية. وكانت الاجواء السورية مفتوحة ومستباحة، وكان بامكان قوات الكيان المحتل (المحمولة والمجوقلة) ان تواصل تقدمها نحو غرب الفرات، وربما تعبر النهر إلى الضفة الأخرى القريبة من الحدود العراقية. وفي ظل هذه التحركات التوسعية المحتملة تصبح المملكة الأردنية محصورة في زاوية حرجة، تضيق عليها الخناق من الشمال والغرب، وليست لديها القوة الميدانية الكافية للحد من اي تحرك باتجاه أراضيها. .
وبالتالي فان الشعار الذي يلوحون به اليوم (سوريا لم تعد لكم)، قد يتغير ليصبح: (الأردن لم تعد لكم)، وربما يصبح: (لبنان لم تعد لكم)، وقد يأتي اليوم الذي يقولون فيه: (مصر لم تعد لكم)، و (العراق لم يعد لكم). .
نحن أمام جيوش عدوانية مستهترة مدعومة بقوة من شياطين الأرض وأبالستها. . جيوش لا سقوف لمحاورها التوسعية. والدليل على ذلك انهم لا يخشون الجيش المصري ولا العراقي، لكنهم يحسبون الف حساب للمقاومة اللبنانية، ويحسبون الف حساب للحشد الشعبي، وترتعد فرائصهم من ضراوة الصواريخ اليمنية. .
لا سيادة للشعوب إلا بمقدار ما يمتلكونه من قوة. ولا بارك الله في الضعف. فلا تلوموا البسطاء على تصفيقهم لإيران. .
ينبغي ان نقف بقوة في مواجهة العدوان، وينبغي أن نقاتل بشرف قبل أن نُفنىٰ فُرادى. نحن بحاجة إلى التحالف مع بعضنا البعض فالقادم أخطر مما يتصوره العقل. .