أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - الصراع على السويداء ، و عوامل مشاريع السيطرة الإقليمية!















المزيد.....

الصراع على السويداء ، و عوامل مشاريع السيطرة الإقليمية!


نزار فجر بعريني

الحوار المتمدن-العدد: 8409 - 2025 / 7 / 20 - 16:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعتقد أنّ من مصلحة السوريين جميعا أن يدركوا أن جوهر الصراع في السويداء ليس كما يبدو في ساحات المعارك المتوحشة  بين بدو وسنة ودواعش ودروز!!
إنّ صراع السيطرة على السويداء يأتي على مستويين:
أوّلا،
مستوى الصراع للسيطرة على المحافظة بين مؤسسات الدولة الجديدة الأمنية والعسكرية وبين المجلس العسكري المحلي الذي يقوده العقيد طارق الشوفي والشيخ حكمت الهجري.

ثانيا،
مستوى الصراع الإقليمي، بين مشروعين:
١ مشروع السيطرة الإقليميّة الأمريكي، القديم الجديد،  الذي يتمحور حول إقامة تحالف إقليمي، اقتصادي وسياسي بالدرجة الأولى،  بين دول المنطقة الرئيسية، السعودية وتركيا وإيران وإسرائيل، ويرتبط بدول تحالف واشنطن في شرق آسيا عبر الهند ..
نجاح جهود إدارة ترامب التي تتبنّى هذا المشروع، يتطلّب إيجاد تسوية للصراع على فلسطين، وإعادة توحيد دول الإقليم التي فككها مشروع السيطرة الإقليميّة الأمريكية الإيرانية السابق  ل٢٧ نوفمبر، ووجود سوريا الموحّدة طرفا فاعلا، يمثّل شرطا ضروريا لتوفير شروط استقرار إقليمي ولنجاح المشروع .
٢ المشروع الإسرائيلي،( الإماراتي) الذي يسعى لتحقيق هيمنة إقليمية، على حساب مصالح شركاء وحلفاء الولايات المتّحدة- تركيا وإيران والسعودية - وعلى حساب حقوق الشعب الفلسطيني، ويعمل على الصعيد السوري على ثبيت مرتكزات مشروع تقسيم سوريا، ويسمح بربط السويداء تحت السيطرة الإسرائيلية بمناطق سيطرة قسد في الجزيرة السورية عبر "ممر داوود"  بما يحوّل سوريا إلى كيانات طائفية وقومية متناحرة، ويضمن وصول يد الأخطبوط الإسرائيلي إلى تخوم تركيا والعراق....

ضراوة و وحشية معارك السيطرة على السويداء، واستخدام جميع وسائل الحسم، تؤكّد أهميّة نتائجها، ليس فقط على مستوى الصراع على سوريا بين قوى مشروع التقسيم والتوحيد، بل وعلى مستوى الصراع الإقليمي بين مشروع السيطرة الإقليميّة الأمريكية( السعودية ) والإسرائيلي- الإماراتي..
السلام والأمان  للسويداء وأهلها الكرام ،
والأمن والسلام لسوريا الموحّدة.
الرحمة لأوراح الضحايا .

تغييب  النخب السياسية والثقافية السورية لحقائق الصراع، والتركيز على نتائج تمظهراته وتحميل جهة واحدة المسؤولية، يدلل على طبيعة خَياراتها السياسية:

لنقرأ بتمعّن خلف وبين  أسطر مقال الصديق المحترم "Rizan Chiekhmous "*
"   الهوية الوطنية السورية في مهبّ الريح: السويداء تحت النار والدولة خارج التاريخ"!

"  ....ما يجري في محافظة السويداء منذ أسابيع لم يعد مجرد توتر أمني محلي أو اشتباك عابر، بل أصبح جريمة ممنهجة تُرتكب بحق مكوّن سوري أصيل، هم أبناء الطائفة الدرزية، على يد قوى محسوبة على السلطة وتحت غطاء عشائري وطائفي فاضح.

قبل أيام، دخلت القوات السورية إلى السويداء مدججة بالسلاح الثقيل، تحت ذريعة “فض الاشتباك” بين البدو والدروز. إلا أن الوقائع أثبتت أن هذه القوات لم تأتِ لحماية المدنيين أو وقف النزيف، بل مارست الانتهاكات بحق الأهالي، من اقتحام للقرى إلى اعتقالات عشوائية، حرق ونهب وترويع للسكان.

ما زاد من وضوح الأجندة السياسية لهذا الدخول هو الانسحاب المفاجئ للقوات بعد تدخل إسرائيلي مباشر في المشهد، اضطر على أثره الشرع، الرئيس الانتقالي إلى إصدار أوامره بسحب الجيش من السويداء. لم يكن ذلك استجابة لإرادة شعبية أو لحسابات وطنية، بل هروبًا من مواجهة غير محسوبة العواقب بفعل ضغوط خارجية.

لكن الانسحاب لم يكن نهاية التصعيد، بل بداية لمرحلة أخطر. فسرعان ما جرى تفعيل “النفير العام”، وبدأت السلطة بتحشيد ما سُمّي بـ”العشائر السورية” من مختلف المحافظات للتوجه إلى السويداء، تحت شعارات مموّهة كـ”الجهاد” أو “حماية الدولة”، بينما الحقيقة أن ما يحدث هو توظيف جديد لفصائل مسلحة ومجموعات أمنية ترتدي لباس العشائر، لا تمتّ بأي صلة للعشائر السورية الأصيلة وقيمها.....

ما نشهده اليوم ليس تصعيدًا أمنيًا أو سوء إدارة، بل هو مؤشّر على انهيار العقد الوطني السوري بالكامل. فالدولة التي من المفترض أن تكون مظلة جامعة لكل أبنائها، تحوّلت إلى طرف في النزاع، تمارس العنف باسم القانون، وتحرض باسم السيادة، وتقمع باسم الوحدة.

وتزامنًا مع هذا الانهيار الداخلي، نجد أنفسنا أمام صمت عربي وإسلامي مريب، بل ومتواطئ في بعض جوانبه، تحت ذريعة “دعم الدولة السورية”، في حين أن هذه الدولة – بصيغتها الراهنة – لم تعد تمثّل كل السوريين، بل لونًا واحدًا، ونهجًا واحدًا، لا يقبل الاختلاف ولا يعترف بالتعددية ولا يراعي أدنى شروط الشراكة الوطنية.

الثقة بين الدولة والمجتمع تتفكك بوتيرة سريعة، وها نحن نشهد لأول مرة مواطنين سوريين يناشدون خصوم سوريا التقليديين لحمايتهم من سلطتهم. هذا ليس خيانة، بل نتيجة طبيعية لانهيار الحد الأدنى من التعاقد الوطني، ولشعور شريحة واسعة من السوريين أن الدولة لم تعد حامية لهم، بل تهدد وجودهم.

إن استخدام العشائر، أو من يدّعون تمثيلها، لمهاجمة مكوّن وطني أصيل كالدروز، هو وصمة عار سياسية وأخلاقية لا يمكن تبريرها. فالدولة التي تحكم بالتحريض والكراهية، وتستبيح مناطق بأكملها، ليست دولة، بل مشروع تفكك ممنهج. والمجتمع الذي يقبل بذلك أو يصمت عنه، هو مجتمع ينخرط – طوعًا أو كرهًا – في قتل نفسه.

إننا في لحظة لا مجال فيها للمراوغة. سوريا تواجه اليوم خيارين: إما أن تعود إلى دولة المواطنة والعدل والشراكة، أو تواصل الانحدار نحو صراع أهلي طويل الأمد، لا يبقي من الوطن إلا الاسم.

ما يحدث في السويداء ليس شأنًا محليًا، ولا معركة عابرة. إنها معركة وجود، تختبر فيها سوريا نفسها: هل تبقى وطنًا لجميع أبنائها، أم تُختزل إلى مشروع غلبة تحكمه المليشيات والخطابات الطائفية والمصالح الإقليمية؟
سوريا لا تُبنى بالغلبة، ولا تُحكم بالقوة، ولا تُدار بالكراهية. سوريا تُبنى بالمواطنة، والعدالة، والتعدد، والحوار. إما أن ننهض اليوم لحماية ما تبقى، أو نكتب جميعًا الفصل الأخير من تاريخ سوريا الموحدة. "
-----------------------------------------
https://www.facebook.com/share/1GACZJBEm2/
* الصديق المهندس رزان شيخموس  قيادي في "تيار مستقبل كردستان سوريا"  وعضو قيادي في "المجلس الوطني الكردي" الذي أعطى قسد  في  مؤتمر  ٢٦ نيسان ،  "ورقة" الشرعية الكردية.



#نزار_فجر_بعريني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - حزب العمل الشيوعي في سوريا- مثالية النظرية، ومأزق الممارسة ...
- لماذا تراجعت الإدارة الجمهورية عن مشروع السيطرة الإقليمية ال ...
- كيف نفسّر تباين الخطاب الرسمي حول طبيعة المسؤولية عن الهجوم ...
- هل المفاوضات التي تجريها -قسد- مع السلطة الجديدة وسيلة لشراء ...
- طبيعة الصراع الإقليمي ومأزق الوعي السياسي النخبوي اليساري!
- إشكاليات العلاقة بين التكتيكي والاستراتيجي في أهداف ونتائج ا ...
- الحرب الإسرائيلية الإيرانية، وعواقب مأزق علاقات السيطرة التش ...
- هل تجاوزت الحرب الإسرائيلية الإيرانية الخطوط الحمراء؟
- الصراع الإيراني الإسرائيلي، وقضية البرنامج النووي والبلاستي!
- هل يقلب الإيرانيون الطاولة على رأس نتنياهو؟
- التسوية في غزة و قطار التطبيع الإقليمي- فرص وإمكانيات!
- الصراع على سوريا في أهداف وأدوات الخيار الأمني الميليشياوي!
- الصراع على سوريا بين ٢٠١١ ٢ ...
- قائد - قسد- وآخر مستجدّات العلاقات مع تركيا.
- في أبرز تساؤلات المشهد الاقتصادي السوري .
- في مأزق الثقافة السياسية الكردستانية.
- مسارات العملية السياسية الانتقالية في سوريا ، تحدّيات وفرص!
- دراسة في مداخلات جلسة الاستماع أمام لجنة العلاقات الخارجية ف ...
- الطيّب تيزيني، ضمير سوريا وعقلها الوطني الحر.
- الصراع على سوريا ، و أبرز ملامح المشهد السياسي!


المزيد.....




- ظبي بأنف غريب.. ما حكاية السايغا الذي نجا بأعجوبة من الانقرا ...
- مصدر إسرائيلي يكشف لـCNN تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار في غ ...
- حسام أبو صفية لمحاميته: هل ما زال أحد يذكرني؟
- -إكس- و-واتساب- في قلب جدل جديد: تحقيق يرصد حسابات يمنية ترو ...
- الوحدة الشعبية: استهداف سورية العربية حلقة لاستكمال مشروع ال ...
- مبادرة -صنع في ألمانيا-: أكثر من 60 شركة ألمانية تتعهد باستث ...
- لماذا لم تكشف بغداد عن هوية المتورطين بهجمات المسيرات؟
- بدء خروج العائلات المحتجزة من السويداء -حتى ضمان عودتها-
- عاجل| وسائل إعلام إسرائيلية: سلاح الجو يهاجم أهدافا للحوثيين ...
- شاهد.. مطاردة مثيرة وثقتها كاميرا من داخل دورية الشرطة تعبر ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - الصراع على السويداء ، و عوامل مشاريع السيطرة الإقليمية!