أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الطائفيون وتظاهرات الأنبار














المزيد.....

الطائفيون وتظاهرات الأنبار


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4014 - 2013 / 2 / 25 - 18:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هذه هي المرة الثانية التي يطالبني فيها صديق برأي في موقف يتعلق بالظواهر الطائفية اللعينة التي تطفو على سطح تظاهرات العراقيين التي بدأت في الأنبار.. لم أجبه في المرة الأولى لإنشغالاتي, أما في هذه المرة فجوابي لا يأتي هنا من حرص على المتابعة والتواصل معه فقط وإنما لإحساسي بأن طريقته بالتساؤل تحملني مسؤولية مواقف أنا أدينها بشدة قبل ان يتعلم هذا الصديق الحكي في السياسة.
سأقول له.. من غير المعقول أن أكون ضد الطائفية في صفوف الشيعة ولا أكون ضدها بين صفوف السنة, لا بل ويستطيع أن يعرف أن أول مقالاتي بشأن هذه التظاهرات كانت ضد العراقية وبيانها الذي حمل مفردات طائفية والذي كان قد قرأه على ما أتذكر النائب احمد العلواني.
إن خطبة هذا الشيخ* أو غيره لا يجعلني أنسى أن الوضع العراقي آخذ بالتدهور وحتى بالإنفجار نتيجة عوامل في مقدمتها السياسة الطائفية للمالكي الذي يتعامل مع مظاهرات أهلنا في المناطق الغربية كطرف وليس كرئيس لوزرائهم.. هل يخفى عليك وأنت الأستاذ الجامعي أن سياسة كهذه لا تنطلق كرد فعل على هذه التظاهرات وإنما من نوايا مسبقة تستند تاريخيا إلى طبيعة السياسات الطائفية التي إلتزم بها حزب الدعوة الذي يترأسه المالكي حاليا, وأيضا إلى طبيعة الظرف الحالي حيث صار مقدرا لما يحدث في سوريا ان يؤثر بحدة على المحور الإقليمي الذي تقوده إيران.
وليس من شك مطلقا على أن ما حدث في العراق, وخاصة بعد عودة المالكي من زيارته إلى أمريكا قبل سنتين, يرتبط جديا بالسياسة الإستباقية للقضاء على الخصوم, أو الرموز الذين كونتهم الأحداث على الجانب الآخر والذين كان لا بد من لي أذرعتهم لغرض بناء ساحة خالية من أي صوت معارض.
وإنني أتعجب كيف يصير واجبا ان نقف ضد الهاشمي ولا نقف ضد المالكي, الذي أخفى ملف الأول طيلة سنوات ثلاث, رغم أن هناك إدعاءات بأن هذا الملف يحمل وثائق تدين الهاشمي بالإرهاب, وبالتالي تجعل المالكي متهما بالتستر على إرهابي, وبالتنازل عن الدماء التي اهدرها, والتي لا تقل قيمة أبدا عن الدماء التي أهدرها بشار في العراق بعد ان كان قد ساند الإرهاب بقوة وسهل دخول القاعدة إلى أراضينا لكي تمعن قتلا بابناء شعبنا.
ومرة أخرى أخرى سيكون من حقي ان أتعجب من قضية تحمل نفس المضمون, فإذ كان علي أن اقف ضد الهاشمي بدعوى الوقوف ضد الإرهاب ووفاء للدم العراقي فلماذا بات علي أن أدعم أولئك الذين يقفون مع بشار الذي تسبب بقتل أضعاف أضعاف ما أتهم الهاشمي بقتلهم من العراقيين.. نعم يا سيدي لماذا يكون الدم العراقي الذي اهدره متهمون مثل الهاشمي غاليا ؟ ولا يكون الدم الذي أهدره بشار بنفس الغلاوة !. لماذا يكون الهاشمي إرهابيا ولا يكون قيس الخزاعي رئيس عصائب الحق أيضا.
سأجيبك.. إذا كنت عراقيا وطنيا فإن جميع من يتسسب بهدر دم العراقيين هو مدان وإرهابي بغض النظر عن الطائفة التي ينتمي إليها, أما إذا كنت طائفيا فسيكون لطائفيتك هذه عوامل حاسمة لتصنيف من هو طائفي على خانة الطائفة الأخرى.
وهكذا تستطيع أن تدرك بأن المالكي ومن يقف معه مبررا سياسته هذه وداعما لها إنما هم أشبه بمن وقف في بلعومه موس أو شفرة, إن بلعها مزقته, وإن حاول التخلص منها مزقته أيضا. ولم يكن ذلك قد تم لولا هذه العملية السياسية التي أدخلت العراق في أتون معارك طائفية ليس مقدرا لها أن تتراجع إلا بعد أن يتمزق العراق ويموت تصف أهله. وحينما كتبت مقالاتي الأربعة حول ما يخص قضية الهاشمي فقد كتبتها دفاعا عن عقولنا وليس دفاعا عن الهاشمي الذي لا أحبذ الدفاع عنه أو عن أمثاله والذين أعتبرهم جزءا من نظام طائفي من شأنه أن يمزق العراق ولا يبقي منه سوى كيانات هزيلة.
هل أنا ضد ذلك الشيخ الأنباري الذي رفع عقيرته بكلام طائفي, من العيب حقا أن يسألني عن ذلك, لأنه يدري لأي طائفة أنتسب حتى لو كان ذلك الإنتساب هو من باب الموروث, إذ يبقى إنتمائي للعراق هو الذي يتقدم, وحتى أنه قد يلغي بقية الإنتماءات الأخرى إذا ما تعارضت وتقاطعت مع المصلحة الوطنية الإنسانية.
فإذا كانت مواقفي ضد طائفي الشيعة حادة وكثيرة فإن مواقفي ضد الطائفيين من السنة ستكون على نفس الدرجة من الحدة لأنها تتأسس على قاعدة مبدأ واحد, ألا وهو ذلك الذي يعتبر الطائفية اشد خطرا علينا من الصهيونية نفسها.
ولا أخاله غافلا عن حقيقة أن السرادق العراقي إنما يتم نصبه وتأثيثه كل يوم لكي يتلائم داخله لإستقبال ما سوف تقود إليه نتائج المواجهات على الأرض السورية.
وإني لا أجد تذكيرا أختتم به رسالتي هذه إلى ذلك الصديق أفضل من الإشارة لحقيقة أن إدانة المتطرفين الطائفيين من السنة داخل صفوف الثورة السورية ضد بشار الأسد لا بد لها أن تمر من خلال التنديد ببشار نفسه الذي لم يحاول منذ البداية أن يبحث مع المتظاهرين ضد نظامه القمعي حقيقة مطالبهم التي كانت تدور حول الإصلاح في بدايتها, ولا شيء غير الإصلاح, بما ترك للثورة ضده أن تحمل توجهات طائفية مقيتة.
وهل يخفى عليه أننا نمر بنفس القصة ذاتها هنا في العراق حينما نهمل إمكانية أن تتطور هذه الإنتفاضة بإتجاه طائفي وتسير بعد ذلك لتلحق بإختها السورية.
الواقع إن الذي لا يرى هذه الحقيقة, والتي هي لا تقل سطوعا عن شمس تموز, هو أحد ثلاثة, فهو أما أعمى قد فقد بصره, وأما جاهلا فقد بصيرته, وأما أن طائفيا أفقدته الطائفية كلا العاملين.. البصر والبصيرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://www.youtube.com/watch?v=sAdIirG9UQQ&feature=player_embedded



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إزاحة المحمود.... بين إتقان القيادة وإتقان المعارضة
- من سطوة المحمود إلى سطوة الإجتثاث
- دولة الشراكة أم دولة المشترك
- هل كان بإمكان أوباما أن يجلس في حضرة رجل أبيض.
- من سيذهب إلى الجحيم.. أكَلَة الخنزير أم أكَلَة الناس
- أزمة الدولة العراقية الوطنية مع الأحزاب الأيديولوجية
- حزب الدعوة.. بين رفاه النظرية وإمتحان الحكم
- لن تنجح العملية إذا مات المريض.. العراق وسوريا إنموذجين
- محبة الطائفة تشترط أن لا تكون طائفيا
- تجديد ولاية رئيس الوزراء لأكثر من مرتين.. ما الخطر
- ( 3 ) حزب الدعوة والدولة العراقية.. خصومة وحكومة.
- حزب الدعوة والعراق ... خصومة وحكومة ... ( 2 )
- حزب الدعوة والعراق ... خصومة وحكومة*
- صفقة موسكو.. عار حكومي بإمتياز
- الفقاعة القاتلة
- محاولة للقراءة في عقل المالكي... من أزمة كركوك إلى أزمة الأن ...
- أعداء سنة وشيعة ... هذا الوطن نبيعة
- النصر ببعضنا, لبعضنا, لا على بعضنا
- قضية العيساوي.. طائفية الفعل ورد الفعل
- كركوك.. الوطن والمدينة


المزيد.....




- مصممة على غرار لعبة الأطفال الكلاسيكية.. سيارة تلفت الأنظار ...
- مشهد تاريخي لبحيرات تتشكل وسط كثبان رملية في الإمارات بعد حا ...
- حماس وبايدن وقلب أحمر.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار ...
- السيسي يحذر من الآثار الكارثية للعمليات الإسرائيلية في رفح
- الخصاونة: موقف مصر والأردن الرافض لتهجير الفلسطينيين ثابت
- بعد 12 يوما من زواجهما.. إندونيسي يكتشف أن زوجته مزورة!
- منتجات غذائية غير متوقعة تحتوي على الكحول!
- السنغال.. إصابة 11 شخصا إثر انحراف طائرة ركاب عن المدرج قبل ...
- نائب أوكراني: الحكومة الأوكرانية تعاني نقصا حادا في الكوادر ...
- السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق لمشروع ن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الطائفيون وتظاهرات الأنبار