الامطار خير وبركة ولكنه وبال على المشردين واصحاب البيوت المدمرة في قطاع غزة....!؟


غازي الصوراني
الحوار المتمدن - العدد: 4646 - 2014 / 11 / 28 - 22:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     



المنخفض والامطار الشديدة في غزة اصاب بالضرر والغرق العديد من البيوت والشوارع...فما بالكم بحجم الاضرار والمعاناة من العراء والفقر والبرد وصقيع الليل لدى لكثر من 80 ألف من المشردين حتى اللحظة بلا مأوى سوى المدارس ، ولدى أكثر من 40 ألف عائلة اصحاب البيوت المدمرة ، ومعظمهم من فقراء قطاع غزة القاطنين شرق القطاع في المنطقة الممتدة بطول 45 كم من رفح الى بيت حانون في انتظار اعمار لم يبدأ بصورة جدية كريمة ومحترمة تشعرهم ليس بالتضامن والتكافل معهم فحسب ، بل وبالاعتزاز والفخر بدورهم النضالي في مجابهة العدو الصهيوني الذي قام بتدمير بيوتهم وتشريدهم ، وها هم جميعا مع عائلاتهم واطفالهم يترحمون على شهدائهم بصمت وكبرياء ... تحملوا ومازالوا كل اشكال البؤس والمعاناة من المرض والفقر والتشرد...وها هي امطار الخير تنزل عليهم لتفاقم معاناتهم وبؤسهم ..صبروا ويصبرون لكن لكل صبر حدود ونهاية ...ولئلا نصل الى تلك النهاية المفجعة ، يجب أن تبدأ عملية التنفيذ الفوري للاعمار بصورة سريعة دون توقف تصل الليل بالنهار ..قد يقول البعض لقد بدأت عملية الاعمار ! نعم بدأ الاعمار ولكن بصورة أحادية للبيوت المدمرة جزئيا ..كما بدأ بطيئا ومحدودا ومشروطا بشروط الرقابة التي صاغتها الدولة الصهيونية ويتم تطبيقها من خلال ما يسمى مندوب " الامم المتحدة" ! روبرت سيري ووكالة غوث اللاجئين/ الاونروا من خلال المدعو " تيري" حيث تتم الان عملية الرقابة من خلال الكاميرات التي تم تثبيتها بالفعل –بموافقة السلطة وحركة حماس !؟- في مخازن تجار مواد البناء لمراقبة عملية تسليم الأسمنت وحديد البناء والحصمة بما يتوافق مع الكشوف المرسلة مسبقاً إلى "إسرائيل" من خلال وزارة الأشغال، وكذلك مراقبة كل ما يتعلق بآليات توريد مواد البناء اللازمة لعملية الإعمار!!؟ والمعروف ان خطة "روبرت سيري" –حسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية- تقضي بانتشار مفتشي الأمم المتحدة في مواقع بناء المشاريع الكبرى، كما أنهم سيراقبون –من خلال الكاميرات- المواقع التي سيتم تخزين مواد بناء فيها ، مثل الإسمنت والباطون ومواد مثل الأنابيب الفولاذية أو قضبان حديدية".
والأدهى والاكثر مرارة وبدون استغراب او اندهاش من ممارسات السلطة ، فقد أكد حسين الشيخ وزير الشئون المدنية في السلطة على تلك الخطة بقوله : "سيتم تسليم كوبون لكل متضرر لاثبات تضرر منزله وكاميرات مراقبة على المستودعات، وتثبيت أنظمة مراقبة متطورة، تتضمن جهاز لتحديد المواقع (GPS)، على كل المعدات الثقيلة، والتي تشمل الجرافات والكسارات ومعدات الحفر، لمعرفة تحركاتها داخل القطاع، حتى لا يتم توجيهها للعمل في حفر الأنفاق"!!؟؟؟ ما يعني بوضوح أن شروط عملية إعادة الاعمار هي تكريس وتشريع للحصار والاحتلال، الأمر الذي يستدعي رفض ومراجعة كل ما جرى برؤية نقدية وطنية، بعيدة عن مبررات وذرائع كل من حركتي فتح وحماس وموافقتهما على هذه الشروط المذلة.بحيث تستطيع هذه الرؤية أن تقدم برنامجاً واضحاً يجيب على أسئلة جماهير المتضررين، المحكومة في هذه اللحظة بعوامل القلق ومظاهر الاحباط السائدة في أوساطهم (معظمهم من الشرائح الفقيرة سكان الشريط الحدودي)، إلى جانب تفاقم مظاهر الفقر والبطالة( حوالي ربع مليون عاطل عن العمل في قطاع غزة اليوم بنسبة 60% من القوى العاملة فيه) واستمرار الحصار وبقاء مظاهر الانقسام والصراع على السلطة والمصالح الفئوية بين فتح وحماس واستمرار إغلاق معبر رفح وما ينتج عن تلك الاوضاع المتردية من مظاهر العنف والجريمة، بعد أن يعجز الجميع عن أنهاء معاناة الناس وانهاء الحصار الصهيوني.