كلمة عن الجبهة والمثقف الثوري في الذكرى الحادية والخمسون لاستشهاد الرفيق القائد غسان كنفاني


غازي الصوراني
الحوار المتمدن - العدد: 7665 - 2023 / 7 / 7 - 22:46
المحور: القضية الفلسطينية     


الحديث عن المثقف الماركسي الثوري الشهيد غسان كنفاني ، وهو حديث يحملُنا إلى رؤية ِالجبهة منذ تأسيسها للثقافة والمثقف، التي ترى أن الثقافةَ َهي بالمعنى العام إنتاجٌ اجتماعي ، وهي بالمعنى الخاص ذلك القدر من المعرفةِ الذي يتسلح به الإنسان عموماً – وعضوُ الحزب الثوري خصوصاً- في مواجهةِ كلٍ من الطبيعةِ والمجتمع من أجلِ تطوير قواهُ المنتجةُ وعلاقاتُه الإنتاجيةُ و تطويرِ وعيُه هو نفسه، وفي ضوء هذا التعريف ، فإن الثقافةَ بالنسبة لرفاقِنا في الجب...هةِ هي : جملةُ ما يستوعبُه ويراكمُه ويبدعُه هذا الرفيقُ او ذاك على صعيدِ الفلسفةِ الماركسية ومنهجِها ، وعلى صعيد الوعي العميق بالاوضاع الاجتماعية الطبقية وتطورها ، إلى جانب وعي التاريخِ الوطني والقومي من ناحية ، وعلى صعيدِ العلم ِوالأدبِ والفنِ بالارتباط ِالوثيقِ بمجالاتِ الحياةِ السياسيةِ والاجتماعيةِ والاقتصادية ِوكافةِ مجالاتِ الحياةِ المادية والروحية من ناحيةٍ ثانية ، من اجل استخدامِها للإجابةِ على أسئلةِ الجماهير الشعبية المطروحة على الجبهة في كل مرحلة ٍمن مراحل مسيرتِها الثوريةِ من أجل التحررِ والديمقراطيةِ والتقدم في إطار العلاقة الجدليةِ بين الأهدافِ الوطنيةِ والقومية ، وهنا تتجلى خصوصيةُ الواقعِ العربي وتخلفِه التاريخي ، واستتباعِه وخضوعِه الراهن عبر الشرائح الكومبرادورية البيروقراطية الحاكمة للنظام الامبريالي ، كما تتجلى أيضا في دروسِ وعبرِ ألمثقف الثوري الرفيق القائد الشهيد غسان كنفاني الذي أدرك وناضل من أجلِ تغيير هذا الواقع من خلال استلهامِه الخلاّقِ للثقافة الثورية التقدمية بكل أبعادِها ومكوناتِها العلمية، الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية وأهميةِ تكريسِها في صفوف رفاقِه الجبهاويين .
إن رؤية رفيقنا الشهيد غسان هذه للثقافة ، تبلورت في إطار التزام الجبهة بالثقافة العضوية وبالمثقف العضوي دون تجاوزِ الإبداعِ الأدبي أو الفكري أو الفني لدى هذا المثقفِ الحزبي أو ذاك، وهنا بالضبط ترسخت العلاقةُ الجدليةُ التبادلية بين شهيدِنا غسان وجبهتِه الشعبية على قاعدة الفهم المشترك لدور المثقف العضوي الذي يمكننا تعريفَه وتحديد َمعالمِه وفقَ رؤية الجبهة ، بأنه : العضوُ المنتمي للحزب الماركسي الثوري ، صاحب القناعة والوعي العميق بالنظرية الماركسية اللينينية ، هو الحامل ُلرسالةٍ، لموقفٍ، لرؤيةٍ نظرية مستقبلية من ناحية وهو أيضاً ، "الداعيةُ" "الاختصاصيُ" "المٌحَرِّضُ" "صاحبُ الايدولوجيا" أو حاملُها، المدافعُ عن قضايا وتطلعاتِ الجماهير الشعبية ، الملتزمُ بالدفاعِ عن قضيةٍ سياسية تتجلى في ممارسة مفهوم التحرر الوطني ضد الوجود الصهيوني والامبريالي من منظور طبقي ماركسي ثوري ، كما تتجلى في نشر القيم الثقافية والمجتمعية أو الكونية برؤية اشتراكية ثورية واضحة، بأفكاره أو بكتاباته ومواقفه تجاه الرأي العام، هذه صفتُه ومنهجيتُه، بل هذه مشروعيتُه ومسئوليتُه تجاه عملية النضال الوطني الفلسطيني التحرري والنضال القومي التقدمي التغييري الداعي إلى مجابهة وإسقاط أنظمة التبعية تمهيداً لتحقيق أهداف الثورة الوطنية الديمقراطية بافاقها الإشتراكية التي يدعو إليها.