ما معنى أن نناضل بدون نظرية ثورية (وأقصد بذلك الماركسية تحديداً) وبدون فكر سياسي اقتصادي اجتماعي وثقافة ديمقراطية تقدمية؟


غازي الصوراني
الحوار المتمدن - العدد: 7829 - 2023 / 12 / 18 - 11:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     


معنى ذلك أن نناضل وطنيا وطبقيا بشكل مرتجل، وأن نقع في أخطاء دون أن نعي خطورتها وطريقة معالجتها، وأن تتحدد مواقفنا السياسية بشكل عفوي دون وضوح الرؤية، وينتج عن ذلك عادة تعدد في المواقف، وتعدد المواقف معناه تبعثر في القوى، وتشتيت لها، فتكون النتيجة أن ننحدر صوب مواقع الشللية والانتهازية والمصالح الشخصية .
لذلك لا بد من أن يقوم الفكر السياسي بالدور الثوري استناداً إلى الفكر الماركسي اولا وإلى عملية استيعاب الواقع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بكل تفاصيله من ناحية ثانية ، شرط وضوح هذا الفكر عبر شعاراته للعمال والفلاحين الفقراء وجماهير الكادحين والمضطهدين بحيث يكون في متناول كل الجماهير ثانياً، ومتجاوزاً للعموميات وموغلاً قدر الإمكان في الرؤية الإستراتيجية والتكتيكية للمعركة بحيث يشكل دليلاً للمناضلين في مواجهة مشكلاتهم .
لقد جاء الوقت لتفهم جماهيرنا العدو الوطني أو الطبقي الذي تواجهه على حقيقته لأنه من خلال هذا الفهم تتضح أمامها صورة المعركة ، في هذا الجانب أشير إلى إن هذا العدو يتمثل في :
أولاً :" اسرائيل"، ثانياً : الحركة الصهيونية العالمية، ثالثاً: الامبريالية العالمية، رابعاً: الرجعية المتمثلة بأنظمة التبعية الكومبرادورية.
إن مثل هذه الرؤية هي التي تحدد :
1- أهمية النظرية الثورية(الماركسية اللينينية) والفكر السياسي الذي يعكس الواقع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي الذي نسعى لتغييره لتحقيق هدف الثورة الوطنية الديمقراطية بافاقها الإشتراكية.
2- التنظيم السياسي الماركسي المحكوم لأسس وقواعد ومفاهيم الديمقراطية الداخلية بدلاً من المركزية التي لن تنتج سوى مظاهر انتهازية أهمها عبادة الفرد والشللية وغياب الوعي العميق والموضوعي بمفاهيم التحرر الوطني أو الصراع الطبقي. .
3- طبيعة وحجم التحالفات الثورية مع قوى ديمقراطية علمانية تقدمية بعيدا عن أية قوى يمينية أو ليبرالية.