باختصار: مصطلح الصهيونية وتاريخها


غازي الصوراني
الحوار المتمدن - العدد: 7915 - 2024 / 3 / 13 - 23:45
المحور: القضية الفلسطينية     


مصطلح الصهيونية: أول من استعمل هذا المصطلح كان المفكر والكاتب اليهودي "نتان بيرنباوم" (1864-1937). وبعد المؤتمر الصهيوني الأول (1897) في بازل ، تحدد المصطلح وأصبح يشير إلى الدعوة التي تبشر بها المنظمة الصهيونية وإلى الجهود التي تبذلها، وأصبح الصهيوني هو من يؤمن ببرنامج أو مشروع "بازل" الذي لم يتحقق إلا من داخل مشروع استعماري غربي .
كما تبلورت الفكرة الصهيونية السياسية المعاصرة التي ظهرت في القرن التاسع عشر في كتاب ثيودور هرتزل "دولة اليهود" الذي ظهر عام 1896 ودعا فيه الى قيام دولة لليهود في الارجنتين او اوغندا اوأي مكان آخر دون أن ينطلق من الرؤية التوراتية الدينية التي ترى في اغتصاب فلسطين ضرورة لما يسمى بعودة " الماشيح" ، إلا أن قيام هرتزل بعد عقد المؤتمر الأول العام 1897 في بازل – سويسرا وافق على ان تكون فلسطين هي " أرض دولة اليهود" وبالتالي عزز دوره باعتباره المؤسس الحقيقي للحركة الصهيونية فكراً وممارسة.
ومنذ إقامة دولة الكيان الصهيوني إلى يومنا هذا وهي مستمرة في سياستها العنصرية العدوانية الاستيطانية، عبر مصادرة الأراضي وإخراج العائلات من منازلها وإحلال المستوطنين الصهاينة محلهم.
وفي هذا الجانب أشير إلى أن العنصرية الصهيونية تاريخياً بدأت عبر ممارساتها المتوحشة مع ما يسمى بالتيار العلماني اليهودي الصهيوني بمشاركة رموزه من تلاميذ هرتزل، أمثال وايزمن وبن جوريون وجابوتنسكي ومناحيم بيجن وصولاً إلى شامير وشارون ونتنياهو وليبرلمان ولابيد، إذ أن هذا التيار العلماني الصهيوني، يشكل -من وجهة نظري – ميراثاً اقتدت به وتعلمت منه مجمل التيارات الصهيونية الدينية المتطرفة التي برزت في المرحلة الراهنة، بحيث لا يمكننا التفريق بين بشاعة الممارسة الإجرامية للعلمانيين الصهاينة قبل عام 1948 وبعدها، وبين المجرمين الجدد في التيارات الدينية الصهيونية المتطرفة، وبالتالي فإن العنصرية الصهيونية هي بحق - كما يقول عالم الاجتماع البروفيسور اليهودي الأمريكي نورمان فينكلشتاين ، وهو من أبرز المناهضين للحركة الصهيونية- "فلسفة عنصرية قد غرست في أعماق العقل الباطن الإسرائيلي كراهية لا ترويها إلا الدماء، فلا فرق لدى العنصري إن كانت الدماء المسفوكة لأطفال أو لنساء حوامل أو كبارا في السن".

تاريخ الصهيونية: نشأت الصهيونية ونَمَت بين يهود روسيا وبولونيا، وباقي دول أوروبا الشرقية، خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، حيث كانت تعيش آنذاك أكثرية اليهود في العالم.
تبدأ المرحلة الأولى من المسألة اليهودية، بمفهومها الذي شكل مقدمة نشوء الصهيونية على الأقل، من طرد اليهود من أسبانيا سنة 1492 .
السفارديم، نسبة إلى "سفاردا" – اسبانيا بالعبرية- ويطلق عليهم، عامة، اسم "اليهود الشرقيين").
الاشكناز، نسبة إلى "اشكناز" – الاسم القديم لألمانيا بالعبرية – ويطلق عليهم أيضاً اسم "اليهود الغربيين"). وكانت البندقية، اول من ادخل نظام الغيتو في حياة اليهود، عندما اصدر مجلس المدينة، سنة 1516، أمراً اجبر بموجبه اليهود في المدينة على السكن في حي مغلق خاص بهم. وقد انتشر هذا النظام، فيما بعد، في اكثر من مدينة أو بلد أوروبي.
المصالح الاستعمارية ودورها الرئيسي في خلق الحركة الصهيوينة:
أول من أدرك أهمية الشرق وموقعه وثرواته وضرورة تفكيكه كان الامبراطور الفرنسي نابليون الذي اصدر عام 1798م أول وعد في العصر الحديث يدعو فيه اليهود الى إقامة دولة لهم في فلسطين.
عام 1838م: لورد شافتسبري (1801 – 1885)، يطالب بتوطين اليهود في فلسطين بحيث تحل أوروبا مسألتها اليهودية عن طريق التخلص من الفائض اليهودي فيها، عن طريق ايجاد قاعدة للاستعمار والحضارة الغربية في قلب الدولة العثمانية، وحسب تعبير أحد رؤساء بريطانيا في تلك المرحلة الذي قال: "لو لم تكن هنالك حركة صهيونية لصنعنا حركة صهيونية". (بدون المصالح الاستعمارية لم يكن ممكناً تحقيق الصهيونية ذاتياً)
عام 1891م : تأسيس شركة إيكا للاستعمار اليهودي، الشركة تبدأ نشاطها بالاستيطان في الأرجنتين.
وكان أكثر من مفكر أو زعيم صهيوني على استعداد، خلال المراحل الأولى من نشوء الصهيونية، لاقامة دولة يهودية أو لتوطين اليهود في أي مكان من العالم. (مثلاً: مشروع هرتسل في اوغندا، والعريش، ومشروع البارون موريس دي هيرش لتوطين آلاف اليهود في الأرجنتين).
ولم يحسم الصهيونيون موقفهم، الا بعد اقامة المنظمة الصهيونية العالمية، عندما قرر المؤتمر الصهيوني الأول، المنعقد سنة 1897، ان الدولة اليهودية يجب ان تقام في فلسطين فقط. بزعم انها أرض بلا شعب، على الرغم من انها كانت أرض زاخره بالشعب المنتج والعامل / وتقدم الانتاج الزراعي والصناعي، ورغم ان يافا كانت تصدر أكثر من 1.5 مليون صندوق برتقال عام 1880.