عن مسلسل هبوط قيادة م.ت.ف


غازي الصوراني
الحوار المتمدن - العدد: 4252 - 2013 / 10 / 21 - 06:35
المحور: القضية الفلسطينية     

يمكن متابعة البدايات العلنية الأولى لعملية الهبوط السياسي لقيادة م.ت.ف بعد الدورة (12) للمجلس الوطني الفلسطيني – القاهرة 1/6/1974، حيث نلاحظ التراجع عن بعض نقاط برنامج النقاط العشر التي أقرها المجلس الوطني في تلك الدورة، حيث وافق المجلس على مضمون رسالة الراحل ياسر عرفات إلى المستشار النمساوي كرايسكي التي تتضمن " إن منظمة التحرير الفلسطينية على استعداد لعقد معاهدة عدم اعتداء مع إسرائيل". وهنا أصبح الكلام صريحاً ومكشوفاً عن ضرورة السير بحثاً عن (حل سياسي) مع إسرائيل، ثم استمر الهبوط في الدورة (17) للمجلس– عمان 22/ تشرين الثاني 1984، وكانت أهم قراراته : السير سياسياً ودبلوماسياً على إستراتيجية تعتمد على جميع قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية، ومن ثم بداية نهج التسوية، ففي ، شهر تشرين الأول / 1982 أرسلت قيادة م.ت.ف وفداً لزيارة القاهرة بعد خمسة أعوام من انقطاع العلاقات العربية بسبب اتفاقات كامب ديفيد. وفي 18/1/1984 دعا عرفات لإجراء محادثات مع دولة العدو الصهيوني ، وأعاد محاولته في 24/4/1984 بالتأكيد علانية على رغبته في "التفاوض مع إسرائيل وجها لوجه. الدورة (18) للمجلس – الجزائر 20/4/1987، أصدر المجلس بيانان "يؤيد عقد المؤتمر الدولي في إطار الأمم المتحدة وتحت إشرافها". وفي هذه الفترة كانت قيادة عرفات قد فتحت عدة قنوات اتصال بالعدو الصهيوني منها قنوات كل من محمود عباس (أبو مازن) وسعيد كمال، وبسام أبو شريف، ونبيل الرملاوي، ومجموعة من رجال الأعمال الفلسطينيين. الدورة (19) للمجلس– الجزائر 13/11/1988 (دورة الانتفاضة): كان قرار إعلان قيام الدولة ابرز القرارات، وتضمن الفقرة الهامة التالية : "كما تعلن (دولة فلسطين) في هذا المجال أنها تؤمن بتسوية المشاكل الدولية والإقليمية بالطرق السلمية وفقاً لميثاق الأمم المتحدة وقراراتها وإنها ترفض التهديد بالقوة او العنف أو الإرهاب أو باستعمالها ضد سلامة أراضيها واستقلالها السياسي وسلامة أراضي أي دولة أخرى". وفي ضوء ذلك قام ياسر عرفات بتوظيف كل التطورات في اتجاه التسوية، وراح يسابق الزمن ليسرع في عقد تسوية مع دولة العدو خشية بروز قيادة فلسطينية بديلة، مستفيداً من قرار فك الارتباط الذي أعلنه الملك حسين. راح يجري اتصالات سرية بالإدارة الأمريكية عن طريق (وليام كوانت) و (استيفن كوهن)، معلناً استعداده للقبول بالشروط الأمريكية، بما في ذلك الاستعداد للتفاوض مع (إسرائيل) على أساس قراري مجلس الأمن 242 و 338 والتعهد بالعيش بسلام مع (إسرائيل) في حدود الأرض المحتلة عام 1967 ، وإدانة العنف والإرهاب وعدم ممارسته. وفي 14 كانون الأول / ديسمبر 1988 وهو اليوم التالي لإعلان ياسر عرفات قبول الشروط الأمريكية كما ورد في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة / جنيف، أعلن الرئيس الأمريكي (ريغان) انتهاء الحظر الأمريكي الرسمي على التعامل مع المنظمة. أما الدورة (20) للمجلس– الجزائر 23/9/1991 فقد تضمنت قرارات المجلس الوطني في هذه الدورة الموافقة على إجراء تسوية سياسية مع دولة العدو الصهيوني، تحت غطاء مؤتمر السلام، ثم استمرت عملية التفاوض العبثية منذ مدريد ثم واشنطن وصولاً إلى اتفاق أوسلو التي جسدت مخالفة القيادة المتنفذة في م.ت.ف لجميع الأسس المتفق عليها بين كافة فصائل المقاومة في مقابل قبولها بالشروط الأمريكية الإسرائيلية وانتهاج سياسية الاستسلام المستمرة حتى اللحظة عبر مفاوضات عبثية محكومة للواقعية الرثة التي ميزت – وما زالت تميز – قيادة م.ت.ف ورئيسها ابو مازن.