على موعد مع انتصار الثورة الشعبية الديمقراطية في مصر............


غازي الصوراني
الحوار المتمدن - العدد: 4140 - 2013 / 7 / 1 - 23:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان     

على الرغم من التجربة القصيرة لحركات الإسلام السياسي في مصر خصوصا ، إلا أن الجماهير الشعبية اكتشفت زيفها وحقيقتها الطبقية والسياسية التي لا تختلف في جوهرها عن نظام حسني مبارك ، وبالتالي كان طبيعيا أن تشتعل ثورة الشباب وجماهير الفقراء والمثقفين بقيادة" حركة تمرد" من جديد معلنة إصرارها وعزيمتها على رفض أخونة مصر العربية وتحقيق أهداف 25 يناير تحت شعار إسقاط نظام التخلف والتبعية والاستبداد والقمع والاستغلال ، وتأسيس النظام الديمقراطي الجديد من خلال " هيئة تأسيسية" تجسد الشرعية الثورية، على أن يترافق جنباً إلى جنب مع هذه القرارات ، إصدار القوانين المؤقتة التي تتضمن صراحة إلغاء كافة الامتيازات الطبقية ، ومصادرة كل الثروات غير المشروعة في جميع المجالات ، والتعويض الفوري لأسر شهداء الانتفاضة ، وإعادة إحياء مؤسسات القطاع العام الإنتاجية وتجديدها ودمقرطتها بعد تطهيرها من كل مظاهر الفساد والاستغلال ،وتحديد الحد الأدنى والحد الأعلى للأجور، والتطبيق الصارم لمبدأ تكافؤ الفرص ، ودعم السلع الغذائية والأساسية للشرائح الفقيرة ، وإصدار القوانين والقرارات المطلوبة التي تؤكد على اهتمام والتزام النظام الجديد بالقضايا المطلبية للشباب والمرأة وانهاء مظاهر الافقار والبطالة والنهوض بالاقتصاد والصحة والتعليم والثقافة والبحث العلمي ، في اطار مبدأ تحقيق العدالة الاجتماعية و إحياء قيم الديمقراطية والتنمية المستقلة ونشر وتكريس روح الانتفاضة والثورة الوطنية ضد كل أشكال التبعية ، وضد الوجود الصهيوني والقواعد العسكرية الأمريكية ، وضد كل أشكال الاستغلال الرأسمالي والتبعية في شتى صورها، وأن يخطط النظام الديمقراطي الجديد إلى إعادة بناء الذات الوطنية والقومية على أسس ديمقراطية و تنموية حديثة وفق قواعد الاعتماد على الذات. وفي هذا السياق نحذر من أن الانتفاضة العربية عموماً ، وفي مصر خصوصاً ، تتعرض لمفترق طرق يهدد حاضرها ومستقبلها ، ما يؤكد على أنه ليس أمام هذه الانتفاضات وقياداتها الوطنية الديمقراطية ، سوى الاعتماد على الجماهير وتأطير صفوفها وتحشيدها من أجل اثبات ارادتها وتحقيق أهدافها ، وذلك يتطلب الآن الآن مزيداً من التظاهر والاعتصامات السلمية الدائمة في مجابهة عناصر وقوى الثورة المضادة والبلطجية ، ومن هنا أولوية المبادرة الفورية لتأسيس وبلورة الائتلاف الديمقراطي في إطار جبهوي يضم جميع القوى الثورية الديمقراطية إدراكا من الجميع أن مستقبل مصر يكمن في تكريس النظام الثوري الديمقراطي سياسيا واجتماعيا المعبر عن مصالح وطموحات الجماهير الشعبية الفقيرة ، فلا مستقبل للثورة الشعبية إذا ما تعارضت أو تناقضت مع هذه الرؤية ... انها لحظات الانتصار مع الثورة المتجددة والمستمرة عبر انتفاضة الجماهير الشعبية في مصر 30/يونيو من اجل تحقيق أهداف ثورة 25 يناير التي استشهد من اجلها المئات من مناضلي الشعب المصري العظيم وتتطلع الى تحقيقها وانتصارها جماهير الشعوب العربية التي ستبدأ حراكاً ثورياً من أجل اسقاط كل أنظمة الاستبداد والاستغلال والتخلف ومواصلة النضال من أجل رفع راية الحرية والاستقلال والعدالة الاجتماعية والديمقراطية الثورية على طريق وحدة المجتمع العربي الاشتراكي الكفيل بإزالة الوجود الامبريالي والصهيوني من بلادنا .