حسام تيمور
الحوار المتمدن-العدد: 7586 - 2023 / 4 / 19 - 15:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تسلم بشار الأسد أخيرا دعوة من وزير الخارجية السعودي لزيارة السعودية، بعد عيد الفطر المبارك .
بعيدا عن الميولات الايديولوجية، هل نتخيل شكل التحالف العظيم، بين الرجعيات القاسية و البعث الدموي ؟ و بعنوانه المعاصر المخيف "بن سلمان أبو منشار، و بشار البراميلي" ؟
هذا لا يعني شيئا بالنسبة لتلك الأوهام و القضايا الكبرى، التي نوقشت أو سوف تناقش، او تلك التحالفات و الاختراقات و التصدعات الناجمة بدورها عن ذلك، فكل تحالف هنا يعني تصدعا هناك، و العكس، لكن المهم أنه سوف يعاد تأهيل الدولة السورية، و ستتقدم السعودية في برنامجها النووي بشراكة مع الصين، و سوف يجهز بن سلمان على اغلب معارضيه، بدعوى نجاحه في ادارة مرحلة صعبة، و اقتناص لحظة اصعب، كما سوف ينتصر البعث السوري، على اطلال البلاد و شظايا العباد، و يعلن سقوط المؤامرة، و سوف ينطلق تبادل الخبرات، بين علمانية دمشق، و هيئة الترفيه في الرياض، بنات الليل الشاميّ المزركش بآثار الأجرام السماوية و اطياف الاساطير، و شواذ النهار البدوي المقفر، المطبوع بلعنة الصحراء و عنفوان الابل و النخيل العراقي.
و كذا سيحدث تعاون بين زبانية ابن سلمان من الوهابيين، و فروع المخابرات التسعة عشر، المنشقة عن سقر، و الصامدة الى الأبد، الى يوم البعث.
لن يناقش أحد بعد ذلك تحرير فلسطين، ولا عودة اللاجئين، ستنقطع هذه الأحاديث حتى من جلسات بائعات الهوى، و قوادي الاعلام، و راقصات تشرين، و المتسولين من كتاب الخواطر، و الاشعار،
لن ينخدع أحد بعد اليوم بحراكات الطابور الخامس، و تقارير السلطة الرابعة، و إرادة الشعوب، و صمودها، سوف يكتشف الجميع زيف ما يطاردون، حتى خيط الدخان الأزلي ذاك، سوف يستحيل وهما ! هذا زمن التطبيع مع الجميع، و الادب الوضيع، و الابتياع السريع.
لن تقوم للشعوب قائمة بعد هذا الدمار، و الخراب، حتى الطبيعة تخلّت، عن الشعوب، و ناصرت بعض الأنظمة، الى حين، نكلت باللاّجئين، في المخيمات، بالثوار، في هوامش الساحات، اخبرت المخبرين عن مكان المؤامرة، و اظهرت مكائد الرعاع، و فضحت سعي اللقطاء في الأرض.
هو نوع من التحلل الذاتي، أو عندما تنسلخ الحية عن جلدها القديم، تماما كما انسلخ الوجود البشري عن أصله، و تحول الى دَيْنٍ متجدد بفوائد لا تنتهي و فترة سداد مفتوحة على كافة الاحتمالات .. إنها اللعنات تطبق على الأرض، من كل جانب، و المنطق الآخر، يحاصر كل اوهام العقل و التعاقل، و مبررات الخضوع و الانهزام، و الابتياع.
كان للدمار ان يكون شاملا او لا يكون منذ البداية !
و هنا نهاية التاريخ تعلن عن نفسها قبل النهاية، بأن اللعنة شاملة، و الخلاص مستحيل، نهايةُ التاريخِ تُعلن أنّ لعنةَ الطّيْرِ جُدْرَانُُ، و أنَّ لعنةَ النَّملِ أجْنِحَة..
#حسام_تيمور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟