أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - ما هي ستراتيجية الفوضى البناءة ؟














المزيد.....

ما هي ستراتيجية الفوضى البناءة ؟


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6783 - 2021 / 1 / 9 - 11:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن الإنسان العراقي أصبح مع مرور الوقت والتجربة والواقع الملموس يدرك عمق الظاهرة المتجلية بكابوس ضخم يجثم بتراكماته على الواقع العراقي المتمثلة بالمقدسات التي أفرزتها وجسدتها المحاصصة الطائفية والمحسوبية والمنسوبية التي جعلتنا أن نصبح عاجزين لا حولة لنا ولا قوة عليها مترددين في مواجهتها والوقوف ضدها والتعرض إليها وتجاوز قدسيتها لأسباب تاريخية وأخرى اجتماعية وسياسية رسمتها وخططت لها ونفذتها عقول القوى التي صنعتها وكونتها وولدتها بحيث أصبحت اللادولة أقوى من الدولة، كما تسيطر علينا ظاهرة التردد واللامبالاة التي أفرزتها عقود من الزمن استمرت أربعة عقود من السنين (دكتاتورية فاشية دموية) جعلتنا نعيش من خلالها تحت كابوس الخوف والجهل والأمية والجوع والفقر والبطالة وهجرت العقول والقوى الحية خارج العراق، تراكمت جميعها فولدت وخلقت من رحمها إنساناً خاوي الجسم منهوك القوى العقلية ومسلوب الإرادة مما أضعفت القدرة لدينا على التفكير وإنجاز الأعمال الصحيحة والصائبة لعقولنا رافقتها تضخيم وتجسيد من المهارة المبرمجة بالتضليل والتزييف والتحريف والدعاية فينتج عنها عجز وخمول وجمود وفقدان الوعي الفكري والثقافة الواسعة والمعرفة، ثم جاء الحمل الثقيل والكابوس الضخم المتمثل بالاحتلال الأمريكي المدمر في تنفيذه وتطبيقه للمشروع الجهنمي (استراتيجية الفوضى البناءة) من خلال تعليق عن (نظرية الفوضى البناءة) للدكتور صالح ياسر قال فيه (بعض رهانات الستاريجية الأمريكية (نظرية الفوضى البناءة) في ظل لوحة بالغة التعقيد يختلط فيها الحابل بالنابل يبدو فيه الحاجة ملحة إلى تلمس جديد الستراتيجية الأمريكية خصوصاً ونحن في مواجهة سياسية خارجية هجومية تضرب (تحت الحزام) وقد نفذت هذه الستراتيجية المجرمة بدقة من قبل الحاكم الأمريكي العام على العراق (بول بريمر) بعد صدور قرار احتلال العراق المرقم (1483) من قبل مجلس الأمن الدولي. على هذا الأساس وضع مجمل خططه وحدد أهدافه واختار أدواته لتنفيذ مشروعه السياسي والاقتصادي والاجتماعي بوصفه ممثلاً للسلطة التشريعية والقضائية العراقية وأوهم العراقيين أن (مجلس الحكم هو من يضع السياسات العراقية). (مجلس الحكم يكون حسب القاعدة النسبية للطوائف العراقية ومن خلاله طبقت وسادت المحاصصة الطائفية في الحكم إلى الآن). ففي المجال الاقتصادي وضع في مقدمة أولوياته تحويل الاقتصاد العراقي إلى اقتصاد السوق المفتوح وطبق وجسد هذه التوجيهات بوضع (194 شركة عراقية) من شركات وزارة الصناعة على لائحة الخصخصة محاولاً نقل تجربة الدول الاشتراكية السابقة التي تم تحويل ملكية مصانعها من القطاع الحكومي إلى القطاع الخاص وبيعها بأبخس الأثمان عن طريق (العلاج بالصدمة) كما في العراق تم معالجة الأزمة المالية بـ (الصدمة المالية). ولكن تحديات كبيرة واجهت مشروع (بريمر) في تنفيذ خصخصة الشركات العراقية وفي مقدمتها اتساع نطاق البطالة إضافة إلى السلبيات الأخرى التي ألغت المشروع وكانت هذه من ضمن وصفة (بنك النقد الدولي) التي تشمل أيضاً فرض الضرائب على الرواتب وغيرها وكذلك تعويم الدينار العراقي أمام سعر الصرف للدولار ورفع دعم الدولة للمحروقات والبطاقة التموينية وغيرها ومن إفرازاتها هذه الفوضى والازدحام والاختناقات للسيارات في شوارع العراق ومن سياستها أيضاً أن الإنسان يصبح في سياسة السوق المنفتحة كالسلعة يباع ويشترى حسب طاقته الفكرية والجسدية ويصبح الإنسان يقضي ليله ونهاره راكضاً وراء توفير لقمة العيش له ولأفراد عائلته حتى لا يتوفر له الوقت في التفكير بالأمور السياسية لبلاده ولا يهتم بأفراد عائلته ويكون بعيداً عن الثقافة والوعي الفكري ويستغل الفراغ فقط من أجل قسط من الراحة. ويعيش عمره بالجهل والأمية والمرض. وما نلمسه الآن على الساحة العراقية من واقع ملموس مما يعانيه الإنسان العراقي هي تجسيد وترجمة للفوضى البناءة في جميع مجالات الحياة في العراق.



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضرائب + تخفيض العملة = تدمير الشعب العراقي
- أولويات العراق في عام/ 2021 الأمن والفساد والإصلاح
- بمناسبة عيد الميلاد المجيد .. العلاقة بين أهل المذهب الشيعي ...
- النزاهة والفساد الإداري ظاهرتان متناقضتان ومتضاربتان لا يمكن ...
- السلبيات التي تفرزها وصفة صندوق النقد الدولي
- لو أن ... الكاظمي ..!!؟؟
- من أجل بناء الاقتصاد العراقي
- مواطن يسأل نواب الشعب ..!!؟؟
- حول تكريم المبدعين العراقيين
- المخدرات وآثارها المدمرة على الشعب العراقي
- الكاظمي والصدمة المالية وجهاز الدولة العراقية
- الإصلاح مشروع فكري والتطبيق عمل وبناء
- تجربة سلطة الحكم في العراق
- الكاظمي والقرار الصعب
- بمناسبة مرور عام على مسلسل الموت لثورة الجوع والغضب التشريني ...
- الكاظمي ومشروعه الإصلاحي الفاشل
- الجذور النضالية لمدينة الناصرية الباسلة
- الدولة والشعب
- وزير المالية يتبجح .. هل هو نجاح أم فشل
- الدولة وثورة الجوع والغضب التشرينية


المزيد.....




- أفوا هيرش لـCNN: -مستاءة- مما قاله نتنياهو عن احتجاجات الجام ...
- بوريل: أوكرانيا ستهزم دون دعمنا
- رمز التنوع - صادق خان رئيسا لبلدية لندن للمرة الثالثة!
- على دراجة هوائية.. الرحالة المغربي إدريس يصل المنيا المصرية ...
- ما مدى قدرة إسرائيل على خوض حرب شاملة مع حزب الله؟
- القوات الروسية تقترب من السيطرة على مدينة جديدة في دونيتسك ( ...
- هزيمة المحافظين تتعمق بفوز صادق خان برئاسة بلدية لندن
- -كارثة تنهي الحرب دون نصر-.. سموتريتش يحذر نتنياهو من إبرام ...
- وزير الأمن القومي الإسرائيلي يهدد نتنياهو بدفع -الثمن- إذا أ ...
- بعد وصوله مصر.. أول تعليق من -زلزال الصعيد- صاحب واقعة -فيدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - ما هي ستراتيجية الفوضى البناءة ؟