أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - الكاظمي ومشروعه الإصلاحي الفاشل














المزيد.....

الكاظمي ومشروعه الإصلاحي الفاشل


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6768 - 2020 / 12 / 22 - 11:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السيد الكاظمي بعد عام من توليه سلطة الحكم لم يحقق للشعب مما كان يتأمل منه أن يحققه سوى الوعود وكأن سلطة الحكم تقوم على الوعظ والإرشاد والوعود وكان يعتقد أن التوافقية هي التي تنقذ مشروعه الإصلاحي فبدأ مشروعه الأمني مع الفصائل المسلحة فتراجع عنه بعد أن تصدت له، وبدأ مشروعه في محاربة الفساد الإداري فتصدى له الحيتان الكبار فتراجع عنه، وجرب مشروع الاستثمار وعقد الاتفاقيات الاستثمارية مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا والعربية السعودية فتصدى له السلاح المنفلت الذي هدد الأمن والاستقرار للاستثمار الأجنبي فتراجع عنه، وبدأ مشروعه مع انتفاضة الجوع والغضب التشرينية وأطلق التصريحات الرنانة عن ملاحقة ومحاسبة القتلة والثأر للشهداء والذين تعرضوا للاغتيال وزار بيوت الشهداء ومن ثم توجه نحو الانتخابات النيابية المبكرة فتصدى له انفلات السلاح والمال السياسي فاعتذر منه وانسحب ... ولم يبق لديه إلا (الصدمة المالية) من خلال وزير ماليته (العبقري) وتطبيقها وتنفيذها على جماهير الشعب الذي لا يملك (السلاح المنفلت ولا المال السياسي) والذي نجح في تجربته معهم في (التخدير والترقيد) من خلال وعوده معهم واستطاع من إخلاء ساحة التحرير من خيمهم واعتصامهم فكانت (الصدمة المالية) التي رفعت قيمة الدولار على حساب الدينار العراقي وهذه العملية التدميرية سبقت أن جربتها عدة دول وأدت بها إلى الفشل وأذكر التجربة الروسية : (عند تطبيق سياسة (العلاج بالصدمة) في روسيا في أوائل التسعينات صرح (أناتولي تشوبايس) أحد المنظرين الاقتصاديين في روسيا عن خلق ملايين المالكين غير أن الذي حدث في الواقع هو أن الإصلاحات المزعومة أسفرت عن فوضى اقتصادية شاملة، فبدلاً من ظهور ملايين الملاكين كما زعم تشوبايس ظهر عشرات الملايين من الجياع وانخفض الناتج الوطني الإجمالي من عام / 1991 إلى عام 1998 بنسبة 50% وبلغ انخفاض الصناعة 50% والزراعة 60% وبالتالي وجد أن حفنة من المسؤولين الروس والمتنفذين في إدارة الدولة مع المستثمرين من رجال المافيات قد جمعوا ثروات طائلة في ظروف أعوام قليلة عن طريق (الصدمة المالية) يقابلهم أعداد كبيرة من الجياع والفقراء والمحرومين وهذا ما دفع كبار الاقتصاديين (سايروس) إلى القول : أن ما يحصل في روسيا نتيجة الصدمة هو أقرب إلى النهب مما دفع الحكومة الروسية التي أطلقت الأسعار وأزالت كل الضوابط والقيود المفروضة سابقاً بسبب (الصدمة المالية).
إن عملية (الصدمة المالية) التي طبقها وزير المالية هي عملية فاشلة ومرفوضة ولو كانت نافعة لطبقتها حكومة لبنان وسوريا والجزائر التي تعاني من ظروف مالية أصعب من العراق .. وإذا كانت حكومة الكاظمي تبحث عن أموال للخزينة أو الميزانية التي تعاني من النقصان .. لماذا لم يذهب الكاظمي إلى ملاحقة الحيتان اللصوص الذين سرقوا المليارات من الدولارات ويستعيدها منهم لسد نقص الميزانية ويملأ خزينة الدولة ولماذا لن تضبط النوافذ الحدودية ولماذا لم يراقب وتضبط أنابيب النفط ولماذا لم يراقب ويحاسب المكاتب الاقتصادية للأحزاب ولماذا لم يضبط واردات ضرائب الدولة .. لماذا يذهب إلى الفقراء والجياع والمحرومين ويقتطع من لقمتهم ما يسد به نقص الميزانية ولماذا يذهب يقتطع من دموع الأيتام والأرامل الدنانير القليلة ويترك الفساد الإداري الذي أتخم بطونهم بالمليارات وهم يعيشون ويبذخون بها مع عوائلهم في العواصم الأوربية !!؟؟ إن قانون (الصدمة المالية) يقتطع من أفواه الجياع ومن عرق جبينهم .. إن هذه ليست سياسة اقتصادية وإنما ابتزاز الموظف والعامل والعتال وكل الفقراء والمحرومين ... إن السيد الكاظمي يفتخر ويقول (أنا أول المتضررين من نقص الميزانية) .. يا سيدي الكريم .. كم هو مبلغ راتبكم .. وكم راتب ومخصصات تستلم ؟.. هل هذه هي الإنسانية تقيس نفسك مع الموظف الذي لا يكفيه راتبه ويقترض من أجل ما يسد به رمقه وبطون أطفاله ؟ هل هذه هي عدالة السماء ..!!؟؟ يجب إلغاء هذا القانون الفاسد (الصدمة المالية) ويجب ملاحقة اللصوص وضبط عائدات الدولة التي تقدر بالمليارات .. لقد صدق الفيلسوف أبا العلاء المعري حينما كان مريضاً وكان هو نباتي وحينما شعر بلحم فراخ الدجاج في صحن الشوربة قال : استضعفوك فوصفوك لي .. لماذا لم يوصفوا لي فرخ الأسد ... هكذا دولتنا الموقرة تأتي إلى فقراء الشعب تستقطع منهم ما يسد نقصان الموازنة وتملأ خزينة الدولة وتترك حيتان الفساد الإداري الكبار ينعمون بالمال الحرام والدولة تخاف من التصدي لهم.
ختاماً أهدي هذه الأبيات من الشعر للشاعر الكبير (موفق محمد) إلى رجال دولتنا الموقرة :
قل لي أيها الموت
هل تسمع أنين الأطفال
وهم يرضعون الحليب المعسل بالسرطان
من أثداء أمهاتهم ؟
وهل تسمع دموع الآباء
وهم يبيعون بناتهم على الحدود ؟
وهل تسمع دماء الأنهار
وهم يقطعون رقابها قبل أن تصل العراق ؟



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجذور النضالية لمدينة الناصرية الباسلة
- الدولة والشعب
- وزير المالية يتبجح .. هل هو نجاح أم فشل
- الدولة وثورة الجوع والغضب التشرينية
- أين المؤسسات الرقابية للدولة ؟
- الأحزاب السياسية وثورة الجوع والغضب التشرينية
- ترميم البيوت الطائفية إعادة للنهج الطائفي والعودة إلى نقطة ا ...
- أهمية الصحافة في الدول الديمقراطية (4)
- من المآثر النضالية للحزب الشيوعي العراقي .. انتفاضة الحي الم ...
- اتعظ بالماضي لتكون أكثر خبرة في المستقبل
- يا سيدي (الكاظمي) اعذر فمي ---- لكي يقول فيك قولاً صريحاً
- الاختلاف بين الإنسان المصلح والإنسان الصالح
- مقارنة الإنسان سلوك وعمل بين الخير والشر
- ارتفاع سعر الدولار وتأثيره على مستوى المعيشة للشعب العراقي
- ثورة الجوع والغضب تراوح بين النجاح والفشل
- العراق بين الأمس واليوم ..!!؟؟
- لا يستبعد وجود مؤامرة وطرف ثالث في أحداث الحبوبي
- الفجوات التي يتسرب ويدخل من خلالها الإرهاب
- كل عمل يدعو إلى الوعي والتنمية والتقدم فهو نافع ومفيد
- الدولة والشعب في العراق


المزيد.....




- ثوران بركان في إندونيسيا يتسبب بإلغاء عشرات الرحلات إلى بالي ...
- -كل اللي فات إشاعات-.. محمد رمضان يعلن عن الصلح بين نجله وزم ...
- وفاة الطاهية والشخصية التلفزيونية الشهيرة آن بوريل عن عمر 55 ...
- السعودية.. حرب بين قرود أبها والطائف!
- ناطق باسم الجيش الإسرائيلي يرد على أنباء مقتله بفيديو: -لست ...
- بسبب ترامب.. -الغارديان-: زيلينسكي قد يغيب عن قمة -الناتو- ا ...
- دول الترويكا الأوروبية تعرب عن استعدادها لمواصلة المفاوضات م ...
- غروسي: تلوث إشعاعي في منشأة -نطنز- النووية
- كنايسل: التصعيد بين واشنطن وطهران لم يصل إلى مواجهة شاملة وا ...
- ما هي مخاطر الإشعاع النووي على إيران ومنطقة الخليج؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - الكاظمي ومشروعه الإصلاحي الفاشل