أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاشم معتوق - الشاعر بدر شاكر السياب والسيدة بلقيس شرارة














المزيد.....

الشاعر بدر شاكر السياب والسيدة بلقيس شرارة


هاشم معتوق

الحوار المتمدن-العدد: 8572 - 2025 / 12 / 30 - 18:15
المحور: الادب والفن
    


الشاعر السياب والسيدة بلقيس شرارة

الواقع، في الدراسات الفلسفية والاجتماعية، ليس معطًى واحدًا ثابتًا، بل تجربة مركّبة تتشكل من عوامل مادية ونفسية وثقافية وتاريخية. لذلك قد يعيش إنسانان في الظروف نفسها، لكن أحدهما يرى خلاصًا والآخر يرى خرابًا.
الإنسان الحقيقي ليس من يعيش واقعًا مثاليًا، بل من يدرك مكامن الألم، ويعيها، ويحوّلها إلى وعي أو معنى أو فعل. وهذا التصور نجده بوضوح في الفلسفة الوجودية، وفي النقد الثقافي الحديث، حيث لا يُقاس الإنسان بما يملك بل بما يفهم.
أما طمس الهوية والانكفاء إلى اللاشيء، فهو في علم النفس الثقافي آلية دفاعية تظهر حين يعجز الفرد أو الجماعة عن التفسير أو المواجهة، فيلجؤون إلى الإنكار أو النسيان بدل التحليل
بلقيس شرارة، والسياب، وسؤال الإنصاف النقدي
حين تحدثت السيدة بلقيس شرارة عن واقع السياب، لم تكن من منظور نقدي تمارس تشهيرًا أو إساءة، بل قراءة سياقية لحياة شاعر تشكّلت تجربته الإبداعية في قلب الألم: المرض، الفقر، المنفى، والخيبات السياسية والوجدانية.
تفكيك سيرة المبدع لا يعني بالضرورة انتقاصًا من قيمته.
بل قد يكون محاولة لفهم كيف تحوّل الألم إلى شعر، وكيف أثّر الواقع في البنية الجمالية للنص.
إن تحويل أي قراءة تحليلية إلى “هجوم أخلاقي” هو خلط بين النقد والمعيار الأخلاقي، وهو خلط شائع في البيئات التي تُقدّس الرموز بدل فهمها.
إقصاء العقل العلمي والتحليلي من المجال الثقافي ظاهرة لها أسباب متعددة، منها:
ثقافة التقديس
حيث يُنظر إلى الرموز الأدبية والفكرية بوصفها كيانات فوق النقد، مع أن النقد هو ما يضمن خلودها لا العكس.
الخوف من زعزعة السرديات المريحة
التحليل العلمي غالبًا ما يكشف تناقضات مؤلمة، بينما الخطاب العاطفي يمنح طمأنينة زائفة.
الخلط بين الرأي والهوية
فيتحول النقد إلى تهديد شخصي، لا إلى اجتهاد معرفي.
ضعف التربية النقدية
حيث لم يُدرَّب المتلقي على التمييز بين:
الرأي والتحقير
التحليل والإساءة
الاختلاف والعداء
النقد ليس حقيقة مطلقة
بل هو اجتهاد بشري، تحكمه زاوية النظر، والمنهج، والخلفية المعرفية، والحالة النفسية أحيانًا.
ولهذا
قد يكون النقد صحيحًا
أو جزئيًا
أو غير دقيق
أو حتى انفعاليًا
لكن هذا لا ينزع عنه شرعيته، ما دام
لا يزوّر الوقائع عمدًا
ولا يتعمد التشويه
ولا يخلط بين الشخص والنص
الشمس لا تُحجب بغربال
الحقيقة المتعددة الأوجه لا يمكن إلغاؤها بالإنكار، بل تُفهم
إن الثقافة التي تخشى النقد هي ثقافة تخشى النضج.
والمجتمع الذي يرفض العقل التحليلي، يحكم على نفسه بإعادة إنتاج الألم بدل فهمه.
أما النقد، فهو
ليس إدانة
ولا تشويهًا
بل محاولة للفهم
والفهم، حتى حين يكون قاسيًا، هو الطريق الوحيد لعبور القادم بسلام



#هاشم_معتوق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جوزويه كاردوتشي جائزة نوبل للأدب سنة 1906
- المسافة الدافئة
- لشاعر أحمد مطر شعر الاحتجاج في القصيدة العربية الحديثة
- الشاعر أحمد مطر شعر الاحتجاج والضمير السياسي في القصيدة
- هربرت سبنسر فكره وسياقه الاجتماعي والسياسي
- هنريك سينكيفيتش نوبل للأدب سنة 1905
- فريدريك ميسترال جائزة نوبل للأدب سنة 1904
- ملف نزع سلاح الفصائل
- مراهقة لا تُخفي رغبتها
- ماجد أحمد دخيل حالة تفاوض مرهق مع الوجود
- بلند الحيدري تجربة الحداثة العراقية
- كواكب الساعدي حوار دائم بين الذات والعالم
- صلاح نيازي الاغتراب، الشعر، والترجمة
- .جلالة الملك التطوّر
- ملائكة المسافات
- منى الصرّاف امرأة واحدة تمثل آلاف النساء
- كريم ناصر الذات التي تكتب الذات
- عبدالباقي فرج صور ومحطات مكانية وزمانية
- الشاعر حمد شهاب الأنباري أسلوب الاعتراف
- وداد الواسطي المرونة والإنسياب الشعري


المزيد.....




- -خريطة رأس السنة-.. فيلم مصري بهوية أوروبية وجمهور غائب
- الجزيرة تضع -جيميناي- في سجال مع الشاعر الموريتاني -بن إدوم- ...
- سيمفونية-إيرانمرد-.. حين تعزف الموسيقى سيرة الشهيد قاسم سليم ...
- الممثل الأمريكي جورج كلوني وزوجته وطفلاهما يصبحون فرنسيين
- فن الترمة.. عندما يلتقي الابداع بالتراث
- طنين الأذن.. العلاج بالموسيقى والعلاج السلوكي المعرفي
- الممثل الأمريكي جورج كلوني أصبح فرنسياً
- العلاج بالموسيقى سلاح فعال لمواجهة طنين الأذن
- -ذكي بشكل مخيف-.. وصفة مو جودت لأنسنة الذكاء الاصطناعي
- أسطورة السينما الفرنسية بريجيت باردو ستدفن على شاطئ البحر في ...


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاشم معتوق - الشاعر بدر شاكر السياب والسيدة بلقيس شرارة