حسن مدبولى
الحوار المتمدن-العدد: 8572 - 2025 / 12 / 30 - 10:08
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
بينما تنشغل الشاشات العربية والمغربية بالبطولة الإفريقية، وتغرق الجماهير في نشوة الهتاف والانتصارات، تخوض الناشطة المغربية سعيدة العلمي معركة صامتة داخل سجن “عكاشة” بالمملكة المغربية، معركة لا تُبث على الهواء، لأن بطلتها لا تُسجّل أهدافًا كروية ، بل تُجازف بحياتها.
وبحسب تقارير إعلامية وتدوينات لعائلتها، دخلت سعيدة العلمي في 26 ديسمبر 2025 إضرابًا مفتوحًا عن الطعام حتى الوفاة ، احتجاجًا على ما قالت العائلة إنه تعرّضها للتعنيف داخل محبسها. ومع حلول 29 ديسمبر، كانت قد أمضت أربعة أيام دون طعام، في إضراب هو السادس منذ اعتقالها.
خطورة هذه الخطوة لا تكمن في رمزيتها فقط، بل في وضعها الصحي. فالعلمي، وفق بيانات عائلتها، تعاني من أمراض مزمنة، بينها السكري وارتفاع ضغط الدم، ما يجعل الإضراب تهديدًا مباشرًا للحياة.
وقد حمّلت العائلة الدولة وإدارة السجن المسؤولية عن سلامتها.
قضية سعيدة العلمي تتجاوز شخصها. فهي امرأة سُجنت على خلفية قضايا مرتبطة بالتعبير، ثم أُفرج عنها بعفو ملكي عام 2024، قبل أن تعود إلى السجن مجددًا. وبين الإفراج والاعتقال، يبقى السؤال واحدًا: لماذا يدفع الفردٌ فى العالم العربي ثمن حقٍ يُفترض أنه بات بديهيا فى العالم كله !؟
وكيف تستبدل السياسة بالفرجة ورفع الأعلام والصخب في المدرجات، بينما تحشر الأنفس والأصوات الواعية المثقلة في الزنازين ؟
إن سعيدة العلمي وكل سعيدة العلمى فى عالمنا العربى تمثل اتهامًا صامتًا لمجتمعات باتت تتقن الهتاف الكروى ، والمعارك التافهة فقط ،،،
#حسن_مدبولى (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟