|
|
الفقيد / الشهيد محمد بوكرين: ذاكرة، وتاريخ، ونضال.....3
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 8572 - 2025 / 12 / 30 - 00:36
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
ضرورة إحياء ذكرى من فقدناهم، أو استشهدوا:.....2
وقد يكون من يجب علينا إحياء ذكراهم، ممن فقدناهم، أو استشهدوا على طريق النضال، من أجل تحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، كالشهيد المهدي بنبركة، الذي أصبح معروفا بعريس الشهداء، والشهيد عمر بنجلون، الذي أصبح معروفا بشهيد الطبقة العاملة، والشهيد محمد كرينة، الذي أصبح معروفا بشهيد القضية الفلسطينية، وشهيد الشبيبة الطليعية، وغيرهم من الشهداء، الذين استشهدوا على طريق النضال، من أجل مطالب الشعب المغربي الكادح، الذي يسعى إلى التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، والذين استشهدوا، إنما استشهدوا من أجل العمل المتواصل، في أفق تحقيق مطالب الشعب المغربي، التي تمت ترجمتها، إلى برامج نضالية مرحلية، واستراتيجية، سعيا إلى تحقيقها، على أرض الواقع، سواء كانت اقتصادية، أو كانت اجتماعية، أو كانت ثقافية، أو كانت سياسية. وقد ترجم الشهيد عمر بنجلون كل المطالب الشعبية، في ثلاثية: التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.
فإن هذه الثلاثية، التي أبدعها الشهيد عمر بنجلون، جامعة مانعة، تشمل كل الأهداف الشعبية، التي تناضل من أجلها البشرية، في كل أرجاء الكون.
ومعلوم، أن الحكم لا يسمح للمناضلين الأوفياء، للقيم، وللمبادئ، وللشهداء، وسعيا إلى تحقيق الأهداف، فيمنع، ويعتقل، ويحاكم، ويسجن، ويحكم بالمؤبد، ويحكم بالإعدام، وغير ذلك، حتى لا يجرأ المناضلون الأوفياء، على تحقيق الأهداف المسطرة، وخاصة إذا تعلقت بالتحرير، وبالديمقراطية، وبالاشتراكية، أو تعلقت بثلاثية الشهيد عمر بنجلون، الذي لم يعتقل، ولم يحاكم، ولم يتم الحكم عليه بالإعدام، ولم يتم تنفيذ الحكم بالإعدام في حقه، حتى وإن تم اعتقاله، ومحاكمته، قبل استشهاده، عدة مرات، وأطلق سراحه، بل تم اغتياله على يد الظلاميين، وتحت إشراف الحكم، وأمام أعين العالم، حتى يتأكد بأنه اغتيل على يد ظلامي، لا يعرف لا القراءة، ولا الكتابة، ليتم التخلص منه، حتى لا يعمل على تحقيق الأهداف، التي يسعى إلى تحقيقها، على المدى القريب، والمتوسط، والبعيد، خاصة، وأن النضال من أجل التحرير، يؤدي إلى تحرير الإنسان، والأرض، والاقتصاد، من العبودية، ومن الاحتلال الأجنبي، أو ما تبقى منه، وأن النضال من أجل الديمقراطية، يؤدي إلى تحقيق الديمقراطية، بمضامينها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، لتصير الديمقراطية، بمضامينها المذكورة، التي تختلف جملة، وتفصيلا، عن ديمقراطية الواجهة، كما وصفها الفقيد أحمد بنجلون، كقائد لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، لتصير الديمقراطية، بمضامينها المذكورة، جزءا لا يتجزأ من الواقع القائم، والنضال من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، في افق الاشتراكية، التي تفرض علينا، في حالة تحققها، بناء الدولة الاشتراكية، التي تكون مهمتها الأساسية: الإشراف على التوزيع العدل للثروة المادية، والمعنوية، بعد أن تؤول الدولة الاشتراكية، إلى الشعب المغربي، بقيادة الطبقة العاملة، التي تقود نضالاتها، من أجل جميع أفراد المجتمع، ومن أن تؤول ملكية وسائل الإنتاج، إلى المجتمع ككل، ليصير الإنتاج ملكا للمجتمع ككل.
وبالإضافة إلى النضال، الذي كان يمارسه المناضلون، إلى أن فقدناهم، أو استشهدوا. وهناك النضال الذي يمارسه المناضلون الصامدون، الأوفياء للمبادئ، وللقيم، وللشهداء، وعلى درب الشهداء، وعلى نهجهم، إلى أن تتحقق الأهداف القريبة، والمتوسطة، والبعيدة، من خلال قيادة الحزب الثوري، الذي يسعى إلى تغيير الواقع: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، أو من خلال النقابة المبدئية المبادئية، أو من خلال أي جمعية حقوقية، أو ثقافية، أو اقتصادية، أو اجتماعية، مبدئية مبادئية، تسعى إلى تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية، للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ولعموم الجماهير الشعبية الكادحة، وللشعب المغربي الكادح، لكون المناضلين، الذين لم يستشهدوا، يعتقدونهم كذلك، ويرجعون إلى العمل، ويعوضون عن التوقيف، ويمارسون حقهم، إلى أن نفقدهم، ولكنهم يخونون ما أعطوا، في أفق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، سواء وصلوا، أو لم يصلوا.
وسواء استشهد المناضلون الأوفياء، على طريق التحرير، وعلى طريق الديمقراطية، وعلى طريق الاشتراكية، أو فقدناهم، فإن إحياء ذكرى الاستشهاد، أو الفقدان، يصير واجبا على المناضلين الذين ينتمون إلى الحركة، سعيا إلى جعل إحياء الذكرى، يعطي شحنة للحركة، التي تستمد قوتها منهم، وتسعى إلى أن يرفع المناضلون من قيمتهم، وأن يتفاعلوا مع مثقفيهم، في عطائهم، حتى الاستشهاد، أو الفقدان، ليصير إحياء الذكرى، يقوم بدور مهم، في صفوف المناضلين، وفي صفوف العمال وباقي الأحراء، وسائر الكادحين، وفي صفوف الجماهير الشعبية الكادحة، وفي صفوف الشعب المغربي الكادح.
والفرق بين فقدان الحياة، على طريق النضال، والاستشهاد على طريق النضال، من أجل تحقيق الأهداف المسطرة، كالتحرير، والديمقراطية، والاشتراكية. فالفقدان، أو الاستشهاد، يجعلنا، ويجعل العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين، ويجعل الجماهير الشعبية الكادحة، ويجعل الشعب المغربي الكادح، ضد الفقدان، لأي مناضل، إما عن طريق الاستشهاد، وإما عن طريق الوفاة، بالشرف الواضح، وضوح الشمس في كبد السماء، فإن الحد لا يكون نتيجة لعامل خارجي، يجعل المفقود شهيدا، كما حصل مع الشهيد عمر بنجلون، والشهيد محمد كرينة، وفي بعض الأحيان، نجد أن المناضل يقصد المستشفى، من أجل العلاج، فيجد الطبيب الواحد، في المستشفى، مشغولا، فيفقد حياته، بسبب الانتظار، فكأن عاملا خارجيا تدخل، ليجعل المناضل، يفقد الحياة، وليصير، بذلك، شهيدا. فكأن استشهاده، كان نتيجة للنضال من أجل تحقيق الأهداف المسطرة، كما حصل مع الفقيد / الشهيد محمد بوكرين، الذي أشاعه بين الرفاق، لا يمكن اعتباره منفردا. وانطلاقا من أن الشهيد، أقبل على المستشفى الإقليمي ببني ملال، فوجد نفسه مضطرا إلى الانتظار، حتى فقد الحياة، استشهد، ليصير معروفا بشهيد الانتظار. فالفقيد / الشهيد محمد بوكرين، كان يجب أن يعتبر هذا الانتظار، وسيلة للتخلص منه. وعلينا، نحن، كمناضلين في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، الذي استمر في الوجود، رغم أنف المنسحبين / المنقلبين على حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، أم نعتبر الانتظار في مستشفى الدولة، جريمة في حق المرضى؛ لأن الدولة، الموظفة للأطباء، لا تحافظ عليهم، ولا تعمل على الإكثار من ذوي الاختصاصات المتعددة، وأن ترفع أجورهم، إلى مستوى ما عليه الأجور في أوروبا، حتى يستمروا في وظائفهم، كما علينا أن نميز بين الفقدان، والاستشهاد، من جهة، وبين الجمع بينهما، كما حصل مع الفقيد / الشهيد محمد بوكرين، وبين من يصير فقيدا، ومن يصير شهيدا، كنتيجة لعامل خارجي، كما حصل مع الشهيد عمر بنجلون، ومحمد كرينة، وبين من جمع بينهما، ليصير فقيدا، نتيجة مرض ذاتي. ولأن الفقيد / الشهيد محمد بوكرين، جاء إلى المستشفى الإقليمي ببني ملال، ولم تتم الاستجابة لإنقاذه، ليصير فقيدا / شهيدا، بسبب الانتظار. أما التسيير فهو الذي يحدد المصطلح، الذي يجب استعماله في حق المتوفى المفقود: هل هو الفقيد؟
أو هل هو الشهيد؟
كلاهما معا، حتى نعطي لكل ذي حق حقه، وحتى لا نحبس رفاقنا، الذين فقدناهم، على طريق النضال، من أجل التحرير: تحرير الإنسان، والأرض، والاقتصاد، من العبودية، ومن الاحتلال الأجنبي، ومن التبعية للرأسمال العالمي، ومن التبعية للرأسمال العالمي، ومن خدمة الدين الخارجي، والنضال من أجل تحقيق الديمقراطية، بمضامينها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والنضال من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، في أفق الاشتراكية، والعمل على بناء الدولة الاشتراكية، التي تدبر التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية.
ويعتبر عريس الشهداء: الشهيد المهدي بنبركة، شهيدا؛ لأنه تكالبت عليه أيادي النظام المخزني، وأيادي الموساد، وأيادي الرأسمالية التابعة، وأيادي الإقطاع، بالإضافة إلى أيادي الرأسمال الفرنسي، والأمريكي، في أواسط ستينيات القرن العشرين. فتم اختطافه، من مقهى معين، بباريز، وتم تعذيبه، إلى أن فقد الحياة، ولا يعرف لحد الآن، أي قبر له، لأنه، ومنذ ذلك الوقت، وأسرته تبحث عن حقيقة اختطافه، واختفائه، الذي شارك فيه النظام المخزني، وموساد صهاينة التيه، والمخابرات الأمريكية، والمخابرات الفرنسية، وتسربت الكثير من الأخبار عن مصير رأسه، وعن مصير جثته. إلا أن ما هو رسمي، عن مصير رأسه، وعن مصير جثته، غير قائم. والإفراج عن ملفات المحاكمات، وعن ملفات المخابرات الفرنسية المتعلقة بعريس الشهداء، لم يتم بعد، حتى تكون الأسرة على بينة من بعض الحقيقة، وليس كل الحقيقة. والشهيد عمر بنجلون، شهيد الطبقة العاملة، لأنه تم طعنه، على مستوى القلب، أمام بيته، وأمام عين المخزن، وأمام زعيم الظلاميين، في ذلك الوقت. وقد كان الشهيد عمر بنجلون، كمحام، في طريقه إلى المحكمة، للدفاع عن موكليه، كما أن الشهيد محمد كرينة، يعتبر شهيدا؛ لأنه عانى من التعذيب، الذي مارسته عليه الضابطة القضائية، في الدار البيضاء، وفي أكادير، حيث تمت المحاكمة، التي كان يحمل إليها من السجن، في حالة يرثى لها، إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة، ليصير شهيد يوم الأرض، وشهيدا فلسطينيا، وشهيد الشباب المغربي، الذي يحمل هم فلسطين، من النهر إلى البحر، ولا زال يحملها إلى اليوم. والشبيبة المغربية، كانت، ولا زالت، وستبقى مرتبطة بالقضية الفلسطينية، وإن اقتضى الأمر، فإنها ستنخرط في حركة التحرير الفلسطينية، من النهر، إلى البحر، ومن البحر، إلى النهر.
وبما أن الشروط التي فقد فيها الفقيد / الشهيد محمد بوكرين حياته، هي شروط، تقتضي أن نعتبر أن فقدانه / استشهاده للحياة، كان رغما عنه، الأمر الذي يقتضي منا، أن نعتبره شهيدا، وليس فقيدا؛ لأنه لم يتم إنقاذه، وبقي خارج دائرة الاهتمام، حتى فقد الحياة. الأمر الذي يترتب عنه: أن المستشفى دون مستوى الاهتمام بالمرضى، الذين يعانون من الكثير من الأمراض المزمنة، التي تقتضي وجود أكثر من طبيب، وأكثر من نفس الاختصاص، الذي يحتاج إليه المرضى، فكم من مريض استشهد، وهو ينتظر أن يفحصه الطبيب، نظرا لقلة أطباء الاختصاص، الأمر الذي يقتضي أن تعمل الدولة على تدبير تكوين الأطباء، في مختلف الاختصاصات، التي يعتبر الناس في حاجة إليها، وخاصة اختصاصات أمراض القلب، التي كان الفقيد / الشهيد محمد بوكرين، يعاني من أزمة قلبية، أثناء انتظاره للفحص الطبي. ومسؤولية الدولة، حاضرة هنا، في هذه الحالة على الأقل؛ لأن الفقيد / الشهيد محمد بوكرين، ليس شخصية عادية، بقدر ما هو شخصية عامة، كان يمكن إنقاذه، ليعيش سنوات أخرى، وليقدم المزيد من العطاء، إلى هذا الشعب، وإلى هذا الوطن، الذي يستحق الكثير من العطاء، وما ذلك على الفقيد / الشهيد محمد بوكرين، بعزيز. ولكن عندما نتأمل في هذه الدولة، التي تبدو بسيطة، ولكنها مركبة، إلى درجة التعقيد؛ لأن غاية السلطة المخزنية، من قلة الأطر، أو انعدامها، هو التخلص من البشر، بموتهم، وطي صفحتهم، حتى لا يبقى لهم إلا تسليم شهادة الوفاة، ليقل عدد الأحياء، وليزول المزيد من المصاريف، التي تقتضيها الحياة، مما يترتب عنه: أن الغاية من عدم العناية بالحياة، هو التخلص من البشر. وكثير من الذين يفقدون حياتهم، ماتوا وهم يعتقدون أن المؤسسات الصحية للدولة المغربية، لا تصلح إلا للموت، ولا شيء آخر، إلا الموت؛ لأن انتشار الفساد فيها، ولأن الإرشاء، والارتشاء معا، تتهددان مؤسسات، يلهث العاملون فيها، وراء الإرشاء، والارتشاء، وتكديس الثروات، والأمراض، من الواجب، الذي يقتضي الاهتمام بحفظ صحة المواطنين، خدمة للوطن، وللمواطنات، وللمواطنين. ولوكان هذا الواجب حاضرا عند الأطباء، والممرضين، لقاموا ببعض الواجب، تجاه الفقيد / الشهيد محمد بوكرين، الذي فقد حياته، وهو ينتظر الطبيب الذي يفحصه، أو الممرض الذي ينعشه، ولاستمرت حياته لسنوات أخرى، ولقدم المزيد من العطاء.
وسواء كان المناضل فقيدا، أو شهيدا، أو فقيدا / شهيدا، كما هو الشأن بالنسبة للفقيد / الشهيد محمد بوكرين. ونضال العطاءات المتعددة، وتضحياته التي لا حدود لها، فإن إحياء ذكراه، يصير واجبا على المناضلين الأوفياء، الذين يستمرون في الحركة، وبالحركة؛ لأن إحياء ذكريات المناضلين، الذين فقدناهم، أو استشهدوا، على طريق النضال، من أجل تحقق الأهداف، التي كانوا يسعون إلى تحقيقها، والتي لا زلنا نحن الذين نستمر في الحياة، نسعى إلى تحقيقها، وسيستمر من يأتي من بعدنا، من المناضلين الأوفياء، الذين يسعون إلى تحقيقها، ضمانا للاستمرار، وضمانا للإصرار، وسعيا إلى تحقيق الأهداف الكبرى، التي تبقى بيت القصيد، في حركة التحرير الشعبية، وفي الحركة الاتحادية الأصيلة، وفي حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي.
وهكذا نكون قد تناولنا هذه الفقرة تحت عنوان:
ضرورة إحياء ذكرى من فقدناهم، أو استشهدوا.
التي تناولنا فيها مفهم الضرورة، والتي تقتضي منا استحضار من فقدناهم، أو استشهدوا، على طريق النضال، حتى نستمر على نهجهم، فكرا، وممارسة، كما تناولنا ما يفرضه العنوان الجانبي لهذه الفقرة، الذي يقتضي طرح الأسئلة الثانوية، انطلاقا من الموضوع، لتحديد منهج العمل، الذي يجب اتباعه في هذه الفقرة، وتناولنا المراد بالإحياء، الذي يفرض استحضار مناقب المناضل الفقيد، أو المناضل الشهيد، ومدى تضحياته، التي ملأت الآفاق، وعملت على تناول ما يجب أن يقوم به، في سبيل تحقيق الأهداف المسطرة، التي لا تستفيد الجماهير إلا بتحقيقها، كما تناولنا أن المراد بالذكرى، هو استحضار كل ما يتعلق بمناقب الفقيد، أو الشهيد، ووجاهة التضحيات، التي قدمها من أجل تحقيق الأهداف، التي كان، ولا زال يعمل التنظيم على تحقيقها، كما تناولنا المراد بإحياء الذكرى، الذي يقتضي إقامة مناسبة معينة، يستهدف استحضار أهمية الفقيد، أو الشهيد، وأهمية فكره، وأهمية ممارسته، التي تتجاوز ما تسطره التنظيمات، على المدى القريب، والمتوسط، والبعيد.
والأشخاص الذين يستحقون إحياء الذكرى، منهم من فقدناهم، ومنهم من استشهد. ومن الذين يستحقون منا إحياء الذكرى ممن فقدناهم، نجد الفقيد أحمد بنجلون، والفقيد / الشهيد محمد بوكرين، والفقيد بوستة السرايري، والفقيد لحسن مبروم، والفقيد عرش بوبكر. أما الذين استشهدوا، يأتي على رأسهم: عريس الشهداء، الشهيد المهدي بنبركة، والشهيد عمر بنجلون، والشهيد محمد كرينة، والفقيد الشهيد محمد بوكرين، الذين كانوا، جميعا، يناضلون، انطلاقا من اقتناعهم، حتى فقدناهم، أو استشهدوا، في سبيل تحقيق ما اقتنعوا به. وتناولنا، كذلك، الفرق بين فقدان الحياة، والاستشهاد. والذي تمسكنا، من خلاله، على أن محمد بوكرين استشهد، وكان المفروض أن يتم إنقاذه، وفضلنا أن نطلق عليه مفهوم الفقيد / الشهيد، والذي ذكرنا فيه، كذلك، أن الفقيد هو من نفقده لأسباب ذاتية صرفة، وهو يناضل. أما الشهيد، فهو الذي يستشهد، كنتيجة لعوامل خارجية، كالاختطاف، والتعذيب، الذي يؤدي إلى فقدان الحياة، كما حصل مع عريس الشهداء: الشهيد المهدي بنبركة، وكما حصل مع شهيد الشبيبة الطليعية: محمد اكرينة، وكما حصل مع الفقيد / الشهيد محمد بوكرين، أو كنتيجة للطعن من قبل الظلاميين، وبإشراف مخزني، كما هو الشأن بالنسبة للشهيد عمر بنجلون، شهيد الطبقة العاملة، وشهيد الحركة الاتحادية الأصيلة، وشهيد حركة التحرير الشعبية، اللتين يعتبر حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، امتدادا لهما.
وبناء عليه، فنحن نعتبر عريس الشهداء: الشهيد المهدي بنبركة، شهيدا، لأن فقد حياته، بسبب تكالب عدة جهات: مخزنية، وصهيونية، وأمريكية، وفرنسية، من أجل جعله يفقد حياته، في باريز، ولا يعرف له قبر، منذ سنة ،1965 وإلى الآن. مما جعل اختطافه بمثابة استشهاده نادرا، وهو شهيد القضايا الوطنية، والقارية، والعربية، والفلسطينية، والعالمية، ولذلك، فهو شهيد وطني، إفريقي، عربي، فلسطيني، عالمي، ونعتبر، كذلك، الشهيد عمر بنجلون، شهيد الطبقة العاملة. وهذا الكلام، نقوله؛ لأنه ينكر المنسحبون / المنقلبون على حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، كونه حزبا للطبقة العاملة، كما نعتبر الفقيد / الشهيد محمد بوكرين، الذي كان يمكن إنقاذه، شهيدا للانتظار. أطر المستشفى الذي قصده، بعد الإصابة بالأزمة القلبية، لم تعمل على إنعاشه، فصار شهيدا للانتظار، لنصل إلى القول: بأن الفقيد، أو الشهيد، يجب إحياء ذكرا هما معا؛ لأن المناضل الصادق، الذي ضحى كثيرا، من أجل الحركة، ومن أجل الحزب، ومن أجل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومن أجل الجماهير الشعبية الكادحة، ومن أجل الشعب المغربي الكادح، لم يختر لنفسه أن يكون فقيدا، أو شهيدا. فالشروط التي فقد فيها حياته، هي التي تحدد:
هل هو فقيد؟
وهل هو شهيد؟
ليتم إحياء الذكرى على هذا الأساس.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفقيد / الشهيد محمد بوكرين: ذاكرة، وتاريخ، ونضال.....2
-
في ذكرى الشهيد عمر بنجلون...
-
الفقيد / الشهيد محمد بوكرين: ذاكرة، وتاريخ، ونضال.....1
-
عاش الأمل...
-
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....43
-
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....42
-
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....41
-
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....40
-
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....39
-
الدين / الماركسية، من أجل منظور جديد للعلاقة، نحو أفق بلا إر
...
-
الدين / الماركسية، من أجل منظور جديد للعلاقة، نحو أفق بلا إر
...
-
الدين / الماركسية، من أجل منظور جديد للعلاقة، نحو أفق بلا إر
...
-
الدين / الماركسية، من أجل منظور جديد للعلاقة، نحو أفق بلا إر
...
-
الدين / الماركسية، من أجل منظور جديد للعلاقة، نحو أفق بلا إر
...
-
الدين / الماركسية، من أجل منظور جديد للعلاقة، نحو أفق بلا إر
...
-
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....38
-
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....37
-
هل من رادع لاستعمال مكبرات الصوت في مختلف المساجد؟
-
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....36
-
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....35
المزيد.....
-
The Obscenities of Inequality: A Review of Trading Game, by
...
-
Historical Blockages of the Left and the Radical Rupture of
...
-
تفاقم أزمة النظام الرأسمالي العالمي تقرع طبول حرب شاملة
-
Manufacturing Global Crises Won’t Give U.S. Foreign Policy L
...
-
النصير الشيوعي العدد 41 السنة الرابعة كانون الاول 2025
-
محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع
...
-
خلوة إبستين القاتلة.. هل انكسرت صورة تشومسكي؟
-
صدور العدد 87 من جريدة المناضل-ة: الاستبداد النيوليبرالي: صح
...
-
-هل تظن أنهم قلقين على الناس؟-.. ساندرز يحذر من تبعات الذكاء
...
-
ه??بژاردني پ?رل?ماني ع?راق، ه??و?ستي چين? ک?م??اي?تيي?کان و
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|