|
|
الدين / الماركسية، من أجل منظور جديد للعلاقة، نحو أفق بلا إرهاب: الجزء الثالث عشر
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 8524 - 2025 / 11 / 12 - 14:16
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
ا
خلاصة عامة:
إن الموضوع الذي اشتغلنا عليه، منذ سنوات، ولم يكتب له أن تتم الكتابة فيه، إلا بعد مرور عقدين من الزمن، تقريبا.
والذي يجعل العنوان الرئيسي:
الدين / الماركسية، نحو منظور جديد للعلاقة، من أجل مجتمع بلا إرهاب...
منطلقا، وأساسا، لجعل العلاقة بين الدين، والماركسية، علاقة خالية من الصراع.
وهو موضوع شائك، اقتضى منا، أن نعيد النظر في الكثير من المفاهيم الواردة فيه، انطلاقا من التاريخ، ومن الواقع، وما تقتضيه الرؤيا المستقبلية، التي تفرض علينا: أن نعتبر الدين شأنا فرديا، وتفكير الماركسية شأنا مشتركا، بين الناس جميعا، كما المذاهب الدينية، التي تعتبر شأنا فرديا، والناس الأوفياء، الذين يبقون أوفياء للدين، وللمذهب الديني، في أي دين. أما الناس الأوفياء للماركسية، وللفلسفة الماركسية، وللعلم الماركسي، وللمنهج الماركسي، يبقون، كذلك، أو فياء للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. والوفاء، هو المقياس الديني، والمذهبي، وهو في نفس الوقت، المقياس الماركسي. وبدون الوفاء، لا يكون هناك: لا دين، ولا مذهب ديني، ولا ماركسية، سواء كانت فلسفة، أو علما، أو منهجا.
وفي تناولنا لموضوع:
الدين / الماركسية، نحو منظور جديد للعلاقة، من أجل مجتمع بلا إرهاب...
تناولنا فيه مجموعة من المحاور، التي أردنا منها: أن تكون واضحة، وضوح الشمس، في كبد السماء، حتى لا ننشر الغموض بين القراء، أو المتتبعين، ومن أجل أن نجعل الماركسية، هما يوميا، بين العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وبين الفلاحين الفقراء، والمعدمين، وبين التجار الصغار، والمتوسطين، وبين العاطلين، والمعطلين، وبيت الجماهير الشعبية الكادحة، وبين الشعب المغربي الكادح، حتى يخرج هو، حتى يخرجوا جميعا، من خانة القطيع، بحثا عن التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، خاصة، وأن الحكم المخزني، يريد شعبا من العملاء، إلى درجة: أن كل عميل، يعرف بأنه إنسان، ويتحول إلى مجرد مراقب للقطيع، حتى لا يخرج منه، ما يقلق الحكام، وما يقلق البورجوازية الفاسدة، وما يقلق الإقطاع الفاسد، وما يقلق العملاء، والريعيين، الذين يأتون بالثروات، على أنها خالية من الريع، ويقلق كل الذين يتعاطون التجارة في الممنوعات، ويقلق كل الناهبين، والمرتشين، والمهربين، من، وإلى المغرب.
وإذا كانت المحاور التي اخترناها، تتناسب مع الموضوع العام، فإن هذه المحاور، تهدف إلى جعل الدين، كشأن فردي، لأن خدمة المتدين، بينه وبين الله، وإلى جعل الماركسية، كتصور للحياة: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، في خدمة المجتمع، فإنهما، بالصراع المفتعل، بين الدين، والماركسية، وبالأصح: بين أدلجة الدين، والماركسية، الذي هو في العمق، صراع طبقي.
وحتى يبتعد الناس، جميعا، عن هذا الصراع المفتعل بين الدين، والماركسية، خاصة، وأن شروط هذا الصراع، غير قائمة، أبدا، وغير مشروعة، وبالأخص، فإن الصراع الحقيقي، والمشروع، هو الصراع الطبقي؛ لأن الصراع الطبقي، يهدف إلى تطور، وتطوير الحياة، مهما كانت، وكيفما كانت.
والمحاور التي اخترناها هي:
المحور الأول: مفهوم الدين: الأساس، والمنطلق.
المحور الثاني: مفهوم الماركسية: الأساس، والمنطلق.
المحور الثالث: تاريخية الدين، وتاريخية الماركسية.
المحور الرابع: عمومية العقيدة، وخصوصية الطقوس الدينية.
المحور الخامس: عمومية المنهج، وخصوصية التطبيق الماركسي.
المحور السادس: كيف ينظر الدين إلى الماركسية؟
المحور السابع: كيف انظر الماركسية إلى الدين؟
المحور الثامن: هل يمكن أن يوقف الدين، الرؤى المادية في الواقع؟
المحور التاسع: هل يمكن أن تمنع الماركسية وجود الدين؟
ما هي العلاقة الموضوعية، التي يجب أن تقوم بين الدين، والماركسية؟
المحور الحادي عشر: ماهي سبل تجاوز أدلجة الدين، لمحاربة الماركسية؟
المحور الثاني عشر: احترام المنهج الماركسي، إقرار بوجود المعتقدات الدينية؟
وهذه المحاور، كلها، تهدف إلى نفي الصراع بين الماركسية، والدين، خاصة، وأن الصراع بين الدين من جهة، وبين الماركسية من جهة أخرى؛ لأن الغاية منه، هي تغييب الصراع الطبقي، مع أن الحياة ليست موجودة، وليست قائمة، إلا بقيام الصراع بين الطبقات، التي تمارس ضد الطبقات، التي يمارس عليها الاستغلال، حتى تكون هناك حياة طبيعية. أما الصراع بين الدين، والماركسية، ما هو إلا تغييب للصراع، في مستوياته: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، سعيا إلى جعل الحياة الاجتماعية، في مستوياتها المختلفة، قائمة على أرض الواقع، حتى يستوعب الناس:
ما معنى الدين؟
وما معنى الماركسية؟
وماهي العلاقة بين الدين، والماركسية؟
وهل الدين، يقف وراء تقدم المجتمع، وتطوره؟
وهل الماركسية، تسعى إلى تقدم المجتمع، وتطوره؟
وهل يمكن أن يقف الدين، إلى جانب الماركسية؟
وهل يمكن أن تقف الماركسية، إلى جانب الدين؟
ألا يعتبر الإنسان، هو المحور الذي يدور حوله الدين، وتدور حوله الماركسية؟
إننا، ونحن نطرح هذه الأسئلة ،لا نسعى إلى إثارة الصراع، بين الدين، والماركسية، بقدر ما نسعى إلى إزالة التفكير في ذلك الصراع، باعتباره صراعا غير مشروع، حتى نعتبر الدين منظما للعلاقة بين الفرد المتدين، وبين المعبود.
وحتى يدرك الناس، جميعا، أن الماركسية، إنما تسعى إلى سعادة الإنسان، في هذه الحياة، بالتحرير، وبالديمقراطية، وبالاشتراكية، كما ترى الماركسية التحرير، وكما ترى الماركسية الديمقراطية، وكما ترى الماركسية الاشتراكية. مع أن المستفيد من التحرير، ومن الديمقراطية، ومن الاشتراكية، هم العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وهم الجماهير الشعبية الكادحة، وهم الشعب المغربي الكادح؛ لأن الماركسية، مرتبطة بتحرير الإنسان، وبديمقراطيته، وباشتراكيته؛ لأن التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، لا يمكن أن تسعى إليها، إلا إذا كنت ماركسيا.
والماركسية، تفرض على المقتنع بها، أن يكون متحررا، وأن يسعى في سلوكه، إلى تحقيق الديمقراطية، وأن يحرص على تحقيق الاشتراكية، كما كان يسعى إلى ذلك: الشهيد عمر بنجلون، الذي استوعب:
ما معنى الماركسية؟
وما دلالتها؟
وما هي الغاية من وجودها؟
مما جعله يجتهد، ويضيف إلى الماركسية، مما يجعلها فكرا، وممارسة، لا تتعارض مع طبيعة المجتمع المغربي، ومع خصوصيته؛ لأن المنهج الماركسي، صالح لكل زمان، ولكل مكان، لأنه ليس خاصا، بمكان معين، ولا بزمن معين، ولا يتناقض مع أي خصوصية، كيفما كانت هذه الخصوصية.
وكيفما كان الأمر، فإن الأديان السماوية، ظهرت في أزمنة مختلفة، وفي أمكنة مختلفة، كان البشر فيها يعاني من التخلف: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، والعلمي، والمعرفي، والإنساني، وكأن الإنسان فيها، كمفهوم حقوقي، غائبا، وكان هذا الغياب فيها، يعتبر ذريعة لتسلط القوي على الضعيف. وكانت المرجعية الوحيدة، والمتحكمة في الأذهان، هي مرجعية الغيب، الذي يتحكم في كل شيء، في هذه الحياة، وكل من اعتمد مرجعية أخرى، غير المرجعية الغيبية، يتم التخلص منه. وكما حصل مع المخالفين، لظهور أي دين سماوي، ومع سقراط، وغير ذلك.
ونحن عندما نصير بيد الغيب، تتوقف عقولنا، ويتوقف فكرنا، وتنحرف ممارستنا، ويغيب العدل، وتغيب الإنسانية، ويغيب الحق، وتغيب العدالة بين البشر، وتتوقف الحياة العادية، ويصير الصراع اللا مشروع، هو المتحكم في مسار الحياة.
أما الماركسية، فقد ظهرت في شروط مختلفة: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، ومعرفيا، وفكريا، مما يجعل الأساس يختلف، والمنطق يختلف، والرسالة تختلف، ومستقبل الرسالة يختلف، والغيب في الماركسية يختلف؛ لأنه لم يعد منطلقا، ولا أساسا لكل شيء في الماركسية، قائما في الواقع.
والإنسان يتطور باستمرار، والفكر يتطور باستمرار، والممارسة تتطور باستمرار، والفلسفة تتطور باستمرار، والعلم يتطور باستمرار. وتبعا لذلك، فالحياة تتطور باستمرار. ولذلك، كانت وسيلة الماركسية، ورسالتها، مختلفة، والطبقات التي تستهدفها الرسالة، مختلفة، وهو ما يجعلنا نعتبر أن الصراع بين الدين، والماركسية، غير مشروع، وأن الماركسية لا تعاني من الدين، باعتباره شأنا فرديا، بقدر ما تعاني من أدلجة الدين، التي تمت، من أجل خدمة مصالح المؤدلجين، ومن أجل خدمة مصالح الحكم، ومن أجل خدمة مصالح البورجوازية، والإقطاع، والتحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف.
إن أدلجة الدين، تتحول إلى دين بديل، للدين المؤدلج، سواء كان يهوديا، أو مسيحيا، أو إسلاميا، حتى يخوض الصراع، باسم الدين، ضد الماركسية، كما خاضه ضد التنوير، والتنويريين.
وبذلك، نعتبر، أننا على ذكر الفكر، وعلى ذكر الممارسة، والعلاقة بينهما، التي لا تكون إلا موضوعية، تصير علاقة علمية، والعلاقة العلمية، تكون محكومة بقوانين العلم الماركسي، والعلاقة بين الدين، والماركسية، علاقة علمية، لا وجود فيها للصراع بين الدين، والماركسية؛ لأن الصراع الذي تقوده الماركسية، هو صراع طبقي، والصراع الطبقي، هو الصراع الوحيد المشروع في الماركسية، بعد انتشار الوعي الطبقي. ومهمة الماركسيين، هي نشر الوعي الطبقي، كأساس، وكمنطلق لقيام الصراع الطبقي.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدين / الماركسية، من أجل منظور جديد للعلاقة، نحو أفق بلا إر
...
-
الدين / الماركسية، من أجل منظور جديد للعلاقة، نحو أفق بلا إر
...
-
الدين / الماركسية، من أجل منظور جديد للعلاقة، نحو أفق بلا إر
...
-
الدين / الماركسية، من أجل منظور جديد للعلاقة، نحو أفق بلا إر
...
-
الدين / الماركسية، من أجل منظور جديد للعلاقة، نحو أفق بلا إر
...
-
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....38
-
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....37
-
هل من رادع لاستعمال مكبرات الصوت في مختلف المساجد؟
-
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....36
-
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....35
-
العاهل الأمل...
-
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....34
-
فلسطين أرض العرب أرض فلسطين...
-
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....33
-
عاشت لي فاتنات الهوى...
-
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف..... م
...
-
عد إلينا لترى ما نحن عليه يا عريس الشهداء...
-
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....31
-
وأحمد ذاك العظيم...
-
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....30
المزيد.....
-
أليكس كالينيكوس: ترامب يعقد سلامًا قَلِقًا مع الصين
-
السفير ليث عرفة يطلع وزيرة العمل الألمانية، رئيسة الحزب الاش
...
-
التقدم والاشتراكية ينخرط بقوة في تفعيل الحكم الذاتي بالصحراء
...
-
إيبا بوش لا تغلق الباب أمام الاشتراكي الديمقراطي
-
الاجتماع الموسع الرابع للجنة المركزية لمنظمة البديل الشيوعي
...
-
الصين.. القوة الإمبريالية الصاعدة في مواجهة الولايات المتحدة
...
-
فنزويلا مثال على مدى تدخل ترامب
-
كل التضامن والدعم لشعوب فينزيلا وكولومبيا وكوبا كل الإدانة ل
...
-
الوضع السياسي في تونس، والمقاومة العمالية و الشعبية: حوار م
...
-
الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو للاحتجاج بم
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|