|  | 
                        
                        
                        
                            
                            
                                
                             
                                
                                    الدين / الماركسية، من أجل منظور جديد للعلاقة، نحو أفق بلا إرهاب: الجزء التاسع
                                
                            
                               
                                    
                               
                                
                                
                                   
                                     
 
                                        محمد الحنفي
 
       الحوار المتمدن-العدد: 8512 - 2025 / 10 / 31 - 10:02
 المحور:
                                            العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
 
 
 
 
 
                                   
                                        
                                            
                                              هل يمكن أن تمنع الماركسية وجود الدين؟
 وبعد أن تناولنا الموضوع الجانبي، الذي يندرج ضمن الموضوع العام:
 
 (الدين / الماركسية، من أجل منظور جديد للعلاقة، نحو أفق بلا إرهاب...
 
 والموضوع الجانبي الذي تناولناه:
 
 وهل يمكن أن يوقف الدين الرؤى المادية للواقع؟
 
 نشرع في تناول الموضوع الجانبي:
 
 هل يمكن أن تمنع الماركسية وجود الدين؟
 
 الذي سنتناوله بالتحليل، والمناقشة، سعيا إلى جعله واضحا في أذهان المتتبعين، الذين يساهمون بشكل، أو بآخر، في الرؤيا العميقة للواقع، خاصة، وأن الدين، سواء كان الدين الذي جاء له موسى، أو كان الدين الذي جاء به عيسى، أو كان الدين الإسلامي، الذي يومن به المسلمون، كيفما كانوا، وأينما كانوا، حتى نرى:
 
 هل الدين يمنع وجود الماركسية؟
 
 وهل الماركسية تمنع وجود الدين؟
 
 إن ما نعرفه، ويعرفه القراء، ويعرفه عامة الناس، أن الشروط الموضوعية، لظاهرة معينة، عندما تتوفر، تصير تلك الظاهرة قائمة، رغما عن إرادة أي كان، ومهما كان. فعندما تنضج شروط ظاهرة ما، تظهر تلك الظاهرة إلى الوجود، وعندما تكون تلك الشروط غير مكتملة، فإن الظاهرة تبقى في ذمة الغيب، ولذاك، نجد أن الاهتمام بالدين، في عهد موسى، الذي خضع لإنضاج شروط معينة، نتج عنها ظهور موسى، الذي بعثه الله رسولا في بني إسرائيل، تلقى رسالته التي خضعت للتحريف، فأصبحت، لعد سنين طويلة، في حاجة رسالة أخرى. وعندما تم إنضاج الشروط الموضوعية لطهور عيسى في بنى إسرائيل، ظهر عيسى، الذي بلغ رسالته، واعتقد أعداؤه أنهم قتلوه، ولكن القرءان نفى عنه القتل، عندما جاء فيه:
 
 (وما قتلوه، وما صلبوه، ولكن شبه لهم).
 
 وما تعرضت له رسالة موسى من تحريف، تعرضت له رسالة عيسى، كذلك، مما يجعل الحاجة إلى دين جديد، مع أن الدين واحد، كما جاء في القرءان:
 
 (إن الدين عند الله الإسلام).
 
 وعندما تم إنضاج الشروط الموضوعية، في الجزيرة العربية، ظهر محمد ابن عبد الله، فاستطاع أن يجعل الدين الإسلامي قائما في الجزيرة العربية، وصار سائدا من بعد ذلك، في قارة آسيا، وفي شمال إفريقيا، واعترف بالرسالات السابقة عليه. إلا أنه لا يعترف بالتحريف الذي لحقها، من قبل اليهود، والمسيحيين، أو من قبل من يعتبرون أنفسهم رجال الدين، كما جاء في القرءان:
 
 (وقالت اليهود عزير ابن الله، وقالت النصارى المسيح ابن الله).
 
 وهذا ما صححه القرءان، عندما جاء فيه:
 
 (قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفؤا أحد).
 
 وهو ما يعني: أن فكرة الله مجردة، ومطلقة، ولا داعي للوساطة بيننا، وبينه، كما يفعل اليهود، والمسيحيون، الذين يتوسطون بين الله، وبين البشر، الذين يومنون بدين اليهود، أو بدين النصارى، نظرا لأن ديانة موسى، تم تحريفها، وديانة عيسى تم تحريفها كذلك، والدين الذي تم تحريفه، لا يعتد به، ويفقد عيسى الإيمان به؛ لأن التحريف الذي يلحق دين معينا، لا يكون ذلك الدين إلا محرفا.
 
 ولذلك، فالإيمان به، يقتضي: أن تقتنع بالتحريف، الذي لحق ديانة موسى، كما لحق ديانة عيسى، والذين يؤدلجون الدين الإسلامي، إنما يسعون إلى تحريف الدين الإسلامي، عن طريق أدلجته، فإن مؤدلجيه، يجب عليهم أن يؤدلجوا القرءان. ولذلك، نجد أنهم يعطون الأولوية للأحاديث، التي قد تكون كاذبة، وقد تكون ضعيفة، وقد تكون مقبولة، وقد تكون فاقدة للتصديق، مما يجعل المومنين بها، إنما يومنون بأدلجة الدين الإسلامي، التي ليست إلا تحريفا للدين الإسلامي، حتى يخدم مصلحة الحزب المؤدلج للدين الإسلامي، ومصلحة الحزبيين، الذين يقدسون القائد الحزبي، الذي يصير شريكا لله في العبادة. وهو ما يتناقض تناقضا مطلقا، مع ما جاء من أجله الدين الإسلامي، الذي هو إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له، كما جاء في القرءان:
 
 (إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء).
 
 والشرك بالله غير مقبول في الدين الإسلامي، كما كان غير مقبول في ديانة موسى، وغير مقبول في ديانة عيسى، إلا أن التحريف جعلهم يعتقدون أن الله ثالث ثلاثة، ليصير التحريف مطوعا للشرك، ومشرعنة له، فكأنهم اعتقدوا ما كان يعتقده المشركون، إبان الدعوة الإسلامية، حيث نزل القرءان في حقهم. فقال الله تعالى:
 
 (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى).
 
 وبالنسبة لمؤدلجي الدين الإسلامي، والحزب المؤدلج للدين الإسلامي، فإنهم يتخذون الدين الإسلامي أيديولوجية لهم، ويتخذون النص الديني: الحديث، أو القرءان، تعبيرا دينيا عن السياسة، والأحكام الواردة فيهما: في الحديث، أو في القرءان، أحكاما سياسية، ليتحول الدين في معتقدهم، إلى أيديولوجية، وسياسة، ذات مصدر إلهي، ليصل المومنون البسطاء المغفلون، إلى الحزب الذي يصير قويا، بتبعيتهم له، حتى يأخذ الله كل من تبع الحزب، وسياسته، إلى الحنة، حسب اعتقادهم، وحسب ما يقنعهم به قادة الحزب، وطنيا، وجهويا، وإقليميا، ومحليا.
 
 وعندما يتعلق الأمر بمنع الدين للماركسية، فإن الدين لا يستطيع أن يمنع الماركسية، خاصة، وأن الأديان الثلاثة، ظهرت في شروط مختلفة، ارتبطت بأوقات مختلفة، اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، وهي، لذلك، تختلف عن بعضها البعض.
 
 فإن الماركسية، ظهرت في شروط مختلفة، وجاءت لتعالج مشاكل العمال: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. وإذا كانت الماركسية مادية: فلسفة، وعلما، ومنهجا، فلأنها ارتبطت بالواقع المادي، والواقع العمالي، وخاصة في ألمانيا، ولا يمكن التعامل معه إلا بالفلسفة المادية، وبالعلم المادي، وبالمنهج المادي الجدلي.
 
 ولذلك، وبناء على الاختلاف القائم، بين ظهور الديانات التي، تختلف عن بعضها: على مستوى تقدم البشرية، وتطورها، كما تختلف مراحل ظهور كل ديانة، عن المرحلة التي ظهرت فيها الماركسية، التي تغير فيها الكثير، على مستوى التقدم، والتطور، في جميع الميادين: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. فعلى المستوى الاقتصادي، نجد أن العالم، صار يعتمد التكنولوجية، التي طورت المانيفاكتورة، إلى مصانع، وظهرت الطبقة العاملة، التي تشتغل على الصناعة، وتطور دخل الدول الأوروبية، التي لم تعد مجرد دول، يعيش سكانها على الكفاف، والعفاف، وخاصة، بعد أن ظهرت الآلة البخارية، التي أحدثت ثورة اقتصادية، وخاصة في مجال الصناعة، التي ظهرت فيها شركات كبرى، تشغل المريد من العمال. وبعد الثورة الفرنسية، التي انتصرت فيها البورجوازية على الإقطاع، إلى أن أصبحت الدول البورجوازية، هي السائدة في أوروبا، ليصبح الاقتصاد الرأسمالي، هو السائد على المستوى العالمي: أي أن ظهور الماركسية، ليس غريبا على الواقع في أوروبا، وفي العالم، لأن ظهور الطبقة العاملة، التي يمارس عليها الاستغلال، والتي تشتغل ثمانية عشر ساعة في اليوم، الأمر الذي يقتضي من المثقفين الحقيقيين، الوقوف إلى جانب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، والعمل على تشريح وضعيتهم، في العلاقة مع المستغلين، الذين يعملون على الاستبداد بأكبر فائض قيمة، بعد قيام العمال بالإنتاج اللازم، مع حرمان العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من كل الحقوق: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية: العامة، والخاصة، والشغلية. وهذا الحرمان، يدعو إلى العمل، من أجل رفع الحيف عن العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ودعم نضالاتهم. وهو ما فعله ماركس، ورفيقه أنجلز، من أجل رفع الحيف عن الطبقة العاملة، بصفة خاصة، وعن باقي الأجراء، وسائر الكادحين، بصفة عامة، فأنتجا فكر، ونظرية الطبقة العاملة، التي صارت ترعب البورجوازية، والحكام، وصارت تخيفهم، وشرعوا، مباشرة، في محاربة الماركسية، والماركسيين، في كل مكان من العالم، ووضعوا مثقفيهم، وإعلامييهم، لتشويه صورة ماركس، وفكر ماركس، والماركسيين، وما أنتجوه من فكر ماركسي، لتوجيه الممارسة، مهما كان ممارسها، وكيفما كان، حتى يصير الجميع، عدوا للماركسية، في الوقت الذي نجد فيه أن الماركسية، إنما تسعى إلى اعتبار الكادحين، بقيادة الطبقة العاملة، ضحايا الاستغلال المادي، والمعنوي، من قبل أناس، لا علاقة لهم بالإنسانية، ولا علاقة للإنسانية بهم. وكل ما يعرفونه، أنهم ينتسبون إلى الطبقة البورجوازية، وأن العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، لم يوجدوا إلا للاستغلال لحسابهم.
 
 وإذا كان الدين، أي دين، لا يستطيع أن يمنع الماركسية، من الوجود، فإن الماركسية، بدورها، لا تستطيع أن تمنع الدين من الوجود؛ لأن الماركسية، مهمتها: إعمال العقل في الواقع، من أجل سعادة الإنسان في الحياة الدنيا، والدين، مهمته مخاطبة الوجدان، الذي يجعل صاحبه يخضع لإرادة رجل الدين، الذي يسمى داعية. والداعية هو الذي يستوعب الدين، ويدعو له طول حياته، ويعتبر مرجعية المتدينين، آناء الليل، وأطراف النهار، لأداء الطقوس الدينية فقط، بل يعتبر مرجعية في شؤون الحياة: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، خاصة، وأن شؤون الحياة، تعتبر جزءا لا يتجزأ من الدين، خاصة، وأن شؤون الحياة، تعتبر جزءا لا يتجزأ من الدين، خاصة وأن هماك أحاديث، تؤكد على أن:
 
 (الدين المعاملة).
 
 وأن:
 
 (الدين النصيحة).
 
 والدين، حسب الأحاديث الواردة، والتي يتداولها، بالخصوص، من يسمون أنفسهم برجال الدين، في الدين الإسلامي، الأمر الذي يقتضي   منا، أن ندرك كمسلمين، أن الدين الإسلامي لا وجود فيه للكهنوت، وللقساوسة. وما هو موجود في القرءان:
 
 (وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا).
 
 وانطلاقا من هذا النص القرءاني، لا للكاهن، ولا للقسيس، ولا للبابا، كرجال الدين. وإلا فماذا نعتى الحديث الذي يقول:
 
 (جعلت لي الأرض مسجدا).
 
 خاصة، وأن المسجد في عهد الرسول: محمد بن عبد الله، ليس كالمسجد اليوم، وأن التحولات التي عرفتها البشرية، في عصورها الماضية، كبيرة، وعميقة، من عصر، إلى عصر آخر، ومن قارة، إلى قارة أخرى، ومن دولة، إلى دواة أخرى، وهو ما يترتب عنه: أن القراءة الدينية للواقع، تكون محكومة بالمرجعية الدينية، وأن القراءة الماركسية للواقع، تكون محكومة بمرجعية العمال، أو بالمرجعية الماركسية. وإذا كان الدين فاعلا في الحياة، بمرجعيته الدينية، فإن الماركسية، أيضا، تكون فاعلة في الحياة، بالمرجعية الماركسية، مهما كانت، وكيفما كانت. وإذا كانت أدلجة الدين، تحقق الوصول إلى إقامة الدولة (الدينية)، فإن الماركسية، توصلت إلى إقامة دول ماركسية، وعلى رأسها: الاتحاد السوفياتي السابق، والدولة الصينية، ودولة كوبا، وغيرها من الدول، وهناك دول تتحول إلى دول ماركسية، في أمريكا اللاتينية.
 
 والعلاقة، التي يجب أن تقوم بين الماركسية، والدين، هي علاقة الاحترام المتبادل. والأسس التي يقوم عليها الدين، ليست هي الأسس التي تقوم عليها الماركسية، ومنطلقات الدين، كلها غيبية، بما في ذلك آخر الأديان، بينما نجد أن منطلقات الماركسية، لا تكون إلا مادية. والدين يخاطب الوجدان، في الوقت الذي نجد فيه: أن الماركسية تخاطب العقل. ومخاطبة الوجدان، ليست هي مخاطبة العقل، على مستوى الفكر، وعلى مستوى الممارسة، خاصة، وأن الفكر يوجه الممارسة، ويجعلها في مستوى مخاطبة الفكر.
 
 ونحن عندما نقتفي الفكر، والممارسة، نجد أن الفكر، هو الذي يوجه الممارسة، التي تسمى: بالممارسة الموجهة. ويبقى بارتقاء الفكر، الذي يتفاعل معه التفاعل الجدلي، يؤدي إلى تطور الفكر، وتطور الممارسة. وهذه الماركسية ترتفع بالفكر، وبالممارسة وكل من اقتنع بالماركسية، وامتلكها، امتلك الفكر الموجه للممارسة، وامتلك الممارسة الموجهة، والمطورة للفكر، والمتطورة، تبعا لتطور الفكر.
 
 وإذا كانت الماركسية، لا تمنع وجود الدين، فإن علينا أن نقر بارتباطها بالواقع، وتأثيرها فيه، كما عليها أن تتفاعل مع الدين، لا أن تتصارع معه، لجعل الناس المتدينين يتفاعلون مع الماركسية، ولا يحابونها، خاصة، وأن تواريخ الشعوب كلها، هي تواريخ الدين، سواء كان يهوديا، أو مسيحيا، أو إسلاميا. فهناك يهود ماركسيون، وهناك مسيحيون ماركسيون، وهناك مسلمون ماركسيون. وعلى الماركسية، حتى وإن كانت أسسها، ومنطلقاتها مادية، إلا أن عليها أن تكسب المجتمع المتدين، وعلى المجتمع المتدين، أن يحترم الماركسية، ويحترم المقتنعين بها، كممارسة إيجابية.  الماركسية تحرص على أن تنتج الممارسة الإيجابية، التي تميرها عن غيرها من النظريات الأخرى، التي لا تنتج إلا الممارسة السلبية، التي تنشر الفساد في المجتمع، الذي يقتضي من الماركسية محاربته، قبل أي شيء آخر، لأن الفساد لا يستفيد منه إلا المستغلون، الذين يفيدون المجتمع: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا. وإذا كان على الماركسية العمل على محاربة الفساد، فإن على المسؤولين: أن لا يعملوا على إنتاج الفساد، حتى يساعدوا على إنتاج التخلص من حدة الفساد، ومن أثره على الواقع: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، الأمر الذي يقتضي: أن يتم تشجيع الماركسية على محاربة الفساد: الاقتصادي، والاجتماعين والثقافي، والسياسي، خاصة، وأن الجماهير الشعبية الكادحة، صارت تعاني من انتشار الفساد، في جميع الإدارات، على العامة، وعلى الخاصة؛ لأن المسؤولين، الذين ينتحون الفساد، يضاعفونه، أو يحافظون عليه، ويستفيدون منه، خاصة وأن المسؤولين، لا يهمهم الكادحون، الذين يعانون من الفساد، ولا تهمهم الاحتجاجات، التي يقوم بها الشباب، في كل مدينة. والذي يهمهم، هو مدى استغلال المسؤولية، لصالح المسؤول. وفي المقابل، صدور أحكام قاسية في حق الشباب، وصلت في عدة مناطق إلى عشر سنوات، كحد أدنى، وقد تتجاوز في الآتي من الأيام، إذا استمرت الاحتجاجات، وخاصة في كبريات المدن، التي تعرف هذه الاحتجاجات، يوميا، ولا من يسمع، ولا من يرى.
 
 وعلى الماركسية، التي يتحلى بها العامة، أن تعمل على تفكيك ظاهرة الاحتجاجات، وعلى تفكيك الموقف المخزني، من تلك الاحتجاجات، حتى يقتنع الناس بما ورد في تفكيك الاحتجاجات، وفي الموقف المخزني منها، حتى يتعود المواطن العادي البسيط، على الاهتمام بالشأن العام، وبممارسة المخزن، التي تصر على إصدار التعليمات، بعيدا عن القانون، حتى لا يجرأ أحد على الاحتجاج، مهما كان نوعه، وكيفما كان، حتى وإن لم يقم المحتجون، بما يخالف القوانين المعمول بها، في جميع المجالات، ومهما كانت، وكيفما كانت.
 
 والماركسية، عندما تقوم بذلك، على يد المثقفين الماركسيين، باعتبارهم مثقفين ثوريين، أو المثقفين النصيرين، الذين تعودنا على القراءة لهم، في مراحل سابقة، والذين لم يعودوا موجودين، في هذا الواقع المتردي، الذي اختفى معه المثقف الثوري، الذي لم يعد موجودا في نظرنا، لاختفاء الأحزاب الثورية. وما يوجد من أحزاب ماركسية، أو تدعي الماركسية، تعرف تنظيماتها ممارسات زئبقية، مما يجعلها غير قادرة على الصمود، وعلى المواجهة، التي تحتاج إلى شجاعة نادرة. والشجاعة النادرة، تحتاج إلى إطار له مواقف ثابتة، على المستوى الاقتصادي، وعلى المستوى الاجتماعي، وعلى المستوى الثقافي، وعلى المستوى السياسي، حتى يصير التعبير عن المواقف الإيجابية، مما يجري في الواقع، على جميع المستويات، وفي إطار الحزب الثوري، خاصة، وأن هذا الحزب، هو وحده الذي يستطيع أن يقرأ الواقع، قراءة علمية دقيقة، ويمكن أن يجعل الكادحين يعون به، ويمارسون الصراع ضد المستغلين، ويمهدون إلى العمل على تغييره إلى الأحسن، الذي تصير فيه الثروة المنتجة، لصالح الشعب المغربي، بعد تحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.
 
 وبذلك يكون مفهوم الماركسية، عندما يشيع في مجتمع معين، يجعل ذلك المجتمع،  يسعى إلى التصور الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، في أفق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية. وكما يسعى إلى ذلك حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، الذي يسير على نهج الشهيد عمر بنجلون، الذي كان يسعى: في فكره، وممارسته، إلى تحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، باعتبار هذه الثلاثية، هي التي تؤدي إلى التحرير: تحرير الإنسان، والأرض، أو ما تبقى منها، والاقتصاد، من العبودية، ومن الاحتلال الأجنبي، أو ما تبقى منه، ومن التبعية إلى الرأسمال العالمي، ومن خدمة الدين الخارجي، والعمل على تحقيق الديمقراطية، بمضامينها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، ومحاربة ديمقراطية الواجهة، وما شرعنته من أشكال الفساد: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، والجماعي، وفساد الإدارة الجماعية، وفساد الإدارة المخزنية، وفساد الريع المخزني، وفساد الاتجار في الممنوعات، وفساد النهب، والارتشاء، وفساد التهريب، من، وإلى المغرب، مما جعل الثروات الهائلة، تتجمع عند الريعيين، والفاسدين، الذين ينشرون الفساد على مدى التراب الوطني؛ لأنه بدون الماركسية، لا نستطيع معرفة أي شيء، ولا نستطيع تحديد ما يجب عمله، من أجل تغيير الواقع، والعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، في أفق الاشتراكية، لتكون بذلك الماركسية، قد قامت بدورها، تجاه المجتمع، الذي تخترقه، وتعمل على تحريره، وديمقراطيته، واشتراكيته.
 
 
 #محمد_الحنفي (هاشتاغ)
       
 
 ترجم الموضوع 
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other 
languages
 
 
 
الحوار المتمدن مشروع 
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم 
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. 
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في 
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة 
في دعم هذا المشروع.
 
       
 
 
 
 
			
			كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية 
			على الانترنت؟
    
 
 
 
                        
                            | رأيكم مهم للجميع
                                - شارك في الحوار
                                والتعليق على الموضوع للاطلاع وإضافة
                                التعليقات من خلال
                                الموقع نرجو النقر
                                على - تعليقات الحوار
                                المتمدن -
 |  
                            
                            
                            |  |  | 
                        نسخة  قابلة  للطباعة
  | 
                        ارسل هذا الموضوع الى صديق  | 
                        حفظ - ورد   | 
                        حفظ
  |
                    
                        بحث  |  إضافة إلى المفضلة
                    |  للاتصال بالكاتب-ة عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
 
 | - 
                    
                     
                        
                    الدين / الماركسية، من أجل منظور جديد للعلاقة، نحو أفق بلا إر
                        ... - 
                    
                     
                        
                    الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....38
 - 
                    
                     
                        
                    الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....37
 - 
                    
                     
                        
                    هل من رادع لاستعمال مكبرات الصوت في مختلف المساجد؟
 - 
                    
                     
                        
                    الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....36
 - 
                    
                     
                        
                    الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....35
 - 
                    
                     
                        
                    العاهل الأمل...
 - 
                    
                     
                        
                    الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....34
 - 
                    
                     
                        
                    فلسطين أرض العرب أرض فلسطين...
 - 
                    
                     
                        
                    الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....33
 - 
                    
                     
                        
                    عاشت لي فاتنات الهوى...
 - 
                    
                     
                        
                    الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف..... م
                        ...
 - 
                    
                     
                        
                    عد إلينا لترى ما نحن عليه يا عريس الشهداء...
 - 
                    
                     
                        
                    الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....31
 - 
                    
                     
                        
                    وأحمد ذاك العظيم...
 - 
                    
                     
                        
                    الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....30
 - 
                    
                     
                        
                    بوكرين الإنسان...
 - 
                    
                     
                        
                    الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....29
 - 
                    
                     
                        
                    الأمل المأمول...
 - 
                    
                     
                        
                    لماذا لم تعد الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ديمقراطية؟
 
 
 المزيد.....
 
 
 
 
 - 
                    
                     
                      
                        
                    كيف سيبدو مستقبل الرأسمالية الأميركية بعد 50 عاما؟
 - 
                    
                     
                      
                        
                    قراءة في الجونة كمدينة رأسمالية
 - 
                    
                     
                      
                        
                    محامو حسين عبد الهادي يطالبون بردّ القاضي بعد امتناعه عن إثب
                        ...
 - 
                    
                     
                      
                        
                    Rage Against the ICE Machine
 - 
                    
                     
                      
                        
                    The Other October 7th
 - 
                    
                     
                      
                        
                    منصة القضاء ليست بيت الطاعة: الحرية الرقميّة حق للجميع
 - 
                    
                     
                      
                        
                    على طريق الشعب.. المهرجان العاشر نقطة مضيئة في مسيرة معطاء
 - 
                    
                     
                      
                        
                    بلاغ صحفي مشترك عن لقاء الشيوعي العراقي والشيوعي العمالي الع
                        ...
 - 
                    
                     
                      
                        
                    بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية 
                        ...
 - 
                    
                     
                      
                        
                    مشاهد فرح في مقري حزبي -دي 66- و-اليسار الأخضر- ليلة الانتخا
                        ...
 
 
 المزيد.....
 
 - 
                    
                     
                        
                    مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
                     / عبد الرحمان النوضة
 - 
                    
                     
                        
                    الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية 
                        ...
                    
                     / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
 - 
                    
                     
                        
                    عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
                        ...
                    
                     / محمد الحنفي
 - 
                    
                     
                        
                    الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
                     / مصطفى الدروبي
 - 
                    
                     
                        
                    جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني 
                        ...
                    
                     / محمد الخويلدي
 - 
                    
                     
                        
                    اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
                     / خميس بن محمد عرفاوي
 - 
                    
                     
                        
                    من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
                     / كريم الزكي
 - 
                    
                     
                        
                    مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
                     / حسان خالد شاتيلا
 - 
                    
                     
                        
                    التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
                     / فلاح علي
 - 
                    
                     
                        
                    الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى 
                        ...
                    
                     / حسان عاكف
 
 
 المزيد.....
 |