أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - فيصل يعقوب - توحش الانسان في زمن التطور التكنولوجي ❗














المزيد.....

توحش الانسان في زمن التطور التكنولوجي ❗


فيصل يعقوب

الحوار المتمدن-العدد: 8568 - 2025 / 12 / 26 - 20:19
المحور: قضايا ثقافية
    


💥توحش الانسان في زمن التطور التكنولوجي لم يعد مشهدا صادما كما كان في الماضي، بل صار جزءا عاديا من الحياة اليومية، مغلفا بلغة التقدم و الابتكار.
🔶الانسان الذي كان يحمل حجرا او رمحا لم يتغير كثيرا، ما تغير هو ما يمسكه بيده. اليوم لا يحتاج الى ان يرفع صوته او يلوث يديه بالدم، يكفي ان يضغط زرا او يمرر قرارا او يطلق خوارزمية لتقوم بالمهمة نيابة عنه. 🔸في جوهره ما زال الانسان هو نفسه. كائن يسعى الى السيطرة، يخاف فقدان القوة، و يبرر العنف اذا خدم مصالحه.🔸 الفرق ان العنف لم يعد بدائيا. لم يعد وجها لوجه. صار عن بعد، نظيفا، باردا، بلا صراخ. صاروخ يطلق من غرفة مكيفة. قرار اقتصادي يخنق شعبا كاملا دون طلقة واحدة. 🔸نظام رقمي يعرف عنك اكثر مما تعرف عن نفسك، لا ليحميك بل ليتحكم بك. 🔸كل مرحلة من مراحل التقدم حملت وعدا بالخلاص، لكنها في الوقت نفسه كشفت وجها جديدا للتوحش. حين ظهرت الكهرباء استخدمت للانارة و للتعذيب. حين ظهر الانترنت قيل انه سيقرب البشر، لكنه استعمل ايضا للمراقبة، للتضليل، و لسرقة الوعي قبل سرقة المال. 🔸و حين تطور الذكاء الاصطناعي قيل انه سيساعد الانسان، لكنه بدأ يستخدم لتصنيف البشر، للتنبؤ بسلوكهم، و لتحديد من يستحق الفرصة و من يستحق الاقصاء.🔸 المشكلة لم تكن يوما في الادوات،💡 بل في العقل الذي يصنعها و يستخدمها. 🟥الاخلاق لم تتطور بالسرعة نفسها. التربية ما زالت تركز على الطاعة اكثر من التفكير، و على النجاح الفردي اكثر من المسؤولية الجماعية. نعلم الطفل كيف ينافس، لا كيف يتعاطف. كيف يربح، لا كيف يكون عادلا. نربيه ليكون قويا في السوق، لا انسانيا في المجتمع. 🔸نبني مدنا ذكية، لكننا نترك الفقر يتكاثر في اطرافها. نطور انظمة قادرة على قراءة الوجوه، لكننا لا نقرأ وجوه المتعبين في الشارع. 🔸نسمع صوت المساعد الرقمي و نثق به، لكننا لا نسمع صوت انسان يطلب المساعدة. 🔸ننفق المليارات على اسلحة لا ترى، و لا ننفق ما يكفي على تعليم يصنع انسانا يرى غيره.⭕ التوحش الحديث لا يحتاج الى غضب، يحتاج فقط الى لامبالاة. الى انسان ينفذ دون ان يسأل، يستهلك دون ان يفكر، و يبرر كل شيء باسم التقدم. ⚠️و هنا تكمن الخطورة. حين يصبح الظلم جزءا من النظام، و العنف جزءا من الروتين، يفقد الانسان حسه الاخلاقي تدريجيا دون ان يشعر.🔶 الحضارة اليوم تتقدم في السرعة و الدقة و الربح، لكنها تتعثر في العدل و الانصاف. تعرف كيف تصل الى القمر، لكنها لا تعرف كيف تحمي الانسان على الارض. 🔸تطور الالة لتفهم، لكنها تهمل الانسان حتى ينسى.⚠️ ان لم نغير طريقة تفكيرنا، و ان لم نعد بناء التربية على اساس السؤال لا الامتثال، و المسؤولية لا القوة، فسنستمر في المسار نفسه. 🔸سنحمل احدث التقنيات، و نكرر اقدم الاخطاء. 🔸سنبقى كائنا متطورا في ادواته، بدائيا في غرائزه.🟩 في النهاية، التوحش ليس في التكنولوجيا، بل في الانسان الذي يستخدمها دون وعي، دون اخلاق، و دون قدرة على محاسبة نفسه قبل ان يحاسب غيره.



#فيصل_يعقوب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية الهوية الكردية بين الإلزام و الاختيار
- غياب الوعي الوطني الكردستاني لدى الأحزاب الكردية ❗
- عقلية القطيع
- في عتمة المصطلحات.
- نحو نضال تحرري وطني كُردستاني يستند إلى الشرعية الدولية
- العبودية إدمان و الإدمان عبودية ❗
- القضية الكردية في أفق الشرعية الدولية
- الهوية الوطنية الكردستانية هي المدخل الحقوقي للتحرر.
- الهوية الوطنية
- مؤتمر الأمن و السلام أم إعادة تدوير الخطاب العاطفي ؟
- الخطأ التاريخي في نضال الأحزاب الكردية و أخذ العبر و الدروس ...
- القضية الكردية بين واقع الإحتلال و إنكار الذات الوطنية
- من وضع قوانين و حقوق يتحمل مسؤولية توضيحها و شرحها للعالم
- لماذا تقول الدول المحتلة لأرض كردستان إنها لا تحارب الشعب ال ...
- مؤتمر مكافحة الإستعمار في الشرق الاوسط و حوض البحر الأبيض ال ...
- الأدب الذي لا يصنع وعيا
- تحويل الحرية إلى عادة مجتمعية
- القضية الكردية بين أخطاء الماضي و ضرورات الحاضر
- السياسة الحقيقية... انتزاع الحقوق لا سمسرتها
- القضية الكُردبة و معرفة الذات ❗


المزيد.....




- السعودية.. الشيخ السديس يعلق على إلقاء شخص لنفسه من صحن المط ...
- العاهل السعودي ومحمد بن سلمان يبعثان برقيتي عزاء بمقتل رئيس ...
- اليابان: إصابة 14 شخصًا في هجوم بسكين ومادة سائلة داخل مصنع ...
- حمص.. تفاصيل التفجير في مسجد الإمام علي بن أبي طالب في سوريا ...
- قتلى في انفجار بمسجد علوي في حمص وتنديد رسمي وعربي واسع
- عشرات بين قتيل وجريح في انفجار داخل مسجد في ثاني أكبر حاضنة ...
- ثمانية قتلى بتفجير داخل مسجد في حي ذي غالبية علوية بحمص و-سر ...
- الاحتلال يسيطر على 80% من غزة ويواصل الحصار ومنع المساعدات
- نتنياهو يعلن الاعتراف بجمهورية أرض الصومال
- الانتقالي الجنوبي يتحدث عن قصف سعودي بحضرموت ويؤكد التزامه ب ...


المزيد.....

- علم العلم- الفصل الرابع نظرية المعرفة / منذر خدام
- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الأنساق الثقافية للأسطورة في القصة النسوية / د. خالد زغريت
- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الفاكهة الرجيمة في شعر أدونيس / د. خالد زغريت
- المفاعلة الجزمية لتحرير العقل العربي المعاق / اسم المبادرتين ... / أمين أحمد ثابت
- في مدى نظريات علم الجمال دراسات تطبيقية في الأدب العربي / د. خالد زغريت
- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - فيصل يعقوب - توحش الانسان في زمن التطور التكنولوجي ❗