أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - فيصل يعقوب - العبودية إدمان و الإدمان عبودية ❗














المزيد.....

العبودية إدمان و الإدمان عبودية ❗


فيصل يعقوب

الحوار المتمدن-العدد: 8546 - 2025 / 12 / 4 - 13:03
المحور: قضايا ثقافية
    


💥العبوديّةُ إدمانٌ، والإدمانُ عبوديّةٌ‼️
🟨 و وحدَهُ الشعبُ الذي يُداوي جُرحَهُ بيدِهِ، لا بأيدي الآخرين في صميمِ التاريخِ تتكاثرُ الظلالُ، فتُلبسُ الضوءَ ثوبَ العتمةِ. 🔸كان نيرونُ يُصلّبُ الفجرَ على جدرانِ روما، و يُغرقُ الناسَ في الجهلِ حتى تُصبحَ أرواحُهم كأنها ماءٌ راكدٌ لا تجرؤُ على التقاطُر. 🔸و لم يكن نيرونُ وحشًا نادرًا؛ بل هو النموذجُ الأوضحُ لقاعدةٍ متجذّرةٍ:
🟥 كلُّ طاغيةٍ يجدُ في الرعبِ سلاحًا خفيًا، و في الفقرِ قيدًا، و في الجهلِ طلاءً يُصمّتُ به آذانَ الرعيّةِ، فتُصبحُ الحريّةُ مجردَ همسٍ يُخنقُ قبل أن يولد.🔸 إنّ المنظومةَ الدكتاتوريّةَ لا تكتملُ حتى تُصبحَ العبوديّةُ «عادةً»، يُمارسُها الناسُ بلا وعيٍ، كما يُمارسُ المدخّنُ سيجارتَهُ:
🟨يدخلُ السمَّ إلى الرئتين، و يُقبّلُ السجانَ بيدٍ مُرتعشةٍ. و هنا يظهرُ الإدمانُ الجماعيّ، ذلك الذي يُصبحُ فيه الخوفُ طقسًا يوميًا، و الخنوعُ طعمًا للخبزِ، و الذلُّ ماءً يُشربُ في صمتٍ. 🟨يقول لابويسيه إنّ نيرونَ ماتَ لكنّ «نيرونيّةَ» النفوسِ بقيتْ. 🔸لقد انتحرَ الطاغيةُ في مخبئهِ، و هو يُردّدُ: «أأنا الذي كنتُ أُحرقُ روما؟». لكنّ الشعبَ كان يُنتحرُ معهُ كلَّ يومٍ، و لم يكن يدري. 🔸و حين اشتعلتْ ثوراتٌ عابرةٌ، سرعان ما عادتِ الرمادُ إلى رمادٍ، و عادَ الناسُ إلى حضنِ العبوديّةِ❗، كأنّهم اشتاقوا إلى قيودِهم، كأنّ القيدَ صارَ وطنًا. 🔸في علمِ النفسِ الحديثِ، الإدمانُ ليس فقط تعلّقًا بالمخدّرِ أو الخمرِ، بل تعلّقًا بسلوكٍ يُعيدُ إنتاجَ الألمِ و يُخفّفُهُ في آنٍ. 🔸و حين يُصبحُ السلوكُ الاستسلاميُّ جزءًا من الهويّةِ الجمعيّةِ، تتحوّلُ العبوديّةُ إلى «وطنٍ» يُدافعُ عنهُ المستعبدونَ قبلَ السادةِ.🔸 و من هنا، فإنّ علاجَ الإدمانِ الجماعيّ أشقُّ من علاجِ إدمانٍ فرديّ؛ لأنّكَ تحتاجُ إلى أن تُعيدَ برمجةَ ذاكرةِ جماعةٍ، لا ذاكرةَ شخصٍ.🔸 لكنّ الطبيعةَ ليستْ قدرًا، و «الطبعُ يُغلَبُ بالطبعِ الجديدِ»، كما تُغلَبُ الشجرةُ الخريفيّةُ بربيعٍ آتٍ لا محالةً. 🟨الثوراتُ ليستْ عصا سحريّةً، بل هي بذورٌ تُغرسُ في ترابٍ مليءٍ بأشلاءِ الماضي. 🟥و الديمقراطيّةُ لم تُولدْ في فرنسا عامَ 1789، بل تَعثّرتْ، و سقطتْ، ثمّ نهضتْ بعدَ قرنٍ من السقوطِ، و في كلّ مرّةٍ كانت تُعيدُ تعلّمَ المشيِ من جديدٍ. 🟩((يا أبناءَ كردستانَ، لا تنتظروا أن تُهديكم الأنظمةُ حريّتكمُ في صينيّةٍ من فضّةٍ، فالحرية لا تُمنحُ، بل تُنتزعُ انتزاعًا، و الحريّةُ لا تُصنعُ في عواصمِ الآخرينَ، بل تُصنعُ في عقولنا أولا و من ثم تنتقل ساحاتِ مدننا ،قرانا، و في مدارسنا ، و في صناديقِ اقتراعٍ تُراقبُها أعينُنا حين نذهب إليها أحرارا على أرض كردستان ،لا تحت أعينُ المحتلِّ.🔸 و تذكّروا: لا يمكنُ أن تكونَ الديمقراطيّةُ رخيصةً في أرضٍ لا تزالُ تحت الإحتلال فيها جراحُ الشعبِ مفتوحةً على استعمارٍ متعدّدِ الأوجهِ. 🔸و لا يمكنُ أن يقرّرَ شعبٌ مصيرَهُ و هو يتشبث بهوية محتلي أرضه بعقله ، و يُمسكُ في اليدِ الأخرى قيدًا لا يزالُ مُغلَّفًا بعلمِ المحتلِّ.
🟨إنّ نيرونَ قد ماتَ، لكنّ ((نيرونيّةَ اليأسِ تُعيدُ إنتاجَ نفسها في كلّ مرةٍ ننتظرُ فيها أن يأتينا الحقُّ من الخارجِ)).✅ و وحدهُ الشعبُ الذي يُداوي جُرحَهُ بيدِهِ، لا بأيدي الآخرين، هو الذي يستطيعُ أن يُعيدَ كتابةَ التاريخِ، 🔸فلا يُصبحُ الإدمانُ عندهُ قدرًا، بل يُصبحُ حريّةً تُمارسُها الأجيالُ، و ليستْ حريّةً تُهدى إليهم في أعيادِ الاستقلالِ الوهميّة.



#فيصل_يعقوب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية الكردية في أفق الشرعية الدولية
- الهوية الوطنية الكردستانية هي المدخل الحقوقي للتحرر.
- الهوية الوطنية
- مؤتمر الأمن و السلام أم إعادة تدوير الخطاب العاطفي ؟
- الخطأ التاريخي في نضال الأحزاب الكردية و أخذ العبر و الدروس ...
- القضية الكردية بين واقع الإحتلال و إنكار الذات الوطنية
- من وضع قوانين و حقوق يتحمل مسؤولية توضيحها و شرحها للعالم
- لماذا تقول الدول المحتلة لأرض كردستان إنها لا تحارب الشعب ال ...
- مؤتمر مكافحة الإستعمار في الشرق الاوسط و حوض البحر الأبيض ال ...
- الأدب الذي لا يصنع وعيا
- تحويل الحرية إلى عادة مجتمعية
- القضية الكردية بين أخطاء الماضي و ضرورات الحاضر
- السياسة الحقيقية... انتزاع الحقوق لا سمسرتها
- القضية الكُردبة و معرفة الذات ❗
- كُردستان مستعمرة دولية
- من أجل أن لا نبقى مخدوعين ❗
- من أجل تدويل القضية الكردية
- المشهد المعقّد في الشرق الأوسط!
- الجهل أخطر من الخيانة على المناضل من أجل حرية شعبه ❗
- وهمُ الدولة الواحدة!


المزيد.....




- شاهد ما كشفته صور ومقاطع فيديو نُشرت من جزيرة إبستين
- ماثيو بلازي يحوّل محطة مترو مهجورة في نيويورك إلى منصة لعرض- ...
- شاهد كيف يتحول نزلاء أحد السجون في أفريقيا إلى محامين
- تداول فيديو لـ-استعادة قوات حكومية السيطرة على معسكر في اليم ...
- إسرائيل تؤكد هوية جثمان رهينة تايلاندي .. وقتلى في قصف على غ ...
- كيف سيبدو العالم في ظل احترار بدرجتين مئويتين؟
- ?التصلب المتعدد.. هذه العوامل تؤثر على مسار المرض
- إسرائيل تتخفى في ثوب جديد ودول العالم تخشى المشاركة
- لاجئو سوريا بالأردن بين العودة إلى وطن مدمر أو البقاء في فقر ...
- -تحت التوتة-.. مشروع شبابي داخل أسوار القدس القديمة


المزيد.....

- علم العلم- الفصل الرابع نظرية المعرفة / منذر خدام
- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الأنساق الثقافية للأسطورة في القصة النسوية / د. خالد زغريت
- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الفاكهة الرجيمة في شعر أدونيس / د. خالد زغريت
- المفاعلة الجزمية لتحرير العقل العربي المعاق / اسم المبادرتين ... / أمين أحمد ثابت
- في مدى نظريات علم الجمال دراسات تطبيقية في الأدب العربي / د. خالد زغريت
- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - فيصل يعقوب - العبودية إدمان و الإدمان عبودية ❗