أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل يعقوب - مؤتمر الأمن و السلام أم إعادة تدوير الخطاب العاطفي ؟














المزيد.....

مؤتمر الأمن و السلام أم إعادة تدوير الخطاب العاطفي ؟


فيصل يعقوب

الحوار المتمدن-العدد: 8533 - 2025 / 11 / 21 - 11:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


💥مؤتمر الأمن و السلام أم إعادة تدوير الخطاب العاطفي



🟧شهدت دهوك مؤخرا انعقاد مؤتمر حمل عنوان الأمن و السلام. و من الظاهر أن جمع الأحزاب الكردية المتخاصمة في قاعة واحدة و تبادل المصافحات خطوة تبدو إيجابية في عين الجمهور. 🟧فالمصالحة بين القوى الكردية حلم ينتظره الشعب منذ عقود، و لا أحد يعترض على فكرة تجاوز الخلاف الداخلي. لكن حين تكون المصالحة بلا مشروع قومي، و بلا برنامج واضح لتقرير مصير الشعب الكردي، تصبح مجرد مشهد رمزي لا يغيّر في الواقع السياسي شيئا، بل قد يتحول إلى أداة لإعادة إنتاج الشرعية العاطفية بدل إنتاج حرية حقيقية.

🟧بين المصافحة و الوحدة فرق كبير

الجلوس في قاعة واحدة لا يعني وجود اتفاق. و المصافحة لا تعني أن الخلافات العميقة بين الأحزاب قد حلت. 🟧الانقسام الكردي ليس خلافا على تفاصيل صغيرة و إنما اختلاف جذري في التوجه و الموقع و التحالفات. لذلك يصبح تصوير المشهد على أنه وحدة كردية محاولة لتسويق صورة سياسية أكثر مما هو خطوة لبناء وحدة فعلية. 🟧و الجمهور الكردي مطالب بأن يميز بين ما يظهر على المنصة و بين ما يقع خلف الأبواب المغلقة.

🟧ما معنى المصالحة إذا لم تمنح الشعب حقه في تقرير المصير؟

🟧قد يقول البعض إن مجرد اجتماع الأطراف الكردية أمر إيجابي. و هذا صحيح من حيث الشكل. لكن السؤال الجوهري الذي يجب أن يُطرح هو:🟧 ماذا ستقدم هذه المصالحة للشعب؟ و ما قيمتها إن لم تكن جزءا من مشروع يمنح الشعب الكردي حقه الطبيعي و القانوني في تقرير مصيره بنفسه؟🟧 أي عملية سياسية لا تنتهي إلى نتيجة واضحة في هذا المجال تبقى عملية ناقصة، مهما كانت و اجهتها براقة.

🟧إذا كانت المصالحة لا تقود إلى حرية، و لا تفتح الطريق أمام سيادة الشعب على أرضه، فإنها تتحول إلى مصالحة شكلية. 🟨فكيف يصبح الشعب الكردي حرا إذا لم تكن حرية الشعب من أولويات الأطراف المتصالحة نفسها؟

🟧عن أي أمن وسلام يتحدثون؟

الأمن لا يكون أمنا إذا كان مبنيا على تجاهل حق الشعوب. و السلام لا يكون سلاما إذا تجاهل السيادة. حين يغيب الهدف القومي الحقيقي عن مؤتمر يحمل عنوان الأمن و السلام يصبح العنوان نفسه جزءا من المشكلة. لأن السؤال يصبح: أمن من؟ و سلام مع من؟ الشعب الكردي ما زال يعيش في أرض مجزأة بين أربع دول. و ما لم يكن الأمن مشروعا يحمي الحق القومي، و ما لم يكن السلام اتفاقا يضمن السيادة، فإن ما يجري ليس إلا محاولات لإدارة الأزمة و ليس لحلها.

🟧إشكالية الهوية السياسية للأحزاب الكردية

الأمر الأكثر إثارة للقلق هو استمرار الأحزاب الكردية في تقديم نفسها ضمن الهوية الوطنية للدول التي تحتل أرض كردستان. فكيف يمكن لحزب يدعي الدفاع عن حقوق الشعب الكردي أن يربط مشروعيته بهوية دولة تمنع هذا الشعب من ممارسة حقه في تقرير المصير؟ 🟧هذا التناقض يكشف قصورا كبيرا في المشروع السياسي لهذه القوى. فإذا كانت الهوية المعتمدة تستند إلى إطار الدولة المركزية التي تنكر وجود القضية الكردية فكيف يمكن إنتاج مشروع قومي مستقل؟

🟧هل يمكن تحقيق الأمن و السلام بغياب الدول المحتلة؟

من غير المعقول أن تتم مناقشة ملف الأمن و السلام دون حضور الحكومات التي تسيطر على جغرافيا كردستان. تركيا و إيران و سوريا و العراق هي الأطراف الأساسية في المعادلة.🟧 و كل حزب كردي يقول إنه جزء من جمهورية معينة، ثم يشارك في مؤتمر يناقش الأمن و السلام دون وجود تلك الجمهورية، يقع في تناقض سياسي واضح. 🟧فكيف يتم الاتفاق على أمن و سلام من دون أطراف الصراع نفسها؟🟧 إن غياب هذه الدول عن المؤتمر يكشف أن الهدف لم يكن التوصل إلى اتفاق قابل للتنفيذ، وإنما إظهار مشهد سياسي لا يحمل جذورا عملية.

✅الخلاصة

الشعب الكردي يحتاج إلى أن يبقى يقظا أمام أي خطوات سياسية قد تبدو ظاهريا لصالحه لكنها في العمق إعادة إنتاج للخطاب العاطفي. المصالحات الشكلية لا تبني حرية. و اللقطات الإعلامية لا تصنع سيادة. ما لم تعتمد الأحزاب الكردية مشروعا واضحا لتقرير المصير، و ما لم تطرح نفسها كقوى سياسية مستقلة بهوية قومية لا ملحقة بهويات الدول المسيطرة، و ما لم تكن مؤتمرات الأمن والسلام منصات لتحرير الشعب لا لإعادة تدوير الخطاب، فإن كل ما يحدث سيبقى ضمن دائرة التجميل السياسي لا دائرة التحرر الوطني.



#فيصل_يعقوب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطأ التاريخي في نضال الأحزاب الكردية و أخذ العبر و الدروس ...
- القضية الكردية بين واقع الإحتلال و إنكار الذات الوطنية
- من وضع قوانين و حقوق يتحمل مسؤولية توضيحها و شرحها للعالم
- لماذا تقول الدول المحتلة لأرض كردستان إنها لا تحارب الشعب ال ...
- مؤتمر مكافحة الإستعمار في الشرق الاوسط و حوض البحر الأبيض ال ...
- الأدب الذي لا يصنع وعيا
- تحويل الحرية إلى عادة مجتمعية
- القضية الكردية بين أخطاء الماضي و ضرورات الحاضر
- السياسة الحقيقية... انتزاع الحقوق لا سمسرتها
- القضية الكُردبة و معرفة الذات ❗
- كُردستان مستعمرة دولية
- من أجل أن لا نبقى مخدوعين ❗
- من أجل تدويل القضية الكردية
- المشهد المعقّد في الشرق الأوسط!
- الجهل أخطر من الخيانة على المناضل من أجل حرية شعبه ❗
- وهمُ الدولة الواحدة!
- العبث السياسي بشعوب المنطقة!
- هل نضال الأحزاب الكردية من أجل الحقوق المشروعة للشعب الكردي ...
- تأملات في محنة العقل الكردي
- معرفة الذات بداية الحكمة!


المزيد.....




- لحظة اندلاع حريق في COP30 مؤتمر الأطراف الثلاثين بالبرازيل
- كولومبيا تنتشل أول قطع أثرية من حطام سفينة -سان خوسيه- عام 1 ...
- بعد عامين، كيف يحاول أيتام غزة التعافي من جراحهم؟
- رحلات غامضة من غزة ـ هجرة طوعية أم خطة إسرائيلية؟
- جيفري أَبِستون وتجارةُ القاصرات
- قمة المناخ 30: أكثرمن 30 دولة تعارض مسودة الاتفاق لعدم تضمنه ...
- شهيد بخان يونس والاحتلال يواصل عمليات نسف وتدمير القطاع
- لقاء ترامب مع ممداني.. ما يجب مراقبته بزيارة عمدة نيويورك ال ...
- السعودية.. أول تعليق لنجل سعد الماضي بعد إطلاق سراح والده من ...
- تحليل لـCNN: مقاتلات ورقائق إلكترونية وصفحة بيضاء: ولي العهد ...


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل يعقوب - مؤتمر الأمن و السلام أم إعادة تدوير الخطاب العاطفي ؟