أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل يعقوب - المشهد المعقّد في الشرق الأوسط!














المزيد.....

المشهد المعقّد في الشرق الأوسط!


فيصل يعقوب

الحوار المتمدن-العدد: 8419 - 2025 / 7 / 30 - 13:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المشهد المعقّد في الشرق الأوسط: بين خرائط الدولة العميقة وصراع المصالح العابرة للحدود

منذ مطلع القرن العشرين، والشرق الأوسط يُعاد تشكيله مرارًا، عبر موجات من الخرائط المصطنعة، والتحالفات الظرفية، والتدخلات الخارجية التي تتغذى على هشاشة الداخل وتناقضات الإقليم. إلا أن تعقيد المشهد اليوم بلغ ذروة جديدة، في ظل التداخل الحاد بين أدوات "الدولة العميقة" الغربية ( إن جاز التعبير ) وبين الإدارات السياسية الظاهرة، وخاصة في الولايات المتحدة.

ما يُعرف بـ"الدولة العميقة" لا يحيل فقط إلى أجهزة بيروقراطية أمنية ومؤسسات نافذة داخل الأنظمة الغربية، بل إلى شبكة مصالح استراتيجية طويلة الأمد، تعمل خلف الواجهات الديمقراطية، وتعيد توجيه السياسات حسب ما يخدم الرؤية الغربية للعالم، لاسيما في ما يتعلق بإعادة إنتاج أنظمة سياسية "صديقة"، أو تفكيك كيانات تُعدّ مهددة لمنظومة الهيمنة الغربية. وفي هذا السياق، يتم توظيف مفاهيم مثل "محاربة الإرهاب"، أو "دعم الديمقراطية"، لا كغايات في ذاتها، بل كوسائل لتبرير إعادة تشكيل الخارطة الجيوسياسية.

في المقابل، شهدنا مع إدارة دونالد ترامب، تحوّلاً تكتيكيًا في السياسة الأمريكية، تمثّل في أولوية المصلحة القومية المجردة على القيم المؤسسية أو الشعارات الأيديولوجية. شعار "أمريكا أولاً" لم يكن مجرد خطاب شعبوي، بل عبّر عن ميلٍ إلى تصفية الالتزامات الخارجية المكلفة، والبحث عن صفقات مربحة بغض النظر عن الحلفاء التقليديين أو المعايير الأخلاقية. ومع ذلك، لم تستطع هذه الإدارة الانفكاك التام عن البُنى العميقة للقرار، بل كثيرًا ما انساقت، صراحةً أو ضمنًا ، إلى تنفيذ أجندات لا تنتمي بالكامل إلى خطابها السياسي، ما يشي بوجود ثقل مؤسساتي يصعب تجاوزه.

الملف الكردي، في هذا السياق، يُمثّل نموذجًا مكثفًا للصراع بين مشاريع الهيمنة وإرادة الشعوب. فالكرد، الذين قُسمت أراضيهم بين أربع دول بفعل اتفاقيات ما بعد الحرب العالمية الأولى، ظلوا موضوعًا مُسكَتًا عنه في كثير من المحافل، رغم تضحياتهم ودورهم في مواجهة الإرهاب. ومع ذلك، يتم غالبًا توظيف قضيتهم كورقة ضغط بين اللاعبين الكبار، دون الاعتراف بحقهم في تقرير المصير، ما يكشف زيف الشعارات حول "الديمقراطية" و"العدالة الدولية".

وفي الخلفية، نرى ملفات مترابطة: استهداف إيران وحلفائها، استخدام العقوبات كسلاح استنزاف، دعم متزايد لأوكرانيا في وجه روسيا، ثم تحولات مفاجئة كتخفيف القيود على النظام السوري بعد سنوات من العزلة، ما يعكس براغماتية باردة تُغلفها أحيانًا خطابات إنسانية أو قانونية.

إن الشرق الأوسط، اليوم، لا يُدار فقط من عواصمه، بل من توازنات دولية معقّدة، تُصاغ في مراكز أبحاث، ومصالح شركات، وغرف استخبارات، حيث تُرسم السياسات ليس بالضرورة وفقًا لمصلحة الشعوب، بل وفقًا لمنظومة المصالح العابرة للحدود، التي تُعيد إنتاج الأزمات تحت مسميات جديدة.



#فيصل_يعقوب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجهل أخطر من الخيانة على المناضل من أجل حرية شعبه ❗
- وهمُ الدولة الواحدة!
- العبث السياسي بشعوب المنطقة!
- هل نضال الأحزاب الكردية من أجل الحقوق المشروعة للشعب الكردي ...
- تأملات في محنة العقل الكردي
- معرفة الذات بداية الحكمة!
- الأحزاب الكُردية و سياسة قمع الذات ❗
- ثقافة القطيع ❗
- نظرية الرصاصة الأولى
- بعد ثلاث عشرة سنة من الأزمة السورية.
- متى ظهرت قواعد اللغة ؟
- التشخيص الصحيح نصف العلاج ( الحل) ❗
- هل ناضل حزب العمال الكردستاني من أجل استقلال كردستان ؟
- المنطقة إلى أين ؟
- في ذكرى 75 لجمهورية مهاباد الكُردية
- لكي لا يتم بيعك في البازارات السياسية ❗
- هل يمكن أن أكون كُردستانيا و أنا أنسب وطنيتي لوطنية الدول ال ...
- الحرب النفسية ضد الشعب الكُردي ❗
- المشاريع السياسية الحزبية و القضية الكُردية
- الأحزاب الكردية و لعبة مصارعة الثيران!


المزيد.....




- مصر.. هكذا رد علاء مبارك على سؤال عن -سيدة- تدعي أنها ابنة ح ...
- ترامب يستهدف الهند برسوم جمركية نسبتها 25 %
- ترامب يفرض رسوما جمركية بنسبة 25% على الهند بسبب صفقاتها مع ...
- موحا الزياني مغربي أذاق الفرنسيين مرارة الهزيمة
- مجلة أميركية: العنف بغزة ليس حربا بل تطهير عرقي تمهيدا لطرد ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يرفض وقف بيع القنابل والبنادق لإسرائيل ...
- تحطم مقاتلة أمريكية -إف- 35- في كاليفورنيا.. وهذا ما حدث للط ...
- وسط طلقات الرصاص والهروب من الموت.. إليك قصة 3 نساء يكافحن ل ...
- الفلسطينيون، بثلاثة مناصب رئاسية، وحكومة، وبلا دولة
- هآرتس: لا تمنحوا نتنياهو صكّ براءة حيال ما يفعله بغزة


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل يعقوب - المشهد المعقّد في الشرق الأوسط!