أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل يعقوب - المنطقة إلى أين ؟















المزيد.....

المنطقة إلى أين ؟


فيصل يعقوب

الحوار المتمدن-العدد: 7871 - 2024 / 1 / 29 - 16:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


♦️المنطقة إلى أين ؟
منذ أن وجد الإنسان على هذه الأرض هو في حالة الصراع مع الطبيعة و ما يحيط به و مع نفسه و أقارانه من البشر .
🔸الصراع هو المحرك الأساسي الذي يؤدي إلى التطور و التقدم الإنسان و المجتمعات البشرية و هو الذي يخلق الإنسان و الإنسان يخلقه ، الصراع علاقة جدلية مترابطة متبادلة .
🔸المجتمعات و الدول ( الوطنية ) التي تم تشكيلها في المنطقة من قبل الدول الإستعمارية آنذاك فرنسا و بريطانيا بعد الحرب العالمية الأولى بقيت متأخرة اجتماعيًا و اقتصاديًا و سياسيًا تحكمها أنظمة سياسية استبدادية و قمعية و رجعية متخلفة مرت و تمر و ستمر بأزمات و صراعات عديدة إلى أن تتحول إلى مجتمعات شبه مستقرة ،
🔸بمعنى أن تتحول الصراعات فيها إلى التنافس السلمي الحضاري على أساس قوانين و دساتير عادلة تضمن حقوق الجميع و تطبق على الجميع بدون التمييز ! قد يبدو هذا ( أمرًا شبه مستحيلا ) من منظار رؤية اليوم للواقع و الأحداث و الصراعات التي تحدث على الأرض .
🔸و لكن و لو اطلعنا على تاريخ الدول الديمقراطية في العالم و خصوصًا الدول الأوروبية لنجد أنها مرت بأزمات و صراعات عديدة و استمرت لمئات السنين إلى أن وصلت إلى ما هي عليها اليوم من الأنظمة الديمقراطية التي تعتبر شبه مستقرة تضمن حقوق شعوبها و رفاهيتها و انتقال السلطة سلميًا و بشكل سلمي إلى حد بعيد ،و هذا لا يعني أن هذه الشعوب وصلت إلى عدم الصراع و توقف التطور و التقدم بل الصراع و الأزمات موجودة وبأشكال مختلفة و هذه الشعوب تبحث في كيفية حلها بطرق تحقق لها مطالبها .
🔸 لنعود إلى دول المنطقة منذ إندلاع ثورات الربيع العربي قبل 14 سنة . من حرق بوعزيزي نفسه في تونس و مرورًا ب ميدان التحرير في القاهرة إلى ساحة التحرير في بغداد حدثت تحولات سياسية و اجتماعية و اقتصادية و ( أزمات) في هذه الدول . ✅ و لكن هل حققت هذه الثورات أهدافها ؟
🔸 النتائج تجيب و تقول لنا كلا ! من المعروف أن الثورات الاجتماعية لا تحقق أهدافها بشكل مباشر و هي تمر بمراحل عديدة متعلقة بعدة عوامل منها التطور الفكري ( الذهني ) لدى المجتمعات و أفرادها أي التحولات في شخصية الإنسان و سلوكه و هذا التحول يتطلب التحول و التطور في أفكار الإنسان في عاداته في قيمه في مبادئه و إلخ و هذ يستغرق وقتًا طويلًا يستمر لأجيال و أجيال. أي التغيير في نمط و أسلوب حياتها الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية و إلخ .
❇️ و من يمارس السياسة عليه أن يفهم قاعدة أساسية تكاد لا تقبل الشواذ ❗ و هي أن الصراع هو الصراع على القيم و المبادئ و من ينجح في نشر قيمه و مبادئه و ترسيخها في عقول الآخرين ينجح في تحقيق أهدافه أيضا. قبل عدة سنوات طلب سي آي أيه من دكتور نفساني أن يعمل بحث عن كيف يمكن الإنتصار على العدو بدون إطلاق طلقة واحدة ؟
✅ و بعد بحث طويل كانت النتيجة يمكنك أن تسيطر على عدوك دون أن تطلق طلقة واحدة بالسيطرة على عقله ❗
✴️ و أحد أهم أساليب السيطرة على العقول هو نشر و زرع ثقافتك ( قيّمك و مبادئك) فيها.
🔹و منذ عام 1900م قال الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون عندما كان لا يزال مدرسا في جامعة برينستون: مقدر على الشرق أن ينفتح و يتغير سواء رغبنا بذلك أم لم نرغب.
🔸و يجب إدخال معايير الغرب إليه. الأمم و الشعوب التي غفت لقرون ستغدو جزأ من العالم الشامل للتجارة و الأفكار . 🔹(ملاحظة مفهوم العالم الشامل في لغة اليوم يسمى ب العولمة.) و قال واجبنا الشخصي هو تنظيم هذه العملية من أجل الحرية.
🔸و اليوم فإن الغرب كله يهدف إلى نشر معايير الغرب ليس في الشرق الأوسط وحده بل في كل العالم. و هذا ما سيؤدي إلى تحقيق العولمة في حال لو نحج الغرب في ذلك.
✅ ما يسميه دول الأنظمة الشمولية ب ( نظام القطب الواحد) و تقف ضدها و تقول أنها تريد عالم متعدد الأقطاب. أي أنها تدافع عن انظمتها الشمولية في مواجهة الفكر الغربي الليبرالي الديمقراطي .و ما حرب الروسية في اوكرانيا إلا بداية واضحة لمواجهة الفكر الغربي الليبرالي الديمقراطي. و بما أن الأنظمة الشمولية يصعب عليها اقناعة شعوب العالم بافكارها الشمولية بعد سقوط الاتحاد السوفيتي و تحول دول أوروبا شرقية من الأنظمة الشمولية ( حكم الحزب الواحد) إلى دول ديمقراطية ليبرالية و اكثريتها أصبحت ضمن الاتحاد الاوربي . فلم يبقى امامها سوى استخدام القوة في الدفاع عن انظمتها الشمولية.
🔸 و كذلك في الشرق الأوسط فإن كل من تركيا و إيران و بعض الدول العربية و حتى بعض الأحزاب الشمولية في المنطقة لها مطامع في أن تصبح في مستوى الدول الكبرى في العالم و باستخدام الايديولوجية الدينية بشكل خاص و بعض الشعارات الفضفاضة التي تدغدغ مشاعر البسطاء من الناس مثل اخوة الشعوب و إلخ من هذه الشعارات التي لا يفهمها حتى الرافعين لها.
🔸برغم عدم توفر الامكانيات لدى هذه الدول و الأحزاب و الجماعات لتحقيق ذلك . ( باختصار انه صراع القيم و المبادئ و المعايير)
✅ ولكن كيف يمكن لأمريكا و الغرب تحقيق هذا ؟
أمريكا و معها الغرب تمارس سياسة برغماتية ،
✅فما هي السياسة البرغماتية ؟
هي السياسة العملية التي تعتبر نجاح العمل المعيار الوحيد للحقيقة .
🔸أي أنها تعمل و تتصرف من خلال النظر إلى النتائج العملية المثمرة التي قد يؤدي إليها قرارها( خطتها)،و هي لا تتخذ قرارها بوحي من فكرة مسبقة أو أيديولوجية سياسية محددة ، وإنما من خلال النتيجة المتوقعة لعمل و لذلك فالخطة التي لا تؤدي إلى النتيجة المتوقعة يتم تغيرها و استبدالها بغيرها، و تعتبر كل النظريات الشمولية معادية لها ، لأن ديمقراطيتها مبنية على أساس الحرية الفردية . و لهذا فإن أمريكا و الغرب ستستمر في هذا الصراع حتى النهاية. و من صعب جداً أن ينجح من يواجه ما يهدف إليه امريكا ب الفكر الشمولي لأن شعوب العالم تتطور و لم تعد تقبل الأفكار الشمولية.
🔹 و لكن هل الخطط التي يتم وضعها و تنفيذها تحقق أهدافها ؟
لغاية اليوم نتائج هذه الخطط تبدو و كأنها لم تحقق سوى الفوضى ❗ و الغرب ليس لديه معرفة كافية في كيفية نشر و إدخال معاييره في العالم و خصوصا في الشرق الأوسط
🔸 و بالنسبة للصين فاحتمال ظهور مشاكل داخلية كبيرة فيها في عشرين سنة قادمة أمر وارد جدا.
✅ فمن يريد أن يكون له علاقات أستراتيجية مع أمريكا عليه تجسيد معايير ديمقراطية الغرب في ذاته أولا .و إلى الآن ليس هناك من أستطاع تجسيد معايير ديمقراطية الغرب في ذاته برغم من تسمية أنفسهم بالديمقراطيين و ادعاء بأنهم يناضلون من أجل الديمقراطية. لذلك ليس لأمريكا و الغرب حلفاء أستراتيجيين في الشرق الأوسط إلا ما ندر و لهذا فإن الصراع سيستمر طويلاً و من يبقى على الحياد في هذا الصراع سيبقى مهملا و بلا أي تأثير.

🔸و الآن لمحة قصيرة عن صراعات الدول المحتلة لكردستان و نضال الأحزاب الكردية. في كل من سوريا و العراق بعد صراعات عديدة وصل حزب البعث إلى الحكم و حكم ما يقارب نصف قرن بحكم استبدادي قمعي دكتاتوري تسبب في أزمات و حروب في المنطقة و مازالت مستمرة برغم من تدخل التحالف الدولي بقيادة أمريكا في العراق و اسقاط حكم البعث فيه .
🔸و في سوريا إندلعت الاحتجاجات في درعا و شملت كل مناطق و جعلت منها أشلاء و مازالت مستمرة و لم تنتهي .
🔸في إيران منذ سقوط الشاه و تأسيس الجمهورية الإسلامية فهي في صراعات و أزمات مع محيطها و مع داخلها من أجل فرض ايديولوجيتها المبنية على الفكر الإسلامي الشيعي .
🔸تركيا أيضًا مرت بانقلابات و أزمات و عدم الاستقرار إلى أن جاء حزب العدالة و التنمية بقيادة اردوغان للحكم و حاول أن يمارس في البداية سياسة ( معتدلة) و تم دعمه من قبل الغرب لعل و عسى أن يتحول إلى نموذج إسلامي معتدل يطبق معايير النظام الديمقراطي الغربي و يحقق شروط عضوية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، و بدأ بسياسة صفر المشاكل مع الجيران و لكن فشل هذا الحزب في تحقيق ما كان ينتظره الاتحاد الأوروبي منه و لم يستطيع تحقيق شروط الانضمام إليه و بدأ يكشف عن نواياه الحقيقية و نهجه الإسلامي السني الأخواني الذي يحلم بأمجاد العثمانية و مازال مستمرًا و تحول سياسة صفر المشاكل إلى سياسة صفر الأصدقاء .
🔸 الأحزاب الكردية ، منذ سقوط جمهورية مهاباد الكردية تم تشكيل عشرات الأحزاب الكردية و في كل أجزاء كردستان المحتلة و قامت بعض هذه الأحزاب بالكفاح المسلح ( برغم أنها لم تتحول إلى حركة تحررية وطنية كردستانية في كل جزء من كردستان ،و الكفاح المسلح مشروع فقط في حال تكون حركة تحررية وطنية تهدف فقط إلى تحقيق حق التقرير المصير و تحرير الأرض ) و لكن هذه الأحزاب الكردية لم تعرف القضية الكردية كقضية شعب أرضه محتلة أي لم تعتبر الدول المسيطرة على أرض كردستان ( تركيا و إيران و العراق و سوريا) دول الإحتلال و لم تناضل من أجل حق الشعب الكردي في تقرير مصيره بنفسه و سيادته على أرضه بل نسبت وطنيتها لوطنية هذه الدول و طالبت ببعض الإصلاحات و ببعض الحقوق البسيطة للشعب الكردي كتعلم ب اللغة الكردية و اللامركزية و الحكم الذاتي ، أي أنها أحزاب اصلاحية تابعة للدول المحتلة لكردستان و هي لم تختلف في بنيتها الفكرية و السياسية عن بنية أنظمة الدول المحتلة لكردستان لذلك فأن هذه الأحزاب هي في نفس الأزمة التي تعيشها الدول المحتلة لكردستان و منقسمة بينها و يتم استخدامها من قبل هذه الدول لتحقيق أهدافها و خاصةً من قبل تركيا و إيران ،و لهذا فأن الأزمة التي تعيشه الشعب الكردي كبيرة جدًا و معقدة و تحتاج إلى جهود كبيرة من قبل جميع أبناء و بنات هذا الشعب لأن يتحركوا للنهوض بأنفسهم لتجاوز هذه الأزمة التي تعصف بهم قبل فوات الأوان .
🔸و أخيرًا من يريد أن يتحرك بفاعلية و نشاط من أجل حقه و حق شعبه في تقرير مصيره بنفسه ليس بضرورة أن يكون عضوًا في حزب سياسي و هذا ما أثبتته ثورات الربيع العربي في عصر الإنترنت و مواقع التواصل الاجتماعي .



#فيصل_يعقوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى 75 لجمهورية مهاباد الكُردية
- لكي لا يتم بيعك في البازارات السياسية ❗
- هل يمكن أن أكون كُردستانيا و أنا أنسب وطنيتي لوطنية الدول ال ...
- الحرب النفسية ضد الشعب الكُردي ❗
- المشاريع السياسية الحزبية و القضية الكُردية
- الأحزاب الكردية و لعبة مصارعة الثيران!
- هل اعتدنا على العبودية ؟
- الايديولوجية
- كردستان تحت الإحتلال
- أحد أكبر الأخطاء في تاريخ النضال الشعب الكردي!
- المثقف المستقل ( المستغل بفتح العين
- ما هو الوعي الوطني ،
- لفهم نضال الأحزاب الكردية و عدم تحقيقها حرية الشعب الكردي بع ...
- الغموض و عدم وضوح الأهداف في فكر حزب العمال الكردستاني
- أزمة الهوية لدى الشعب الكردي !
- لماذا لم يتبلور مفهوم الهوية و الوطنية الكردستانية لدى الشعب ...
- ما هي القضية الكردية ؟ و كيف يجب النضال من أجلها ؟
- مثقفو القائد!
- هل يصح أن يضع الله احتمالات؟
- الهوية و الشخصية الوطنية الكوردستانية


المزيد.....




- وزير الخارجية المصري يدعو إسرائيل وحماس إلى قبول -الاقتراح ا ...
- -حزب الله- استهدفنا مبان يتموضع بها ‏جنود الجيش الإسرائيلي ف ...
- تحليل: -جيل محروم- .. الشباب العربي بعيون باحثين ألمان
- -حزب الله- يشن -هجوما ناريا مركزا- ‏على قاعدة إسرائيلية ومرا ...
- أمير الكويت يزور مصر لأول مرة بعد توليه مقاليد السلطة
- أنقرة تدعم الهولندي مارك روته ليصبح الأمين العام المقبل للنا ...
- -بيلد-: الصعوبات البيروقراطية تحول دون تحديث ترسانة الجيش ال ...
- حكومة غزة: قنابل وقذائف ألقتها إسرائيل على القطاع تقدر بأكثر ...
- الشرطة الفرنسية تفض مخيما طلابيا بالقوة في باحة جامعة السورب ...
- بوريل يكشف الموعد المحتمل لاعتراف عدة دول في الاتحاد بالدولة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل يعقوب - المنطقة إلى أين ؟