فيصل يعقوب
الحوار المتمدن-العدد: 8432 - 2025 / 8 / 12 - 00:35
المحور:
القضية الكردية
معرفة الذات بين الوعي الفلسفي والنضال التحرري: من أرسطو إلى القضية الكردية
قال أرسطو: "بداية الحكمة هي معرفة الذات"، وأكد آدم سميث أن "أول ما يجب أن تعرفه هو نفسه". هذه الرؤية الفلسفية لا تقتصر على المجال الفردي، بل تتسع لتشمل هوية الشعوب وحقها في تقرير مصيرها. فمعرفة الذات، سواء للفرد أو الجماعة، هي البوابة التي تفتح الطريق نحو الحرية والعدالة.
إن الشعب الذي يعرف نفسه لا يقبل أن يُعرف من خلال هوية صاغها له الإستعمار أو فرضها المحتل، ولا أن يعيش وفق رواية تاريخية أُنتجت لطمس حقيقته. فوعي الكردي بذاته وبتاريخه وثقافته هو الشرط الأول للتحرر من قيود الهيمنة، وهو السلاح الذي يمنع إذابة هويته في مشاريع الآخرين.
⭕ومن هنا، فإن حق الشعب الكردي في تقرير مصيره ليس مجرد بند في جدول المطالب السياسية، بل هو مبدأ أخلاقي وإنساني أصيل. إنه حجر الأساس لأي مشروع تحرري وأي خطاب أخلاقي جاد. فالحرية ليست منحة من سلطة، بل حق أصيل ينتزع، والكرامة لا تُصان إلا بقرار وطني مستقل وصوت حر وإرادة جماعية غير خاضعة.
✅إن النضال من أجل هذا الحق ليس دفاعًا عن جغرافيا فقط، بل عن إنسانية الإنسان وحقه في أن يكون سيد قراره. ومن يتجاهل هذا الحق، إنما ينقض القيم التي يدّعي الدفاع عنها، سواء كانت حرية أو عدالة أو ديمقراطية.
⭕وعليه، فإن أي عمل سياسي أو مدني أو ثقافي في السياق الكردي، إن لم يجعل حق تقرير المصير جوهر مشروعه، فإنه يخسر بوصلة التحرر، ويتحول ( ولو عن غير قصد ) إلى أداة لإعادة إنتاج الوضع القائم. أما من يجعل هذا الحق نقطة الانطلاق، فإنه لا يدافع عن قضية شعب بعينه فقط، بل يرسخ مبدأ كوني هو حق كل أمة في الحرية والسيادة.
#فيصل_يعقوب (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟