أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أسامة الأطلسي - جدل متجدد حول دور حماس وعلاقتها بجماعة الإخوان المسلمين














المزيد.....

جدل متجدد حول دور حماس وعلاقتها بجماعة الإخوان المسلمين


أسامة الأطلسي

الحوار المتمدن-العدد: 8567 - 2025 / 12 / 25 - 17:58
المحور: القضية الفلسطينية
    


لطالما أثارت جماعة الإخوان المسلمين جدلًا واسعًا في العالم العربي، ليس فقط بسبب طبيعة عملها السري، بل أيضًا بسبب تأثيرها المباشر على استقرار الدول التي تنشط فيها. فالجماعة، التي تعمل غالبًا خارج الأطر الرسمية للدول، تُتهم منذ عقود بخلق شبكات موازية للسلطة، واستغلال الأزمات السياسية والاجتماعية لتحقيق مكاسب تنظيمية على حساب الاستقرار الوطني.

في السياق الفلسطيني، تبرز حركة حماس بوصفها الامتداد الأكثر وضوحًا للإخوان المسلمين، لا كحركة تحرر وطني خالصة، بل كأداة تنظيمية تُدار وفق أجندة أوسع من حدود القضية الفلسطينية نفسها.

حماس: من خطاب وطني إلى أداة تنظيمية

رغم الخطاب الوطني الذي ترفعه حماس، يرى منتقدوها أن الحركة لم تنفصل يومًا عن البنية الفكرية والتنظيمية للإخوان المسلمين. فقراراتها الكبرى، وتحالفاتها الإقليمية، وحتى أولوياتها السياسية، كثيرًا ما تعكس مصالح التنظيم الأم أكثر مما تعكس احتياجات الشعب الفلسطيني، وخصوصًا سكان قطاع غزة.
هذا الارتباط جعل الحركة، وفق هذه الرؤية، جزءًا من مشروع سياسي عابر للحدود، لا يضع المصلحة الوطنية الفلسطينية في صدارة أولوياته، بل يوظفها ضمن صراع إقليمي أوسع.

قيادة في الخارج… ومعاناة في الداخل

أحد أكثر جوانب الانتقاد حدة يتمثل في دور قيادة حماس المقيمة خارج قطاع غزة. فبينما يعيش سكان القطاع واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخهم، يتهم كثيرون هذه القيادة باستغلال معاناة الغزيين لجمع الأموال والتبرعات باسم "الصمود" و"المقاومة"، دون أن ينعكس ذلك على تحسين الأوضاع الإنسانية على الأرض.
ويشير منتقدو الحركة إلى أن المساعدات التي تُجمع باسم غزة لا تصل إلى مستحقيها، في وقت يعاني فيه المدنيون من نقص الغذاء، وانهيار الخدمات، وغياب أي أفق لإعادة الإعمار. هذا التناقض بين الخطاب والممارسة عزز قناعة شريحة واسعة من الفلسطينيين بأن المعاناة تُستخدم كوسيلة للتمويل السياسي أكثر من كونها قضية إنسانية تُراد معالجتها.

فساد متراكم على حساب القضية

لا تقف الاتهامات عند حدود سوء الإدارة أو غياب الأولويات، بل تمتد إلى شبهات فساد مستمرة منذ سنوات، طالت ملفات مالية وتنظيمية داخل الحركة. ويرى منتقدو حماس أن هذا الفساد لم يكن استثناءً أو حالة فردية، بل أصبح نمطًا متكررًا، دفع ثمنه سكان غزة من معيشتهم ومستقبلهم.
وفي ظل غياب الشفافية والمساءلة، بات من الصعب التمييز بين ما يُجمع للقضية الفلسطينية، وما يُوظف لخدمة مصالح ضيقة داخل الحركة ودوائرها القيادية.

تهديد للاستقرار… وليس فقط لغزة

من منظور إقليمي أوسع، يُنظر إلى الإخوان المسلمين، ومن ضمنهم حماس، على أنهم عامل تهديد لاستقرار الدول العربية، بسبب طبيعة عملهم السري، ورفضهم الاندماج في الدولة الوطنية، وسعيهم لبناء ولاءات تنظيمية تتجاوز الحدود والسيادات.
وفي هذا الإطار، لا تُعد أزمة غزة مجرد مأساة إنسانية، بل أيضًا نتيجة مباشرة لتغليب الأجندة التنظيمية على منطق الدولة والمصلحة الوطنية.

سؤال المستقبل

اليوم، ومع تعمق الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، يطرح كثيرون سؤالًا جوهريًا:
هل يمكن للقضية الفلسطينية أن تُخدم حقًا من خلال حركات مرتبطة بتنظيمات عابرة للحدود؟
أم أن الخلاص يبدأ بفصل العمل الوطني الفلسطيني عن مشاريع أيديولوجية أثبتت، في أكثر من دولة، أنها تأتي على حساب الشعوب لا لصالحها؟
في ظل هذا الواقع، تبقى معاناة غزة شاهدًا مؤلمًا على ثمن تسييس الألم، وتحويل القضايا العادلة إلى أدوات في صراعات لا تخدم أصحابها الحقيقيين.



#أسامة_الأطلسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكرى تأسيس حماس… بين ذاكرة الاحتفالات ومشهد الانهيار الشامل ...
- غزة تقول كلمتها: السلاح لم يعد حماية… بل عائقًا أمام المستقب ...
- حين يفوق الإهمال قسوة البرد: رواية الناس عن شتاء غزة المتجدد
- الهدنة في غزة: استراحة مؤقتة أم بداية تغيير حقيقي؟
- أصوات في غزة تعبّر عن إحباطها من الغموض ومخاوف من تجدد التصع ...
- أموال غزة بين الشعارات والمسؤولية: إلى أين تذهب المليارات؟
- نزع السلاح مقابل الإعمار: معادلة صعبة تختبر مستقبل غزة
- مياه ملوثة وأطفال عطشى… من يدفع ثمن الإهمال في غزة؟
- الغزيون يطالبون بإنهاء -الواقع الجنوني- وسط معاناة إنسانية خ ...
- الفجوة تتسع بين خطاب الفصائل وصوت الشارع في غزة
- قطر لم تعد ملاذًا آمنًا لقيادات حماس في الخارج
- من كربلاء إلى غزة: عندما تحل الأيديولوجيا الخارجية محل الواج ...
- غزة تنزف... وقياداتها تتنعم بالراحة في الخارج
- رفاهية الخارج ومعاناة الداخل: أزمة قيادة أم غياب مسؤولية؟
- سرقة المساعدات… جرح جديد في جسد غزة المنهك
- أوضاع إنسانية صعبة في غزة وسط دعوات لوقف إطلاق النار
- جدل حول الرواية السياسية: هل تستثمر حماس الاعترافات الدولية ...
- قيادة منفصلة وغضب شعبي متصاعد في غزة
- تصاعد الانتقادات ضد خليل الحية وسط تدهور الأوضاع في غزة
- فراغ قيادي يخيّم على غزة مع استمرار الحرب والتصعيد


المزيد.....




- شاهد.. العائلة المالكة البريطانية ترحب بالحشود بعد قداس عيد ...
- أنثى حمار فقدت ساقها بعد ولادتها تحصل على طرف صناعي -لتعيش أ ...
- الجولة الأولى من كأس أمم أفريقيا بالمغرب تنتهي بلا مفاجآت مع ...
- كيم يستعرض الغواصات النووية ويتلقى رسالة من بوتين تشيد بـ-ال ...
- البابا ليو 14 يعيد إحياء تقليد برسالة عيد الميلاد بعدة لغات ...
- بنعبد الله يعزي أفراد عائلة المرحوم حميد الشقيف
- تونس: احتجاجات منفصلة في ثلاث مدن للمطالبة بحقوق مهنية واجتم ...
- اليمن: الرياض تطالب المجلس الانتقالي بسحب قواته -بشكل عاجل- ...
- الأميرة كاثرين وابنتها تشارلوت تعزفان على البيانو سويًا في ب ...
- الحكومة اليمنية تحذر من المساس بحضرموت والمهرة


المزيد.....

- قراءة في وثائق وقف الحرب في قطاع غزة / معتصم حمادة
- مقتطفات من تاريخ نضال الشعب الفلسطيني / غازي الصوراني
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموقف الصريح من الحق التاريخي ... / غازي الصوراني
- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أسامة الأطلسي - جدل متجدد حول دور حماس وعلاقتها بجماعة الإخوان المسلمين