أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أسامة الأطلسي - من كربلاء إلى غزة: عندما تحل الأيديولوجيا الخارجية محل الواجب الوطني














المزيد.....

من كربلاء إلى غزة: عندما تحل الأيديولوجيا الخارجية محل الواجب الوطني


أسامة الأطلسي

الحوار المتمدن-العدد: 8456 - 2025 / 9 / 5 - 21:31
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم تكن القضية الفلسطينية يومًا قضية دينية أو أيديولوجية، بل قضية شعب يناضل من أجل التحرر الوطني واستعادة أرضه وكرامته. هذا هو جوهر الصراع منذ بدايته، وهو ما وحّد الفلسطينيين عبر عقود طويلة من التضحيات والانتفاضات، وجعل العالم يتعامل معها كقضية تحرر وطني بامتياز. لكن الواقع اليوم يُظهر أن هذا البعد الوطني بدأ يتراجع، بعدما تحولت غزة إلى ساحة مفتوحة لتصفية حسابات خارجية، تدار وفق أجندات أيديولوجية لا تمت بصلة للمصلحة الفلسطينية المباشرة.

غزة.. ميدان لصراعات الآخرين
منذ سنوات، دخلت قوى إقليمية إلى المشهد الفلسطيني من بوابة غزة. لم يكن دخولها بهدف حماية الشعب أو تخفيف معاناته، بل جاء ضمن حسابات أوسع تتعلق بالصراع على النفوذ الإقليمي. ومع الوقت، تضاءل صوت الفلسطيني البسيط، وأصبح القرار بيد قيادات مرتبطة بتحالفات وأجندات مفروضة من الخارج.
وهكذا، بدل أن تكون غزة مركزًا للمشروع الوطني الفلسطيني، تحولت إلى ساحة لصراع أيديولوجي إقليمي: قراراتها الكبرى لا تُبنى على حاجات الناس في الداخل، بل على تعليمات تأتي من مراكز قوى في الخارج، تُحدد متى تُشعل الحرب ومتى تُطفأ، بعيدًا عن أي حساب للثمن البشري الذي يدفعه أهل القطاع يوميًا.

الشعب يدفع الثمن
في خضم هذا التحول، يُترك أهالي غزة لمواجهة أقدارهم: دمار شامل، حصار خانق، وجوع ينهش الأطفال والنساء والرجال. بينما يعيش المواطن هذه المأساة، تُدار المعركة السياسية بخطابات وشعارات تُطلق من عواصم بعيدة. هذا التناقض الصارخ يطرح سؤالًا لا مفر منه: أين المشروع الوطني الفلسطيني في كل ما يجري؟
لقد كان يُفترض أن تكون الأولوية هي حماية الشعب، توفير الغذاء والدواء، والعمل على وقف الحرب. لكن ما يحدث اليوم يعكس انشغال القيادات بأولويات أيديولوجية خارجية، تُقدَّم على حساب أرواح الفلسطينيين ومستقبلهم.

من التحرر الوطني إلى الأدلجة
القضية الفلسطينية في بداياتها جمعت كل الفلسطينيين تحت راية واحدة، بعيدًا عن الانقسامات الفكرية أو الأيديولوجية. كان الهدف واضحًا: إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة. أما اليوم، فقد تم اختزال هذه القضية الكبرى في خطاب أيديولوجي، يُستحضر فيه الماضي من كربلاء إلى عواصم أخرى، ليُفرض على غزة واقع لا يشبه طموحات أبنائها ولا يعكس حاجاتهم الفعلية.
هذا التحول لم يُضعف القضية أمام الاحتلال فقط، بل أفقدها أيضًا الكثير من الزخم الدولي الذي كان يتعامل معها كقضية عادلة لشعب محتل، لا كملف ضمن صراعات أيديولوجية إقليمية.

صرخة من الداخل
الناس في غزة باتوا أكثر وعيًا من أي وقت مضى بهذا التناقض. الأصوات تتعالى: "نريد وقف الحرب"، "نريد الخبز والأمان"، "نريد أن نعيش كبشر". هذه المطالب البسيطة تُظهر الفجوة الهائلة بين الشارع الفلسطيني وقياداته التي انغمست في لعبة أكبر منها، حتى فقدت القدرة على تمثيل هموم الناس الحقيقية.
التحذير اليوم واضح: استمرار الانفصال بين القيادة وأبناء الشعب، واستمرار تقديم الأجندات الخارجية على حساب المصلحة الوطنية، لن يؤدي إلا إلى تفكك المشروع الوطني الفلسطيني وفقدانه لشرعيته.

نحو استعادة البوصلة
إذا كان ثمة أمل في إنقاذ غزة وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، فلا بد من إعادة المشروع إلى جذوره الوطنية: التحرر من الاحتلال، وحماية الإنسان الفلسطيني، وبناء مستقبل كريم له. هذا يتطلب إعادة النظر جذريًا في طبيعة التحالفات والأولويات، وإعادة القرار إلى الداخل، إلى الناس الذين يدفعون الثمن.
إن غزة ليست ساحة لأدلجة الآخرين، وليست ورقة في أيدي قوى إقليمية. غزة هي أرض الفلسطينيين وبيتهم الوحيد، ومن حقهم أن يعيشوا بكرامة بعيدًا عن استغلالهم في معارك لا تعنيهم.



#أسامة_الأطلسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة تنزف... وقياداتها تتنعم بالراحة في الخارج
- رفاهية الخارج ومعاناة الداخل: أزمة قيادة أم غياب مسؤولية؟
- سرقة المساعدات… جرح جديد في جسد غزة المنهك
- أوضاع إنسانية صعبة في غزة وسط دعوات لوقف إطلاق النار
- جدل حول الرواية السياسية: هل تستثمر حماس الاعترافات الدولية ...
- قيادة منفصلة وغضب شعبي متصاعد في غزة
- تصاعد الانتقادات ضد خليل الحية وسط تدهور الأوضاع في غزة
- فراغ قيادي يخيّم على غزة مع استمرار الحرب والتصعيد
- أصوات من الجنوب: عائلات نازحة تطالب بقبول مقترح الهدنة
- من يدفع الثمن؟ الغزيون يسألون عن مصير الأموال والمساعدات
- أرواح منسية تحت النار: متى تنتهي الحرب في غزة؟
- إفراج حماس عن الجندي الأمريكي-الإسرائيلي... رسالة سياسية أم ...
- غزة تُناشد: وقف إطلاق النار هو بداية النجاة
- الواقع المرّ: غزة بلا قيادة... وبلا أفق واضح
- إعادة فتح معبر الجلمة: نافذة أمل اقتصادي لجنين وتوق للعودة إ ...
- غزة تطالب بحياة جديدة: هل حان وقت التغيير؟
- إعمار مؤجل وصراع مستمر.. متى تنتهي معاناة غزة؟
- غزة تحت الضغوط هل تصبح الهجرة الحل الأخير
- تضامن رمضاني في طولكرم.. دعم النازحين ومشاركة الفرحة رغم الص ...
- أجانب مختطفون في غزة: تقارير تكشف عن سوء معاملة مقلقة


المزيد.....




- زعموا أنهم من دبي.. شاهد كيف حاول لصوص سرقة ساعة ثمينة من يد ...
- في نسخته الـ34.. مهرجان المناطيد الهوائية يجذب السيّاح من كل ...
- البرتغال تعلن أن 11 أجنبيا وخمسة من مواطنيها هم من ضحايا حاد ...
- إدارة ترامب تحجم عن مساعدة منكوبي زلزال أفغانستان
- محاكمة شعبية بلندن لمساءلة الحكومة عن دورها بحرب الإبادة على ...
- هآرتس: نتنياهو غير مؤهل وغير جدير
- العالم على موعد مع -القمر الدموي- غدا الأحد
- ترامب يوقع أمرا تنفيذيا بتدابير غير مسبوقة لمعاقبة من يحتجز ...
- الألبوم الثاني خلال أقل من شهرين.. جاستن بيبر يطلق -Swag II- ...
- للمساعدة في إنهاء الحرب بأوكرانيا.. ترامب يحث أوروبا على وقف ...


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أسامة الأطلسي - من كربلاء إلى غزة: عندما تحل الأيديولوجيا الخارجية محل الواجب الوطني