أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أسامة الأطلسي - غزة تنزف... وقياداتها تتنعم بالراحة في الخارج














المزيد.....

غزة تنزف... وقياداتها تتنعم بالراحة في الخارج


أسامة الأطلسي

الحوار المتمدن-العدد: 8454 - 2025 / 9 / 3 - 08:27
المحور: القضية الفلسطينية
    


بينما تغرق غزة في ظلام الحصار، والجوع، والدمار، تشرق شمس مختلفة في الدوحة وإسطنبول، حيث يقيم قادة حركة حماس في الخارج. في مشهد يثير الاستفزاز، يعيش هؤلاء القادة حياة مترفة في شقق فاخرة، يتنقلون بين الفنادق ذات الخمس نجوم، ويجلسون في مطاعم راقية، في حين أن الشعب الذي يدّعون تمثيله لا يجد مأوى يحميه ولا لقمة يسد بها جوعه. هذا التناقض الصارخ أصبح حديث الشارع الغزي، وولّد شعورًا متزايدًا بالخذلان والمرارة.

رفاهية الخارج مقابل مآسي الداخل
في غزة، ملايين البشر يبيتون تحت خيام مؤقتة أو بين أنقاض منازلهم المهدّمة، يتنفسون رائحة الغبار، ويكافحون للحصول على لقمة خبز أو جرعة ماء. بينما في الخارج، يظهر قادة حماس ببدلات أنيقة وربطات عنق، تُلتقط لهم الصور في ردهات الفنادق الفاخرة وقاعات المؤتمرات المزخرفة.
إسماعيل هنية، أحد أبرز وجوه الحركة، يُرى دائمًا محاطًا بالبريق والترف: صور من مقرات فخمة في الدوحة، أو لقاءات في فنادق عالمية، بينما ينام آلاف الأطفال في غزة على الأرض الباردة، يترقبون طلوع يوم جديد بلا قصف أو مجاعة.

غضب يتصاعد من قلب غزة
“أرسلوا أبناءنا إلى الموت بينما يعيش أبناؤهم في أوروبا” هكذا قال مواطن من خان يونس، رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية. كلمات قليلة لكنها تختزل شعورًا عامًا يتسع يومًا بعد يوم: شعور بالخيانة من قبل قيادة بعيدة عن نبض الشارع وأوجاعه.
الغزيون لا يخفون غضبهم، إذ يرون أن معاناتهم أصبحت أداة سياسية ودعائية تُستثمر أمام الإعلام العربي والدولي، بينما لم تُترجم تلك الشعارات إلى جهود حقيقية لإنهاء الكارثة أو حتى لتخفيفها.

الشرعية على المحك
مع استمرار الحرب، يتزايد التساؤل حول الشرعية الأخلاقية والسياسية لحركة حماس. لم يعد الغزيون يسألون فقط عن قدرتها على المقاومة، بل عن مدى أهليتها أصلًا لتمثيلهم. فإذا كانت القيادة بعيدة آلاف الكيلومترات عن ساحات الألم، وتعيش في نعيم لم يلمسه الشعب منذ سنوات، فأي صلة تربطها بالواقع المرير الذي يعيشه القطاع؟

أصوات التغيير
لم تعد هذه التساؤلات حبيسة الجلسات الخاصة أو أحاديث المقاهي المهدّمة؛ بل خرجت إلى العلن عبر منصات التواصل الاجتماعي ورسائل مشفرة بين الشباب. جيل كامل من الغزيين بدأ يعلن رفضه لهذه الازدواجية: “نحن نريد حياة، لا موتًا آخر، ولا شعارات جوفاء” تقول إحدى الشابات في غزة. هذا التحول من الهمس إلى العلن، من الشكوى الفردية إلى المطالبة الجماعية، قد يشكل بداية لحراك اجتماعي وسياسي جديد.

مستقبل غامض
المفارقة أن استمرار قادة حماس في الخارج بالتمسك بخطابهم التقليدي يزيد من عزلة الحركة داخليًا، ويفتح الباب أمام تساؤلات أكبر: هل ما زال لهذه القيادة مستقبل سياسي في غزة؟ وهل يمكن لشعب طحنه الحصار أن يثق بوجوه لم تعرف طوابير الخبز ولا برد الليالي الطويلة تحت القصف؟

الخلاصة
غزة اليوم لا تحتاج خطبًا من عواصم بعيدة، ولا بيانات تُقرأ من شرفات الفنادق. ما تحتاجه هو قيادة حقيقية تتحمل المسؤولية، تعيش بين الناس، وتشعر بجوعهم وألمهم، وتضع حياتهم فوق أي حسابات سياسية أو دعائية. فالتاريخ لن يرحم قادة يختارون الظل الوارف في الدوحة بينما شعبهم يموت تحت ركام غزة.



#أسامة_الأطلسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رفاهية الخارج ومعاناة الداخل: أزمة قيادة أم غياب مسؤولية؟
- سرقة المساعدات… جرح جديد في جسد غزة المنهك
- أوضاع إنسانية صعبة في غزة وسط دعوات لوقف إطلاق النار
- جدل حول الرواية السياسية: هل تستثمر حماس الاعترافات الدولية ...
- قيادة منفصلة وغضب شعبي متصاعد في غزة
- تصاعد الانتقادات ضد خليل الحية وسط تدهور الأوضاع في غزة
- فراغ قيادي يخيّم على غزة مع استمرار الحرب والتصعيد
- أصوات من الجنوب: عائلات نازحة تطالب بقبول مقترح الهدنة
- من يدفع الثمن؟ الغزيون يسألون عن مصير الأموال والمساعدات
- أرواح منسية تحت النار: متى تنتهي الحرب في غزة؟
- إفراج حماس عن الجندي الأمريكي-الإسرائيلي... رسالة سياسية أم ...
- غزة تُناشد: وقف إطلاق النار هو بداية النجاة
- الواقع المرّ: غزة بلا قيادة... وبلا أفق واضح
- إعادة فتح معبر الجلمة: نافذة أمل اقتصادي لجنين وتوق للعودة إ ...
- غزة تطالب بحياة جديدة: هل حان وقت التغيير؟
- إعمار مؤجل وصراع مستمر.. متى تنتهي معاناة غزة؟
- غزة تحت الضغوط هل تصبح الهجرة الحل الأخير
- تضامن رمضاني في طولكرم.. دعم النازحين ومشاركة الفرحة رغم الص ...
- أجانب مختطفون في غزة: تقارير تكشف عن سوء معاملة مقلقة
- مستقبل مجهول لجنين: بين التصعيد والمخاوف من دمار شامل


المزيد.....




- شاهد لحظة غارة أمريكية قاتلة على سفينة يُزعم ارتباطها بعصابة ...
- بتحد صارخ لأمريكا.. تحليل -مشية الإوزة- بالعرض العسكري الصين ...
- حقائب النجمات في صيف 2025..عنصر أساسي لا يقل أهمية عن فساتين ...
- مع عرض الصين العسكري الضخم.. أرقام قد تصدمك عن ميزانية جيشها ...
- مساعد بوتين يرد على ترامب وادعاء -التآمر- على أمريكا بالعرض ...
- الاعتراف بالدولة الفلسطينية.. خريطة توضح من يدعم ويعارض
- احتفال عيد النصر: عرض عسكري ضخم في بكين.. وترامب يتّهم شي وك ...
- القطار البطيء.. لماذا يفضّله زعيم كوريا الشمالية على الطائرا ...
- عرض عسكري ضخم في الصين بحضور روسي وكوري شمالي يشعل غضب ترامب ...
- محمود المشهداني أول رئيس للبرلمان العراقي بعد الغزو الأميركي ...


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أسامة الأطلسي - غزة تنزف... وقياداتها تتنعم بالراحة في الخارج