أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أسامة الأطلسي - ذكرى تأسيس حماس… بين ذاكرة الاحتفالات ومشهد الانهيار الشامل في غزة














المزيد.....

ذكرى تأسيس حماس… بين ذاكرة الاحتفالات ومشهد الانهيار الشامل في غزة


أسامة الأطلسي

الحوار المتمدن-العدد: 8553 - 2025 / 12 / 11 - 22:00
المحور: القضية الفلسطينية
    


في مثل هذا الوقت من كل عام، كان قطاع غزة يتحول إلى مسرح كبير تُظهر فيه حركة حماس كل أدوات قوتها. مواكب المسلحين، العروض العسكرية، الهتافات، والشعور العام بأن الحركة تقف على قمة تأثيرها. كان ذلك اليوم بالنسبة للعديد من سكان غزة جزءًا من المشهد العام الذي اعتادوه مهما اختلفوا معه.

لكن هذا العام يبدو كل شيء مختلفًا. بل مختلفًا إلى حدّ الصدمة.

"بماذا سيحتفلون؟"… السؤال الذي يطارد شوارع غزة

في جولة ميدانية قصيرة بين سكان القطاع، لا يحتاج المرء لكثير من البحث حتى يسمع الجملة ذاتها تتكرر على ألسنة الناس:
"ما في شي ينشاف… ما ظل شي ينحكى… غزة مدمرة."
يقول خالد، وهو أب لخمسة أطفال فقد منزله:
"في السنوات الماضية كنا نشوف استعراضات. اليوم لو بدهم يعملوا احتفال… بأي وجه؟"

هذه الكلمات ليست مجرد رأي فردي. إنها خلاصة شعور جمعي بين سكان قطاع غزة الذين دفعوا الثمن الأكبر خلال العام الماضي: منازل مدمرة، أحياء مُسوّاة بالأرض، اقتصاد مشلول، وانهيار شبه كامل في البنية الاجتماعية.
حماس في أضعف مراحلها منذ تأسيسها

من الصعب تجاهل أن الحركة تمرّ اليوم بمرحلة يمكن وصفها بأنها الأكثر هشاشة منذ انطلاقتها.
القيادة غير واضحة، الموارد شحيحة، والتأييد الشعبي يتراجع كما لم يحدث من قبل.
والأخطر من ذلك هو انفصال الخطاب الحزبي عن واقع الناس اليومي.
فالاحتفال — مهما كان شكله متواضعًا — لن يغير حقيقة أن الشارع الغزي يعيش حالة من اليأس العميق، وأن الناس يبحثون عن شيء واحد: الحياة فقط.

الاحتفال: ضرورة داخلية… لكن على حساب من؟
مصادر مقربة من الحركة — فضّلت عدم الكشف عن هويتها — تقول إن القيادة تخشى أن يؤدي إلغاء الاحتفال إلى رسالة ضعف داخل بنية التنظيم. ولذلك تسعى إلى إبقاء الحدث قائمًا، وإن كان بأقل الإمكانيات، عبر خطابات داخلية رمزية.
لكن يبقى السؤال الأهم:
هل يجوز تنظيم احتفال في وقت يعيش فيه السكان أكبر كارثة إنسانية في تاريخ غزة؟
يجيب أحد الناجين من القصف:
"يحكوا خطاب؟ خلّوهم يشوفوا الناس وين عايشة. إحنا بدنا مخيمات تتحسن، مش منصّات وخطب."

مشهد يفضح فجوة كبيرة بين الحركة والناس
ربما كانت حماس تراهن لعقود على ما تسميه "الوعي المقاوم" لدى السكان، لكن السنوات الأخيرة أثبتت أن الوعي الحقيقي اليوم هو وعي البقاء:
كيف يطعم المواطن أبناءه؟
كيف يدفئهم؟
كيف يعيش في خيمة لا تقيه بردًا ولا مطرًا؟

الاحتفال بالنسبة للناس لم يعد خطوة سياسية، بل أصبح ترفًا غير مبرر في واقع يحتاج إلى إعادة بناء ما هو أهم:
الثقة، والبيوت، والمستقبل.
من الاحتفال إلى السؤال الوجودي

في النهاية، ذكرى تأسيس حماس هذا العام ليست مجرد مناسبة حزبية.
إنها مرآة عاكسة لحالة انهيار كامل يعيشها القطاع، وحالة تآكل واضحة في مكانة الحركة بين جمهورها.
وربما السؤال الذي يُفترض أن يُطرح اليوم ليس:
"كيف ستحتفل حماس؟"
بل:
"كيف ستتعامل مع قطاع كامل يقف على حافة الحياة؟"



#أسامة_الأطلسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة تقول كلمتها: السلاح لم يعد حماية… بل عائقًا أمام المستقب ...
- حين يفوق الإهمال قسوة البرد: رواية الناس عن شتاء غزة المتجدد
- الهدنة في غزة: استراحة مؤقتة أم بداية تغيير حقيقي؟
- أصوات في غزة تعبّر عن إحباطها من الغموض ومخاوف من تجدد التصع ...
- أموال غزة بين الشعارات والمسؤولية: إلى أين تذهب المليارات؟
- نزع السلاح مقابل الإعمار: معادلة صعبة تختبر مستقبل غزة
- مياه ملوثة وأطفال عطشى… من يدفع ثمن الإهمال في غزة؟
- الغزيون يطالبون بإنهاء -الواقع الجنوني- وسط معاناة إنسانية خ ...
- الفجوة تتسع بين خطاب الفصائل وصوت الشارع في غزة
- قطر لم تعد ملاذًا آمنًا لقيادات حماس في الخارج
- من كربلاء إلى غزة: عندما تحل الأيديولوجيا الخارجية محل الواج ...
- غزة تنزف... وقياداتها تتنعم بالراحة في الخارج
- رفاهية الخارج ومعاناة الداخل: أزمة قيادة أم غياب مسؤولية؟
- سرقة المساعدات… جرح جديد في جسد غزة المنهك
- أوضاع إنسانية صعبة في غزة وسط دعوات لوقف إطلاق النار
- جدل حول الرواية السياسية: هل تستثمر حماس الاعترافات الدولية ...
- قيادة منفصلة وغضب شعبي متصاعد في غزة
- تصاعد الانتقادات ضد خليل الحية وسط تدهور الأوضاع في غزة
- فراغ قيادي يخيّم على غزة مع استمرار الحرب والتصعيد
- أصوات من الجنوب: عائلات نازحة تطالب بقبول مقترح الهدنة


المزيد.....




- ما تفسير البيت الأبيض لوضع ترامب ضمادة على يده؟
- أوكرانيا تقدم لترامب مسودة من 20 بندا لإنهاء الحرب - ماذا تت ...
- حركة 23 مارس تحكم سيطرتها على بلدة أوفيرا الاستراتيجية وتهدد ...
- خبير عسكري: روسيا تتقدم نحو القلعة الحصينة بدونيتسك عبر بوكر ...
- بلا خيام وبلا مقومات.. الغزيون يواجهون منخفضا جويا فاقم معان ...
- هيئة البث: إسرائيل أعدت خطة لهجوم واسع على حزب الله
- هجمات -الزيرو كليك- تهدد الهواتف عالميا.. ماذا يمكن أن نفعل؟ ...
- دعوى قضائية ضد -شات جي بي تي- بتهمة التشجيع على -القتل-
- البيت الأبيض: ترامب -سئم- اجتماعات أوكرانيا.. يريد أفعالا
- رحلة غامضة لطائرة عسكرية أميركية في اليابان تثير التساؤلات


المزيد.....

- قراءة في وثائق وقف الحرب في قطاع غزة / معتصم حمادة
- مقتطفات من تاريخ نضال الشعب الفلسطيني / غازي الصوراني
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموقف الصريح من الحق التاريخي ... / غازي الصوراني
- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أسامة الأطلسي - ذكرى تأسيس حماس… بين ذاكرة الاحتفالات ومشهد الانهيار الشامل في غزة