أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أسامة الأطلسي - الغزيون يطالبون بإنهاء -الواقع الجنوني- وسط معاناة إنسانية خانقة














المزيد.....

الغزيون يطالبون بإنهاء -الواقع الجنوني- وسط معاناة إنسانية خانقة


أسامة الأطلسي

الحوار المتمدن-العدد: 8472 - 2025 / 9 / 21 - 00:05
المحور: القضية الفلسطينية
    


في شوارع غزة المدمرة، وفي المدارس التي تحولت إلى مراكز إيواء مكتظة، وفي الأزقة التي يلفها الغبار والدخان، تتردد كلمات تحمل معنى واحداً: "كفى". الناس هنا لم يعودوا يطيقون استمرار هذا الواقع القاسي الذي وصفه كثيرون بأنه "واقع جنوني"، يبتلع حياتهم يوماً بعد يوم بلا توقف. بين القصف المستمر ونزيف الدماء وفقدان المأوى، يتصاعد نداء جماعي يطالب قيادة حماس بالتحرك الجاد لإنهاء الحرب، وإعادة شيء من الأمل إلى حياة فقدت كل مقوماتها.
تتحدث أم فقدت منزلها في شمال القطاع وهي تحتضن طفليها: "لم نعد نحتمل. حياتنا كلها أصبحت خوفاً وتشرداً. نريد من القيادة أن تبحث عن مخرج لهذا الجحيم. أطفالنا لهم الحق أن يعيشوا حياة طبيعية مثل باقي أطفال العالم." كلماتها تعكس إحساساً عاماً بالعجز واليأس، لكنها تحمل أيضاً رسالة واضحة: ضرورة بذل كل جهد ممكن لوضع حد لهذا الواقع.

شاب نزح مع أسرته إلى الجنوب يروي قصته قائلاً: "تركنا بيتنا تحت القصف ولم نأخذ معنا شيئاً. نحن ننتقل من مكان إلى آخر كأننا غرباء في مدينتنا. هذا الوضع لا يمكن أن يستمر، وعلى من بيدهم القرار أن يتحركوا. كرامتنا ومستقبلنا على المحك." شهادته تفضح حجم المعاناة الإنسانية، وتعكس أيضاً الإصرار على أن الحل يجب أن يأتي من داخل الصفوف القيادية.

ومع استمرار المعاناة اليومية، يتساءل كثير من الغزيين عن معنى الصمت السياسي وغياب المبادرات. فبينما يعيش الناس مأساة النزوح وفقدان الأحبة، يزداد شعورهم بأنهم تُركوا وحدهم في مواجهة الموت والدمار. أصواتهم اليوم لم تعد تقتصر على الشكوى من الوضع المعيشي، بل باتت نداءً صريحاً يطالب القيادة بالتحرك: "افعلوا كل ما يمكن فعله لإنهاء هذه الحرب."

الوضع الإنساني المتدهور يضيف وزناً أكبر لهذه المطالب. المستشفيات تعمل بأقل الإمكانات الممكنة، الأدوية شحيحة، والماء والغذاء بالكاد يكفيان. أطفال ينامون على الأرض في مراكز إيواء مزدحمة، ونساء يبحثن عن لقمة تسد جوع أسرهن، وشيوخ فقدوا منازلهم التي عاشوا فيها عقوداً طويلة. كل تفاصيل الحياة تحولت إلى معركة يومية من أجل البقاء، ومع كل يوم جديد يتعمق الإحساس بأن هذا الواقع لم يعد محتملاً.

يرى محللون أن هذه الأصوات الشعبية، التي ترتفع بوضوح في غزة، تمثل تحولاً في المزاج العام. فالناس لم يعودوا يكتفون بالصمود الصامت، بل باتوا يطالبون بشكل مباشر بإنهاء الحرب وإيجاد حلول عملية تضع حداً لدائرة العنف. هذا الضغط الشعبي يعكس وعياً متزايداً بأن استمرار الحرب لا يخدم سوى إطالة أمد المعاناة، وأن الأولوية اليوم يجب أن تكون لحماية الأرواح وإعادة الحياة إلى مسارها الطبيعي.

الغزيون، الذين اعتادوا مواجهة الصعاب عبر سنوات من الحصار والحروب، يرفعون اليوم صوتهم ليقولوا إن الكارثة تجاوزت حدود الصبر الإنساني. هم لا يطالبون بأكثر من حقهم الطبيعي في الأمان والكرامة، لكنهم في الوقت ذاته يوجّهون رسائل قوية إلى قيادتهم بأن الوقت قد حان لاتخاذ قرارات شجاعة توقف نزيف الدم وتفتح الباب أمام مستقبل أفضل.

في النهاية، يبقى صوت الشارع في غزة هو التعبير الأصدق عن حجم المعاناة. أصوات النساء والأطفال والشيوخ والشباب تتوحد في مطلب واحد: "أنهوا هذا الواقع الجنوني". وبينما يستمر القصف وتتصاعد المأساة، يظل الأمل معلقاً على أن تلقى هذه الأصوات صدى لدى من بيدهم القرار، لأن استمرار هذا الوضع لم يعد خياراً يمكن احتماله.



#أسامة_الأطلسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفجوة تتسع بين خطاب الفصائل وصوت الشارع في غزة
- قطر لم تعد ملاذًا آمنًا لقيادات حماس في الخارج
- من كربلاء إلى غزة: عندما تحل الأيديولوجيا الخارجية محل الواج ...
- غزة تنزف... وقياداتها تتنعم بالراحة في الخارج
- رفاهية الخارج ومعاناة الداخل: أزمة قيادة أم غياب مسؤولية؟
- سرقة المساعدات… جرح جديد في جسد غزة المنهك
- أوضاع إنسانية صعبة في غزة وسط دعوات لوقف إطلاق النار
- جدل حول الرواية السياسية: هل تستثمر حماس الاعترافات الدولية ...
- قيادة منفصلة وغضب شعبي متصاعد في غزة
- تصاعد الانتقادات ضد خليل الحية وسط تدهور الأوضاع في غزة
- فراغ قيادي يخيّم على غزة مع استمرار الحرب والتصعيد
- أصوات من الجنوب: عائلات نازحة تطالب بقبول مقترح الهدنة
- من يدفع الثمن؟ الغزيون يسألون عن مصير الأموال والمساعدات
- أرواح منسية تحت النار: متى تنتهي الحرب في غزة؟
- إفراج حماس عن الجندي الأمريكي-الإسرائيلي... رسالة سياسية أم ...
- غزة تُناشد: وقف إطلاق النار هو بداية النجاة
- الواقع المرّ: غزة بلا قيادة... وبلا أفق واضح
- إعادة فتح معبر الجلمة: نافذة أمل اقتصادي لجنين وتوق للعودة إ ...
- غزة تطالب بحياة جديدة: هل حان وقت التغيير؟
- إعمار مؤجل وصراع مستمر.. متى تنتهي معاناة غزة؟


المزيد.....




- الهند تحذر من -عواقب إنسانية- لرسوم ترامب على تأشيرة العمالة ...
- بمشاركة أربعين سفينة.. -أسطول الصمود- يواصل الإبحار نحو قطا ...
- إسرائيل تطلب من ترامب الضغط على مصر بسبب -تعزيزات عسكرية-
- البيت الأبيض: هيمنة أمريكية على مجلس إدارة تيك توك في الولاي ...
- سوريا: مقتل سبعة مدنيين جراء قصف شنته قوات حكومية في شمال ال ...
- لوموند: الاعتراف بدولة فلسطين ضرورة لتفادي حرب لا نهاية لها ...
- ما رسائل نتنياهو من التصعيد بالضفة الغربية؟
- -ما وراء الخبر- يناقش رسائل التصعيد الإسرائيلية بالضفة الغرب ...
- مطار بروكسل يلغي الأحد 50% من الرحلات المغادرة بسبب الهجوم ا ...
- في حال إعادة فرض العقوبات الأممية.. إيران تهدد بهذا الإجراء ...


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أسامة الأطلسي - الغزيون يطالبون بإنهاء -الواقع الجنوني- وسط معاناة إنسانية خانقة