أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أسامة الأطلسي - غزة تقول كلمتها: السلاح لم يعد حماية… بل عائقًا أمام المستقبل














المزيد.....

غزة تقول كلمتها: السلاح لم يعد حماية… بل عائقًا أمام المستقبل


أسامة الأطلسي

الحوار المتمدن-العدد: 8544 - 2025 / 12 / 2 - 09:53
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا تزال غزة تقف على حافة مستقبل مجهول في لحظة مفصلية من تاريخها السياسي والاجتماعي. وبينما يتطلع السكان إلى وقف إطلاق نار دائم يفتح الباب أمام إعادة بناء ما دُمّر، يبرز مطلب شعبي متزايد يضع حركة حماس أمام اختبار غير مسبوق: تسليم السلاح لجهة فلسطينية مسؤولة وموحدة، وتسهيل تطبيق المراحل التالية من اتفاق وقف إطلاق النار.

هذا المطلب الذي كان يومًا ما محظورًا أو هامشيًا، أصبح اليوم حديث الشارع في غزة، ليس بدافع السياسة أو الحسابات الفصائلية، بل بدافع البقاء، وإعادة الحياة، واستعادة الإنسانية التي أرهقها الخراب. ومع ذلك، تواصل حماس رفضها، متمسكة بسلاحها ومكانتها العسكرية، حتى ولو كان الثمن تعطيل مستقبل الملايين.

الناس يريدون حياة… وليس شعارات

من يعيش داخل غزة يعيش معادلة قاسية:
منازل مدمرة، بنية تحتية منهارة، اقتصاد مفلس، ومستقبل بلا أفق.
في ظل هذا الواقع، يرى سكان القطاع ــ من التجار إلى العمال والطلاب وحتى الأسر المشرّدة ــ أن إعادة الإعمار لا يمكن أن تبدأ ما لم تُحل مسألة سلاح حماس، وما لم تُسلّم السيطرة الأمنية لجهة فلسطينية قادرة على تنفيذ الاتفاقات الدولية.
يقول كثيرون إن السلاح أصبح عبئًا لا حماية، وحاجزًا يمنع التقدم بدل أن يصنع قوة.

ومع تعطل تنفيذ المراحل اللاحقة من اتفاق وقف إطلاق النار، يشعر الناس بأن أصواتهم تُكتم، وأن مصالحهم تُهمّش لصالح حسابات سياسية لا علاقة لها برغبة الأغلبية الساحقة في الهدوء والاستقرار.

حماس… بين الماضي والمستقبل

قد ترى حماس في الاحتفاظ بسلاحها استمرارًا لوجودها وبقائها، لكن السكان باتوا يرون في هذا الإصرار تغليبًا للمصلحة التنظيمية على المصلحة الوطنية.
لقد أصبح السؤال اليوم ليس ما إذا كانت الحركة ستتخلى عن سلاحها، بل:
إلى متى ستستمر في تعطيل المصالحة وإعادة الإعمار من أجل بقاء سياسي؟
يقول سكان غزة بوضوح:
"لا نريد صراعات جديدة. نريد أن نعيش. نريد أن نبني. نريد مستقبلًا لأطفالنا."
هذه ليست شعارات، بل صرخة مجتمع أنهكته الحروب، ويدرك أن استمرار الانقسام سيعني سنوات أخرى من الضياع.

إعادة الإعمار ليست ترفًا… بل ضرورة وجودية

إن المراحل التالية من اتفاق وقف إطلاق النار ليست مجرد بنود سياسية، بل هي خريطة طريق لإنقاذ غزة. ومع تعثر هذه المراحل بسبب رفض حماس تسليم السلاح، يشعر الناس بأن حياتهم ومستقبلهم محتجزان بقرار سياسي لا يشاركون فيه.
إن الإصرار على بقاء السلاح خارج إطار الشرعية الفلسطينية يهدد بتكرار دورات الحرب، ويضعف فرص الاستقرار على المدى الطويل، ويحول دون تدفق أي مساعدات أو مشاريع إعادة بناء ذات جدوى.

خاتمة:
ما يحدث في غزة ليس مجرد خلاف سياسي، بل تحوّل عميق في وعي المجتمع.
الناس لم يعودوا يقبلون بأن تُدار حياتهم وفق معادلات قوة وصراعات لا نهاية لها.
إنهم يرفعون صوتهم بوضوح:

كفى حروبًا، كفى انقسامًا، كفى سلاحًا خارج الشرعية.
ورغم رفض حماس حتى الآن، يبقى السؤال:
هل ستسمع صوت الشارع قبل أن يفوت الأوان، أم ستظل متمسكة بسلاح قد يفقد قيمته أمام إرادة مجتمع يريد الحياة؟



#أسامة_الأطلسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يفوق الإهمال قسوة البرد: رواية الناس عن شتاء غزة المتجدد
- الهدنة في غزة: استراحة مؤقتة أم بداية تغيير حقيقي؟
- أصوات في غزة تعبّر عن إحباطها من الغموض ومخاوف من تجدد التصع ...
- أموال غزة بين الشعارات والمسؤولية: إلى أين تذهب المليارات؟
- نزع السلاح مقابل الإعمار: معادلة صعبة تختبر مستقبل غزة
- مياه ملوثة وأطفال عطشى… من يدفع ثمن الإهمال في غزة؟
- الغزيون يطالبون بإنهاء -الواقع الجنوني- وسط معاناة إنسانية خ ...
- الفجوة تتسع بين خطاب الفصائل وصوت الشارع في غزة
- قطر لم تعد ملاذًا آمنًا لقيادات حماس في الخارج
- من كربلاء إلى غزة: عندما تحل الأيديولوجيا الخارجية محل الواج ...
- غزة تنزف... وقياداتها تتنعم بالراحة في الخارج
- رفاهية الخارج ومعاناة الداخل: أزمة قيادة أم غياب مسؤولية؟
- سرقة المساعدات… جرح جديد في جسد غزة المنهك
- أوضاع إنسانية صعبة في غزة وسط دعوات لوقف إطلاق النار
- جدل حول الرواية السياسية: هل تستثمر حماس الاعترافات الدولية ...
- قيادة منفصلة وغضب شعبي متصاعد في غزة
- تصاعد الانتقادات ضد خليل الحية وسط تدهور الأوضاع في غزة
- فراغ قيادي يخيّم على غزة مع استمرار الحرب والتصعيد
- أصوات من الجنوب: عائلات نازحة تطالب بقبول مقترح الهدنة
- من يدفع الثمن؟ الغزيون يسألون عن مصير الأموال والمساعدات


المزيد.....




- ترامب يعقد اجتماعًا في المكتب البيضاوي لمناقشة الخطوات التال ...
- اكتشاف مفاجئ للممثل توني شلهوب.. البيتزا تلتقي بالهوت دوغ بش ...
- من الأهرامات في مصر إلى العُلا في السعودية.. أزياء النجمات ت ...
- مصر.. الداخلية تعلن مقتل شرطي وإصابة ضابط بمواجهة مع تجار مخ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل قيادي بحركة الجهاد الإسلامي في غز ...
- عاجل | القناة 12 الإسرائيلية: قوات الجيش تقتل منفذ عملية الد ...
- مدفع بابل العملاق.. القصة الغامضة لحلم صدام ومقتل جيرالد بول ...
- حكايات أفريقية على أثير تشعل مواجهة حادة بين الشنقيطي ومدير ...
- -نجمة ونهر-.. مقصد جديد في مدينة أبها السعودية
- عاجل | الجيش السوداني: أحبطنا بقوة وحسم هجوم مليشيا الدعم ال ...


المزيد.....

- مقتطفات من تاريخ نضال الشعب الفلسطيني / غازي الصوراني
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموقف الصريح من الحق التاريخي ... / غازي الصوراني
- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أسامة الأطلسي - غزة تقول كلمتها: السلاح لم يعد حماية… بل عائقًا أمام المستقبل