أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أسامة الأطلسي - مياه ملوثة وأطفال عطشى… من يدفع ثمن الإهمال في غزة؟














المزيد.....

مياه ملوثة وأطفال عطشى… من يدفع ثمن الإهمال في غزة؟


أسامة الأطلسي

الحوار المتمدن-العدد: 8481 - 2025 / 9 / 30 - 22:56
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم يعد البحث عن الماء في غزة مجرد مشهد يومي، بل تحوّل إلى معركة بقاء يخوضها كل فرد من سكان القطاع. الأطفال يستيقظون عطشى، الأمهات يحملن أوعية فارغة من حي إلى آخر، والشيوخ يجلسون في طوابير طويلة على أمل الحصول على بضع لترات من مياه قد لا تكون حتى صالحة للشرب. هذه ليست مجرد تفاصيل عابرة، بل صورة قاتمة لواحدة من أخطر الأزمات الإنسانية التي تضرب غزة اليوم.

وفق التقارير الأخيرة، فإن أكثر من 85% من شبكات المياه والصرف الصحي معطلة أو مدمرة. النتيجة كارثية: مياه ملوثة، انتشار الروائح الكريهة، ومخاطر صحية تهدد حياة الجميع، خاصة الأطفال. لكن وسط هذا المشهد، يزداد غضب الناس ليس فقط على القصف والحصار، بل أيضاً على قياداتهم التي لم تفعل شيئاً لحماية هذه المرافق الحيوية.

الكثير من المواطنين يتحدثون بصراحة: منشآت المياه تحوّلت إلى أهداف عسكرية، لأنها استُخدمت أو تُركت لتُستخدم لأغراض لا علاقة لها بحياة المدنيين. والنتيجة أن محطات الضخ ومحطات المعالجة أصبحت بين نارين، فيما يدفع السكان الثمن يومياً. "لماذا نُعاقب نحن؟" يتساءل أبو محمد، وهو أب لأربعة أطفال، مضيفاً: "من حقنا أن نشرب ماء نظيف، لكننا نجد أنفسنا بلا ماء ولا صرف صحي، بينما يتجادل القادة على طاولاتهم."

المرارة التي يشعر بها الناس اليوم تتجاوز حدود الغضب العابر. هناك إحساس متزايد بأن أرواح المدنيين تُترك للمجهول، وأن أولويات القيادات ليست حماية الحياة اليومية للناس بل حسابات أخرى. في النهاية، من يدفع الثمن هم الفقراء، النساء، الأطفال، والمرضى.

في غزة، لا أحد يطلب المستحيل. ما يطالب به الناس بسيط جداً: ماء نظيف، صرف صحي، حياة كريمة بعيداً عن الروائح الكريهة والأوبئة. لكن هذا "البسيط" يبدو اليوم أعقد مما ينبغي، في ظل حرب مستمرة وصمت قيادي أثقل من القصف نفسه.
أصوات الغزيين اليوم تحمل رسالة واحدة: إذا كانت السياسة لا تستطيع أن توفر لنا الأمان، فلتوفر لنا على الأقل الماء. فالعطش والمرض لا يعترفان بالحدود ولا بالشعارات.



#أسامة_الأطلسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغزيون يطالبون بإنهاء -الواقع الجنوني- وسط معاناة إنسانية خ ...
- الفجوة تتسع بين خطاب الفصائل وصوت الشارع في غزة
- قطر لم تعد ملاذًا آمنًا لقيادات حماس في الخارج
- من كربلاء إلى غزة: عندما تحل الأيديولوجيا الخارجية محل الواج ...
- غزة تنزف... وقياداتها تتنعم بالراحة في الخارج
- رفاهية الخارج ومعاناة الداخل: أزمة قيادة أم غياب مسؤولية؟
- سرقة المساعدات… جرح جديد في جسد غزة المنهك
- أوضاع إنسانية صعبة في غزة وسط دعوات لوقف إطلاق النار
- جدل حول الرواية السياسية: هل تستثمر حماس الاعترافات الدولية ...
- قيادة منفصلة وغضب شعبي متصاعد في غزة
- تصاعد الانتقادات ضد خليل الحية وسط تدهور الأوضاع في غزة
- فراغ قيادي يخيّم على غزة مع استمرار الحرب والتصعيد
- أصوات من الجنوب: عائلات نازحة تطالب بقبول مقترح الهدنة
- من يدفع الثمن؟ الغزيون يسألون عن مصير الأموال والمساعدات
- أرواح منسية تحت النار: متى تنتهي الحرب في غزة؟
- إفراج حماس عن الجندي الأمريكي-الإسرائيلي... رسالة سياسية أم ...
- غزة تُناشد: وقف إطلاق النار هو بداية النجاة
- الواقع المرّ: غزة بلا قيادة... وبلا أفق واضح
- إعادة فتح معبر الجلمة: نافذة أمل اقتصادي لجنين وتوق للعودة إ ...
- غزة تطالب بحياة جديدة: هل حان وقت التغيير؟


المزيد.....




- انفصال نيكول كيدمان وكيث أوربان بعد زواج دام قرابة 20 عامًا ...
- -صورة العمر الجديد-.. أنغام تتألق في -رويال ألبرت هول-.. الأ ...
- تحذيرات للسكان وإقفال المدارس.. تفعيل الإنذار الأحمر في مناط ...
- لأول مرة منذ نحو 6 سنوات.. واشنطن على أبواب إغلاق حكومي وترا ...
- إيطاليا تنسحب من مرافقة -أسطول الصمود- المتجه إلى غزة
- ولية عهد هولندا ووريثة العرش الأميرة أماليا تبدأ الخدمة العس ...
- الحكومة المغربية تعرب عن تفهمها للمطالب الاجتماعية وتؤكد است ...
- أمريكا: هل يتوجه ترامب نحو عسكرة السياسة؟
- إيران: عودة العقوبات بعد عشر سنوات؟
- توقيف ابنة الرئيس السابق زين العابدين بن علي في فرنسا بطلب م ...


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أسامة الأطلسي - مياه ملوثة وأطفال عطشى… من يدفع ثمن الإهمال في غزة؟