أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - القضية الفلسطينية في لبنان: صراع سلطة أم تصفية حقوق؟














المزيد.....

القضية الفلسطينية في لبنان: صراع سلطة أم تصفية حقوق؟


محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)


الحوار المتمدن-العدد: 8566 - 2025 / 12 / 24 - 16:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


بين الحديث عن نزع السلاح وبيع العقارات، يبقى الفلسطيني في لبنان خارج معادلة القرار، محروماً من حقوقه المدنية والاجتماعية، ومطالباً دائماً بدفع الثمن وحده.

في لبنان لا تمرّ القضايا الفلسطينية كخبرٍ عابر، ولا تُناقَش بوصفها ملفات إدارية. في لبنان كل تفصيل فلسطيني محمّل بتاريخ الدم واللجوء والحرمان. ولهذا يطلّ السؤال اليوم أكثر إلحاحاً وقسوة:
هل ما يجري هو صراع سلطة داخل النظام الفلسطيني الرسمي، أم محاولة هادئة لتفكيك ما تبقّى من جوهر القضية الفلسطينية في لبنان؟
بين الحديث عن بيع العقارات الفلسطينية، وبين الضغط المتصاعد تحت عنوان تنظيم – أو نزع – السلاح الفلسطيني في المخيمات، يقف الفلسطيني في لبنان عارياً من الحقوق، محاصراً بالقرارات، بلا حماية قانونية، وبلا أفق واضح.

منذ عقود لم يكن السلاح في المخيمات الفلسطينية ترفاً، ولا خياراً سياسياً أولياً، بل كان تعويضاً قاسياً عن غياب أبسط الحقوق المدنية والاجتماعية.
الفلسطيني في لبنان لا يملك حق العمل، ولا حق التملّك، ولا ضماناً اجتماعياً، ولا أماناً صحياً. وحين يُطلب منه اليوم التخلي عمّا يراه آخر عناصر القوة الرمزية، يُطرح السؤال الأخلاقي قبل السياسي:
ماذا يُعطى بالمقابل؟

في هذا السياق، شكّلت اللحظة التي وقف فيها السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور في وجه محمود عباس، رافضاً تسليم السلاح، محطة مفصلية.
لم تكن “لا” أشرف دبور تمرّداً على القيادة، بل صرخة سياسية تقول بوضوح:
لا يمكن الحديث عن السلاح بمعزل عن الحقوق المدنية والاجتماعية.
لا يمكن مطالبة اللاجئ بالتجرّد من أدوات الحماية، فيما يُترك لمصيره في سوق العمل، وفي المستشفيات، وفي قوانين الإقصاء.
كانت تلك الـ“لا” دفاعاً عن كرامة الفلسطيني قبل أن تكون موقفاً أمنياً، وتذكيراً بأن القضية في لبنان ليست ملفاً أمنياً، بل قضية لجوء وحقوق وإنسان.

أما الحديث عن بيع عقارات فلسطينية، فهو الأخطر والأكثر إيلاماً.
العقار الفلسطيني في لبنان ليس مجرد حجر، بل شاهد على النكبة، وعلى الوجود الفلسطيني الذي حُرم من الوطن ولم يُمنح بديلاً.
وحين يُفتح باب البيع، يفتح معه سؤال الفقد النهائي:
هل يجري تفكيك الوجود الفلسطيني قطعةً قطعة، تحت عناوين إدارية واقتصادية؟

وسط كل هذا، يبدو الفلسطيني في لبنان آخر من يُسأل، وآخر من يُؤخذ رأيه.
هو موضوع القرار، لا شريك فيه.
تُناقَش أسلحته، وتُباع أملاكه، وتُدار شؤونه، بينما تبقى حقوقه مؤجّلة، كأنها مطلب زائد عن الحاجة.

ليست القضية صراع سلطة فقط، بل صراع على معنى القضية نفسها.
هل الفلسطيني في لبنان ملف أمني يجب إقفاله؟
أم قضية إنسانية-سياسية تستحق العدالة قبل التنظيم، والحقوق قبل السلاح، والكرامة قبل أي تسوية؟
في لبنان، لا يحتاج الفلسطيني إلى مزيد من القرارات، بل إلى الحق.
والحق حين لا يُحقَق، يتحوّل إلى حزنٍ دائم…
وحين يُهمَل طويلاً، يتحوّل إلى جرحٍ مفتوح في ذاكرة اللجوء.

محمود كلّم، كاتبٌ وباحثٌ فلسطينيّ، يكتب في الشأنين السياسيّ والوجدانيّ، ويُعنى بقضايا الانتماء والهويّة الفلسطينيّة. يرى في الكلمة امتداداً للصوت الحرّ، وفي المقال ساحةً من ساحات النضال.



#محمود_كلّم (هاشتاغ)       Mahmoud_Kallam#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البيت الذي بُني لفلسطين… ولم يعد لها!
- أملاك منظمة التحرير في لبنان: الكنز الذي يتبخر بصمت!
- حين تُباع الذاكرة: من خوّلهم بيع أملاك الشعب الفلسطيني في لب ...
- حين يُغيب الشعب الفلسطيني عن القرار… حزن الوطن يزداد!
- الكتابة عن فلسطين: بيان الموت المؤجَّل
- فلسطين… حين تسقط الإنسانية من جدول الأعمال
- حين تُنجب الأمهات للوطن وحده
- حين تُفتحُ الأبوابُ لحميرِ غزّة… وتُغلَقُ في وجهِ أطفالِها
- غزّة تحت العاصفةِ… وحدها في مُواجهةِ البردِ والموتِ
- منتخب فلسطين… كرةٌ تركل الظلام وتنهض من تحت الركام
- حين يُنزلون العلم… ولا يستطيعون إنزال الحقيقة
- باسل الأعرج… حين تصنعُ الأُمُّ بوصلة المُقاومةِ الأُولى
- من جنين إلى الأمتين العربية والإسلامية… فصلٌ جديدٌ من النذال ...
- ترابُ فلسطين لا يحتضنُ الخونة!
- أُم غازي… آخرُ زهرةٍ من بلد الشّيخ
- رجالٌ يحملون الشمس على أكتافهم… حكايةُ نخوةِ رجالٍ من غزّة!
- حين غابت زهرة البيلسان… واشتدّ الحزن في صدورنا!
- على كتفيّ ذبل الضوء… وودّعت زهرة البيلسان العالم!
- باسل الأعرج: الحاضر الذي لا يغيب!
- كيف فقدنا زهرة البيلسان…؟ تساؤلات على رصيف الغياب!


المزيد.....




- الحرس الثوري يعلن اعتراض سفينة نفط محمّلة بأربعة ملايين ليتر ...
- خلال العقد المقبل.. إسرائيل تخطط لاستثمار بقيمة 110 مليارات ...
- تهديدات أوروبية بالرد على فرض واشنطن عقوبات على شخصيات أوروب ...
- كأس أمم أفريقيا: ديالو يقود منتخب ساحل العاج حامل اللقب إلى ...
- الشيباني في روسيا وتأكيد على أهمية العلاقات بين دمشق وموسكو ...
- الاستعمار وأزمة القضاء في تونس
- شهيد ومصابون بجباليا والاحتلال ينسف مباني في خان يونس
- فايزر تعلن وفاة مريض بعد تلقيه دواء لعلاج سيولة الدم في تجرب ...
- دراسة: دواء فالاسيكلوفير قد يزيد تفاقم التدهور المعرفي لدى م ...
- خبراء أمميون: الحصار البحري الأميركي على فنزويلا ينتهك القان ...


المزيد.....

- قراءة في وثائق وقف الحرب في قطاع غزة / معتصم حمادة
- مقتطفات من تاريخ نضال الشعب الفلسطيني / غازي الصوراني
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموقف الصريح من الحق التاريخي ... / غازي الصوراني
- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - القضية الفلسطينية في لبنان: صراع سلطة أم تصفية حقوق؟