أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - البيت الذي بُني لفلسطين… ولم يعد لها!














المزيد.....

البيت الذي بُني لفلسطين… ولم يعد لها!


محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)


الحوار المتمدن-العدد: 8565 - 2025 / 12 / 23 - 18:13
المحور: القضية الفلسطينية
    


عقارات بلا أسماء… ووطن ضائع في دفاتر المال.
أكثر من ألفي عقار معروفة، موثّقة بالأرقام والعناوين والخرائط.
وأضعافها مجهولة، لم يُعثر عليها بعد، أو طُمست عمداً، أو ضاعت في دهاليز الصراع على المال، حيث يتحوّل رأس المال إلى سلاح، وتُدفن الحقيقة تحت ركام الحسابات.

في صراع المال على رأس المال، لا تضيع الأموال فقط، بل يضيع الوطن مرّةً أخرى.
تتآكل الذاكرة كما تتآكل الحقوق، وتتحوّل العقارات من شواهد على النضال إلى أرقام باردة في ميزانيات لا يعرفها أحد، ولا يُحاسَب عليها أحد.
هذه العقارات لم تكن حجارةً صامتة، ولا مجرد استثمارات.
كانت بيوتاً لفكرة، وعناوين لمرحلة، وأحياناً كانت الملجأ الأخير لقضية بلا دولة.
أكثر من 2000 عقار…
لكن السؤال الأشد قسوة: كم منها ما زال فلسطينياً؟ وكم منها تحوّل من رمز وطني إلى غنيمة؟
في هذا المشهد القاتم، يبرز مكتب منظمة التحرير الفلسطينية لا كمبنى إداري، بل كرمز.
هو أول بيت بُني لفلسطين خارج الجغرافيا، حين لم يكن لفلسطين بيت، ولا سيادة، ولا علم يرفرف فوق أرض معترف بها.
كان المكتب بيتاً سياسياً، وبيتاً معنوياً، وبيتاً لكل فلسطيني مشرّد يبحث عن عنوان يقول له: هنا نحن.
ذلك المكتب لم يكن مجرد جدران، بل كان إعلان وجود.
كان فلسطين حين لم تكن فلسطين دولة، وكان الوطن حين كان الوطن فكرة مطاردة.
اليوم حين نتحدث عن العقارات الضائعة، لا نتحدث عن فساد مالي فقط، بل عن تفكك المعنى.
عن انتقال القضية من مشروع تحرر إلى ملف حسابات.
عن تحوّل البيوت التي بُنيت باسم الشعب إلى أملاك بلا أصحاب، أو أسرار بلا كشف.
المال الذي ضاع لم يضع وحده.
ضاع معه السؤال الأخلاقي: لمن كانت هذه العقارات؟ ولماذا بُنيت؟ ومن يملك حق التصرف بها؟

في غياب الشفافية، تصبح العقارات شاهداً صامتاً على انكسار السياسة.
وفي غياب المحاسبة، يتحوّل الرمز إلى عبء، والتاريخ إلى عبء، وحتى الذاكرة تصبح عبئاً.

إن ضياع هذه العقارات ليس تفصيلاً إدارياً.
هو مرآة لانهيار أكبر: انهيار العلاقة بين المال والقضية، بين القيادة والشعب، بين البيت ومن يسكنه.

وحين يضيع أول بيت بُني لفلسطين في متاهة الصراع على المال،
نفهم أن الخسارة لم تعد خسارة عقار…
بل خسارة معنى، وخسارة وطن يُسرق للمرة التي لا نعرف رقمها.

محمود كلّم، كاتبٌ وباحثٌ فلسطينيّ، يكتب في الشأنين السياسيّ والوجدانيّ، ويُعنى بقضايا الانتماء والهويّة الفلسطينيّة. يرى في الكلمة امتداداً للصوت الحرّ، وفي المقال ساحةً من ساحات النضال



#محمود_كلّم (هاشتاغ)       Mahmoud_Kallam#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أملاك منظمة التحرير في لبنان: الكنز الذي يتبخر بصمت!
- حين تُباع الذاكرة: من خوّلهم بيع أملاك الشعب الفلسطيني في لب ...
- حين يُغيب الشعب الفلسطيني عن القرار… حزن الوطن يزداد!
- الكتابة عن فلسطين: بيان الموت المؤجَّل
- فلسطين… حين تسقط الإنسانية من جدول الأعمال
- حين تُنجب الأمهات للوطن وحده
- حين تُفتحُ الأبوابُ لحميرِ غزّة… وتُغلَقُ في وجهِ أطفالِها
- غزّة تحت العاصفةِ… وحدها في مُواجهةِ البردِ والموتِ
- منتخب فلسطين… كرةٌ تركل الظلام وتنهض من تحت الركام
- حين يُنزلون العلم… ولا يستطيعون إنزال الحقيقة
- باسل الأعرج… حين تصنعُ الأُمُّ بوصلة المُقاومةِ الأُولى
- من جنين إلى الأمتين العربية والإسلامية… فصلٌ جديدٌ من النذال ...
- ترابُ فلسطين لا يحتضنُ الخونة!
- أُم غازي… آخرُ زهرةٍ من بلد الشّيخ
- رجالٌ يحملون الشمس على أكتافهم… حكايةُ نخوةِ رجالٍ من غزّة!
- حين غابت زهرة البيلسان… واشتدّ الحزن في صدورنا!
- على كتفيّ ذبل الضوء… وودّعت زهرة البيلسان العالم!
- باسل الأعرج: الحاضر الذي لا يغيب!
- كيف فقدنا زهرة البيلسان…؟ تساؤلات على رصيف الغياب!
- غزة تصرخ… والعرب والمسلمون يغرقون في صمت العار!


المزيد.....




- تركيا تعلن فتح تحقيق بشأن سقوط طائرة رئيس الأركان الليبي
- مقتل رئيس أركان الجيش التابع لحكومة الوحدة الوطنية الليبية ب ...
- -لن ننسحب مليمترًا-.. كاتس يعلن نية إسرائيل إنشاء مستوطنات ج ...
- إعلان مقتل قائد الجيش الليبي ومرافقيه في حادث تحطم طائرتهم ف ...
- من ميلانيا ترامب إلى البابا..صور فاضحة في ملفات إبستين؟
- ماذا وراء الحملة الإسرائيلية شمالي القدس؟
- مسؤول إسرائيلي سابق يكشف كيف حاول نتنياهو التنصل من مسؤولية ...
- لماذا تبقي واشنطن على شركة شيفرون في فنزويلا؟
- عاجل | حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا: إعلان الحداد الرسمي في ...
- كرة لهب وحطام.. لقطات لسقوط طائرة رئيس أركان حكومة الدبيبة


المزيد.....

- قراءة في وثائق وقف الحرب في قطاع غزة / معتصم حمادة
- مقتطفات من تاريخ نضال الشعب الفلسطيني / غازي الصوراني
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموقف الصريح من الحق التاريخي ... / غازي الصوراني
- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - البيت الذي بُني لفلسطين… ولم يعد لها!