أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - أملاك منظمة التحرير في لبنان: الكنز الذي يتبخر بصمت!














المزيد.....

أملاك منظمة التحرير في لبنان: الكنز الذي يتبخر بصمت!


محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)


الحوار المتمدن-العدد: 8564 - 2025 / 12 / 22 - 16:10
المحور: القضية الفلسطينية
    


ليست أملاك منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان مجرد عقارات صامتة من حجر وإسمنت، ولا هي محصورة جغرافياً في بيروت كما يُشاع أو يُختزل الحديث عنها. فهذه الأملاك تمتد على كامل الخريطة اللبنانية، من عكار شمالاً، مروراً بالبقاع في شرق البلاد، وجبل لبنان، وصولاً إلى الجنوب. أراضٍ، شقق، مبانٍ، ومؤسسات تشكّل في مجموعها جزءاً من الذاكرة السياسية والمالية لنضال فلسطيني طويل، كُتب في المنفى، ودُفع ثمنه من أعمار الناس وأحلامهم.
هذه الممتلكات لم تُجمع ترفاً، ولا كانت يوماً استثماراً بالمعنى التجاري البارد، بل جاءت في سياق تاريخي محدد: مرحلة كان فيها لبنان ساحة لعمل منظمة التحرير، ومقراً سياسياً وعسكرياً وإعلامياً لها، وملجأً اضطرارياً لقيادتها وكوادرها ومؤسساتها. يومها، كانت الحاجة تفرض شراء الأراضي واستئجار الشقق وبناء المكاتب لتسيير شؤون تنظيمية وسياسية، ولحماية القرار الوطني المستقل.
لكن الزمن تغيّر، والوجوه شاخت، والملفات تُركت في الأدراج.
اليوم، تقف هذه الأملاك على حافة خطر حقيقي؛ خطر لا يأتي فقط من القوانين المعقّدة، أو من واقع اللجوء الفلسطيني الهش في لبنان، بل من الإهمال، ومن غياب التوثيق، ومن ترك كثير من العقارات مسجّلة بأسماء أشخاص باتوا في أعمار متقدمة. رجال ونساء حملوا يوماً أمانة القضية، وسُجّلت الممتلكات بأسمائهم لضرورات المرحلة، من دون أن تُستكمل لاحقاً إجراءات نقل الملكية إلى الإطار المؤسسي الجامع.
في حال وفاة هؤلاء، تدخل الأملاك في مسار قانوني بالغ الخطورة: انتقال إلى الورثة، نزاعات عائلية، بيع اضطراري، أو ضياع تدريجي لا يُحدث ضجيجاً، لكنه يسرق من القضية جزءاً من رصيدها المادي والتاريخي. هنا، لا نتحدث عن خسارة مالية فقط، بل عن تفكك ما تبقى من البنية المؤسساتية لمنظمة طالما ادّعت تمثيل شعب بأكمله.
والمؤلم أن هذا الخطر معروف، ويُشار إليه همساً في الكواليس، لكنه لا يُواجَه بخطوات جدية. فلا توجد حتى الآن عملية شاملة، شفافة، ومنهجية لحصر الأملاك، وجمع الوثائق، وتدقيق السجلات العقارية، ومطابقة الواقع القانوني مع الواقع السياسي. فهذا الملف لا يُحل بقرار فردي، ولا بتكليف إداري شكلي، بل يحتاج إلى فريق عمل متخصص: قانونيين، خبراء عقاريين، مؤرخين إداريين، وأرشيفيين يعملون بصمت ودقة، قبل أن يفرض الزمن كلمته الأخيرة.
في بلد مثل لبنان، حيث العقار ذاكرة ونزاع في آن، وحيث القانون لا يرحم الغافلين، يصبح الإهمال جريمة سياسية. فكيف لمنظمة تطالب بحق العودة أن تُفرّط بحقوق قائمة ومسجّلة؟ وكيف لقضية تقول إنها حية، أن تترك ممتلكاتها تموت بالتقادم؟
هذا الملف ليس تقنياً فقط، بل سياسي بامتياز. إنه اختبار للجدية، وللمسؤولية التاريخية، ولقدرة منظمة التحرير على حماية ما تبقى من إرثها في زمن الانقسام والتراجع. فالأملاك التي تُفقد اليوم بصمت قد تُستعاد غداً فقط في الخطب، لا في الواقع.
وحده العمل العاجل، المنظم، والشجاع، يمكن أن يمنع ضياع هذه الأملاك. أما الانتظار، فهو تواطؤ صامت مع النسيان.

محمود كلّم، كاتبٌ وباحثٌ فلسطينيّ، يكتب في الشأنين السياسيّ والوجدانيّ، ويُعنى بقضايا الانتماء والهويّة الفلسطينيّة. يرى في الكلمة امتداداً للصوت الحرّ، وفي المقال ساحةً من ساحات النضال.



#محمود_كلّم (هاشتاغ)       Mahmoud_Kallam#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين تُباع الذاكرة: من خوّلهم بيع أملاك الشعب الفلسطيني في لب ...
- حين يُغيب الشعب الفلسطيني عن القرار… حزن الوطن يزداد!
- الكتابة عن فلسطين: بيان الموت المؤجَّل
- فلسطين… حين تسقط الإنسانية من جدول الأعمال
- حين تُنجب الأمهات للوطن وحده
- حين تُفتحُ الأبوابُ لحميرِ غزّة… وتُغلَقُ في وجهِ أطفالِها
- غزّة تحت العاصفةِ… وحدها في مُواجهةِ البردِ والموتِ
- منتخب فلسطين… كرةٌ تركل الظلام وتنهض من تحت الركام
- حين يُنزلون العلم… ولا يستطيعون إنزال الحقيقة
- باسل الأعرج… حين تصنعُ الأُمُّ بوصلة المُقاومةِ الأُولى
- من جنين إلى الأمتين العربية والإسلامية… فصلٌ جديدٌ من النذال ...
- ترابُ فلسطين لا يحتضنُ الخونة!
- أُم غازي… آخرُ زهرةٍ من بلد الشّيخ
- رجالٌ يحملون الشمس على أكتافهم… حكايةُ نخوةِ رجالٍ من غزّة!
- حين غابت زهرة البيلسان… واشتدّ الحزن في صدورنا!
- على كتفيّ ذبل الضوء… وودّعت زهرة البيلسان العالم!
- باسل الأعرج: الحاضر الذي لا يغيب!
- كيف فقدنا زهرة البيلسان…؟ تساؤلات على رصيف الغياب!
- غزة تصرخ… والعرب والمسلمون يغرقون في صمت العار!
- القيادة التي لا تمثل أحداً: لماذا حان وقت الثورة على مؤسسات ...


المزيد.....




- أعادا الأميرة ديانا إلى الأذهان.. الأمير وليام وابنه جورج بم ...
- لماذا يُعدّ الإنسان الكائن الوحيد القادر على الكلام؟
- تنفيذا لأمر ترامب.. تعقب ناقلة نفط ثالثة قرب فنزويلا -لها صل ...
- كأس أمم أفريقيا في المغرب: تقنيات غير مسبوقة لضمان أمن الأفر ...
- مقتل جنرال في الجيش الروسي إثر تفجير سيارة مفخخة في موسكو
- مباشر: المنتخب المصري يواجه زيمبابوي في كأس أمم أفريقيا 2025 ...
- ثلاثة قتلى في قصف استهدف سيارة بجنوب لبنان وإسرائيل تؤكد مها ...
- وزير التجارة البريطاني: -قد تكون الصين أو قراصنتها وراء الهج ...
- من هو فانيل سارفاروف القائد العسكري الروسي الذي اغتيل في موس ...
- هكذا تحوّل إسرائيل أراضي بالضفة لمكبات نفايات المستوطنين


المزيد.....

- قراءة في وثائق وقف الحرب في قطاع غزة / معتصم حمادة
- مقتطفات من تاريخ نضال الشعب الفلسطيني / غازي الصوراني
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموقف الصريح من الحق التاريخي ... / غازي الصوراني
- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - أملاك منظمة التحرير في لبنان: الكنز الذي يتبخر بصمت!