أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاشم معتوق - هربرت سبنسر فكره وسياقه الاجتماعي والسياسي














المزيد.....

هربرت سبنسر فكره وسياقه الاجتماعي والسياسي


هاشم معتوق

الحوار المتمدن-العدد: 8566 - 2025 / 12 / 24 - 03:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هربرت سبنسر فكره وأدبه وسياقه الاجتماعي والسياسي

يُعد هربرت سبنسر (1820–1903) أحد أبرز المفكرين الغربيين في القرن التاسع عشر، وقد ارتبط اسمه بالفلسفة الوضعية، وعلم الاجتماع، ونظرية التطور الاجتماعي. وعلى الرغم من أن شهرته كثيرًا ما تُربط بنظرية "البقاء للأصلح"، فإن فكره أكثر تعقيدًا وامتدادًا من هذا الشعار الاختزالي. تهدف هذه الدراسة إلى تقديم قراءة نقدية أكاديمية في أدبه الفكري، وسياقه الاجتماعي والسياسي، وأثره العالمي والإقليمي، مع تقييم علمي لإسهاماته وحدودها.
ولد هربرت سبنسر في إنجلترا في أسرة بروتستانتية ذات نزعة عقلانية ومعارضة للسلطة التقليدية. لم يتلقَّ تعليمًا جامعيًا نظاميًا، بل اعتمد على التعليم الذاتي، وهو ما انعكس في استقلاليته الفكرية وجرأته النقدية.
اجتماعيًا، كان سبنسر انعزالي النزعة، قليل الانخراط في الحياة الاجتماعية الصاخبة، ويعاني من اضطرابات صحية مزمنة أثرت في نمط حياته وإنتاجه. هذا الانعزال أسهم في تشكيل رؤية فلسفية تميل إلى الفردانية ورفض تدخل الدولة، وهو ما سيظهر بوضوح في فلسفته السياسية.
عاش سبنسر في ذروة الثورة الصناعية البريطانية، حيث اتسعت الفجوة الطبقية، وتصاعد الجدل حول دور الدولة، وحقوق العمال، والرأسمالية الناشئة. في هذا السياق، تبنى سبنسر موقفًا ليبراليًا متطرفًا يدعو إلى تقليص دور الدولة إلى الحد الأدنى، معتبرًا أن التدخل الحكومي يعيق "التطور الطبيعي" للمجتمع.
سياسيًا، عارض:
قوانين الرعاية الاجتماعية
تدخل الدولة في التعليم والصحة
التشريعات العمالية
وهو ما جعله عرضة لنقد حاد، خصوصًا من التيارات الاشتراكية والإنسانية.
لا يُعد سبنسر أديبًا بالمعنى الجمالي، بل مفكرًا فلسفيًا يكتب بلغة علمية تحليلية. من أبرز أعماله:
مبادئ علم الاجتماع
مبادئ الأخلاق
مبادئ البيولوجيا
الفلسفة التركيبية
المنهج
اعتمد سبنسر على:
المنهج الوضعي
القياس بين الظواهر البيولوجية والاجتماعية
فكرة التطور التدريجي من البسيط إلى المركب
وهنا تظهر إحدى الإشكاليات الكبرى في فكره: النقل الميكانيكي لقوانين الطبيعة إلى المجتمع، وهو ما يُعد منهجيًا موضع نقد واسع.
يُعد سبنسر أول من استخدم مصطلح البقاء للأصلح، قبل داروين نفسه. لكنه طبّقه اجتماعيًا، معتبرًا أن:
الفقر دليل ضعف طبيعي
التفوق الاقتصادي دليل استحقاق تطوري
المساواة تتعارض مع قوانين الطبيعة
اختزال الإنسان تجاهل البعد الأخلاقي والإنساني.
تبرير الظلم الاجتماعي: استُخدم فكره لتبرير الاستعمار والرأسمالية المتوحشة.
مغالطة القياس: المجتمع ليس كائنًا بيولوجيًا.
تجاهل العوامل الثقافية والتاريخية.
ومع ذلك، كان من أكثر المفكرين تأثيرًا عالميًا في عصره.
يُعد مؤسسًا مبكرًا لعلم الاجتماع.
أثّر في الفكر الليبرالي الغربي.
مهّد لنقاشات كبرى حول العلاقة بين العلم والمجتمع.
دخل فكره عبر الترجمات في أواخر القرن التاسع عشر.
استُخدم أحيانًا لتبرير التفاوت الاجتماعي.
واجه رفضًا واسعًا بسبب تعارضه مع القيم الدينية والأخلاقية.
يمثل هربرت سبنسر نموذجًا للمفكر الذي جمع بين الجرأة الفكرية والقصور الأخلاقي. فبينما أسهم في تطوير علم الاجتماع ومنهج التفكير التطوري، فإنه أخفق في إدراك تعقيد الظاهرة الإنسانية، وسقط في فخ التفسير الحتمي الذي يُغفل العدالة والكرامة.
إن قراءة سبنسر اليوم يجب أن تكون قراءة نقدية تاريخية، لا تبجيلية ولا إقصائية، تُميز بين إسهاماته العلمية وأخطائه الفكرية، وتضعه في سياقه الزمني دون إسقاط أيديولوجي.



#هاشم_معتوق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هنريك سينكيفيتش نوبل للأدب سنة 1905
- فريدريك ميسترال جائزة نوبل للأدب سنة 1904
- ملف نزع سلاح الفصائل
- مراهقة لا تُخفي رغبتها
- ماجد أحمد دخيل حالة تفاوض مرهق مع الوجود
- بلند الحيدري تجربة الحداثة العراقية
- كواكب الساعدي حوار دائم بين الذات والعالم
- صلاح نيازي الاغتراب، الشعر، والترجمة
- .جلالة الملك التطوّر
- ملائكة المسافات
- منى الصرّاف امرأة واحدة تمثل آلاف النساء
- كريم ناصر الذات التي تكتب الذات
- عبدالباقي فرج صور ومحطات مكانية وزمانية
- الشاعر حمد شهاب الأنباري أسلوب الاعتراف
- وداد الواسطي المرونة والإنسياب الشعري
- الشاعر يوسف الصائغ على حافة الجرح
- الناي قصبة جوفاء كانت يومًا ما خضراء
- عصمان فارس المغني الفنان الممثل المخرج الناقد المسرحي
- الشاعر عبدالله كوران عمل في إذاعة يافا فلسطين القسم الكردي
- الشاعرة السعودية عطاف سالم


المزيد.....




- نهاية عصر بطاقة المترو الصفراء -الأيقونية-.. نيويورك تغيِّر ...
- ليبيا في ذكرى استقلالها الـ74: واقع مثقل بالجراح وفاجعة جوية ...
- عيد الميلاد في لبنان.. كيف تحوّلت مناسبة احتفالية إلى مرآة ل ...
- -إسرائيل وطننا الثاني-.. محام مغربي: إذا تظاهر بضعة آلاف ضده ...
- كيف صمدت ملاعب المغرب أمام غزارة الأمطار؟ وما قصة التقنية ال ...
- فرنسا والجزائر.. علاقة يحكمها التوتر والأزمات المتلاحقة
- -ريد كاربت-.. جدل في مصر حول ملاحقة المصورين جنازات المشاهير ...
- البرلمان الجزائري يقر قانونا -يجرّم- الاستعمار الفرنسي ويطال ...
- زيلينسكي يكشف بنود أحدث خطة تم الاتفاق عليها مع واشنطن لإنها ...
- دمشق القديمة تحيي عيد الميلاد وسط إجراءات أمنية مشددة


المزيد.....

- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاشم معتوق - هربرت سبنسر فكره وسياقه الاجتماعي والسياسي