أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مروان فلو - قوات سوريا الديمقراطية بين منطق “الحلّ” ومشروع “التحوّل”: قراءة في دلالات تصريحات مظلوم عبدي ومسارات التفاوض مع دمشق















المزيد.....

قوات سوريا الديمقراطية بين منطق “الحلّ” ومشروع “التحوّل”: قراءة في دلالات تصريحات مظلوم عبدي ومسارات التفاوض مع دمشق


مروان فلو

الحوار المتمدن-العدد: 8566 - 2025 / 12 / 24 - 03:45
المحور: القضية الكردية
    


قوات سوريا الديمقراطية بين منطق “الحلّ” ومشروع “التحوّل”: قراءة في دلالات تصريحات مظلوم عبدي ومسارات التفاوض مع دمشقمروان فلو - ٢٣/١٢/٢٠٢٥
مقدمة
تكتسب التصريحات الأخيرة للقائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، أهمية استثنائية في السياق السوري الراهن، ليس فقط لأنها تتناول مستقبل واحدة من أبرز القوى العسكرية الفاعلة في البلاد، بل لأنها تعيد تعريف طبيعة العلاقة بين هذه القوة والدولة السورية ذاتها. فبينما اعتادت الخطابات الرسمية السابقة الحديث عن “دمج” أو “استيعاب”، جاءت هذه التصريحات لتضع إطارًا سياسيًا وسياديًا مختلفًا، يقوم على رفض مبدأ الحلّ الكامل، والقبول فقط بمنطق التحوّل المؤسسي المنظّم (١).

أولًا: الموقف الرسمي لقسد من مسألة الحلّ والدمج
أكد مظلوم عبدي بوضوح أن قوات سوريا الديمقراطية لا ترى في خيار الحلّ الكامل مسارًا قابلًا للتطبيق، معتبرًا أن هذه القوات لم تعد مجرد تشكيل عسكري ظرفي، بل بنية منظّمة تضم عشرات الآلاف من المقاتلين، إضافة إلى قوى الأمن الداخلي (٢).
وقد شدد في أكثر من موضع على أن قسد: «لا تسعى إلى إنهاء وجودها أو حلّها بالكامل، بل تريد أن تكون جزءًا من بنية الدولة السورية، ضمن وزارة الدفاع، ولكن ككتلة متماسكة ومنظمة، لا كأفراد يتم تفريقهم داخل الجيش» (٣).
هذا الطرح يرفض بشكل صريح نموذج “التفكيك ثم الاستيعاب الفردي”، ويطرح بديلًا يقوم على الدمج المؤسسي الذي يحافظ على الهياكل التنظيمية القائمة.

ثانيًا: بين الدمج في الجيش الحالي وبناء جيش جديد
من أبرز النقاط التي أثارت الجدل، تأكيد عبدي أن قسد لا تقبل بأن تتحول إلى فصيل ثانوي داخل الجيش السوري بصيغته الحالية. بل يرى أن أي عملية دمج حقيقية يجب أن تكون جزءًا من عملية أوسع لإعادة بناء المؤسسة العسكرية السورية نفسها (٤).
وفي هذا السياق، يمكن فهم تصريحه على أنه دعوة إلى: «بناء جيش سوري جديد تكون قسد جزءًا محوريًا فيه، مع دور ووزن حقيقي داخل وزارة الدفاع السورية الجديدة» (٥).
هذا الطرح لا يعني السعي إلى كيان عسكري منفصل، بل إعادة هيكلة الجيش ليكون متعدد المكونات، أقرب إلى نموذج الجيش الاتحادي أو الجيش الوطني الجامع.

ثالثًا: تصحيح التحريف الإعلامي حول “وزارة الدفاع”
انتشرت في بعض المنصات الإعلامية مقولة مفادها أن قسد تطالب بـ“وزارة دفاع خاصة بها”، على غرار وزارات سيادية مستقلة. إلا أن هذا الطرح لا يستند إلى مضمون تصريحات عبدي، بل يمثل تحريفًا غير دقيق (٦).
فما قاله عبدي يمكن تلخيصه في نقطتين واضحتين: «نحن نريد دورًا رسميًا داخل وزارة الدفاع السورية، لا خارجها»، و «لسنا بصدد المطالبة بوزارة دفاع منفصلة عن الدولة السورية» (٧).
وعليه، فإن جوهر الطرح هو المشاركة في القرار العسكري، لا الانفصال عنه.

رابعًا: المدلولات السياسية لتصريحات مظلوم عبدي
1. رفض “الحلّ” والقبول بـ“التحوّل”
عندما يؤكد عبدي أن: «لا يمكن حل قوات سوريا الديمقراطية» (٨)، فهو لا يعبّر عن موقف عسكري فحسب، بل عن رؤية سياسية ودستورية، ترى في قسد مؤسسة قائمة بذاتها، وطرفًا مؤسسًا في الدولة السورية القادمة، لا مجرد تابع لها.
2. نقل الصراع من أمني إلى سيادي
الحديث عن الوجود داخل وزارة الدفاع لا يمثل تنازلًا، بل إعادة تعريف للسلطة العسكرية. فالمسألة لم تعد “انضمامًا” لقوة قائمة، بل إعادة هيكلة شاملة للمؤسسة العسكرية السورية (٩).
3. رفع سقف التفاوض في توقيت حساس
جاءت هذه التصريحات بعد توترات ميدانية، وتعثر تنفيذ تفاهمات سابقة، وفي ظل غموض دولي متزايد. وهو ما يجعلها أداة ضغط تفاوضي محسوبة، لا مجرد موقف إعلامي (١٠).

خامسًا: مصير اتفاق 10 آذار
هل انتهى الاتفاق؟
الجواب الأدق هو: لم يُلغَ رسميًا
لكنه فقد مضمونه العملي (١١).
فالاتفاق الذي قام على التهدئة وخطوات تدريجية نحو الدمج، لم تُنفذ بنوده الجوهرية، وبقيت كل جهة تفسره وفق مصالحها، ما جعله مرجعية شكلية بلا أثر فعلي.

سادسًا: المسارات البديلة التي تسعى لها قسد
المسار الأول: الاندماج المشروط
وهو الخيار المفضل حاليًا، ويقوم على:
قبول مبدأ الدولة السورية
مقابل لا مركزية حقيقية
وكتلة عسكرية موحدة
وإدارة ذاتية معترف بها قانونيًا (١٢)
المسار الثاني: تجميد الصراع
في حال فشل الاتفاق:
لا حرب شاملة
لا تسليم
بل إدارة طويلة الأمد للأمر الواقع (١٣)
المسار الثالث: تدويل الملف
خيار احتياطي يتمثل في:
إعادة تفعيل الضغط الدولي
استخدام ملف مكافحة الإرهاب والاستقرار (١٤)

خاتمة
يمكن القول إن تصريحات مظلوم عبدي تمثل إعلانًا سياسيًا واضحًا بأن قسد لن تقبل بعد اليوم باتفاقات غامضة أو صيغ فضفاضة. فإما اتفاق جديد واضح المعالم يعترف بقسد ككتلة مؤسسية داخل الدولة السورية، أو استمرار إدارة الأمر الواقع لفترة طويلة.
إننا أمام لحظة مفصلية لا تتعلق بمستقبل قسد وحدها، بل بشكل الدولة السورية القادمة، وطبيعة مؤسساتها السيادية، وعلى رأسها المؤسسة العسكرية.
+++++++++++++++&&&
المراجع
(١) مقابلات مظلوم عبدي – تلفزيون اليوم
(٢) تصريحات القيادة العامة لقسد حول الهيكل العسكري
(٣) مقابلة مظلوم عبدي الأخيرة حول الاندماج
(٤) تحليلات سياسية حول إعادة هيكلة الجيش السوري
(٥) تصريحات مظلوم عبدي بشأن “الجيش الجديد”
(٦) رصد الخطاب الإعلامي المتداول حول قسد
(٧) توضيحات قسد الرسمية حول وزارة الدفاع
(٨) نص التصريح المباشر لعبدي
(٩) دراسات حول الجيوش متعددة المكونات
(١٠) سياق ما بعد توترات حلب
(١١) نص اتفاق 10 آذار وتحليل تطبيقه
(١٢) وثائق الإدارة الذاتية حول اللامركزية
(١٣) تقارير مراكز أبحاث عن “إدارة الأمر الواقع”
(١٤) دراسات حول تدويل الملف السوري



#مروان_فلو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توازنات القوة والسيادة: قراءة تحليلية في توترات حلب ومستقبل ...
- قراءة في كتاب جهاز المناعة الأيديولوجي
- خطاب الجنرال مظلوم عبدي: تحليل متعدد المستويات في لحظة سورية ...
- المسألة الكُردية بين بنية الدولة التركية وتحولات الجغرافيا ا ...
- زلزال الجيوسياسة: الصدام الروسي التركي ومستقبل الخارطة السور ...
- عيد العلم الكوردي: راية الهوية وذاكرة المقدّس في تاريخ شعب
- كسر التابوهات الجيوسياسية: الجولان والاتفاقيات الإبراهيمية ك ...
- من الدولة القومية إلى المواطنة الشاملة: قراءة تحليلية في مشر ...
- هجوم البادية السورية: جيوبوليتيكا التصعيد وتداعياتها على الت ...
- «الدفاع الوطني المشروط»: كيف تعيد قسد صياغة دورها في سوريا؟ ...
- العزلة والشرعية: تحوّل المواقف الدولية في شمال سوريا
- قانون قيصر والمستقبل السياسي السوري: قراءة نقدية في الاشتراط ...
- موازين القوة الجديدة في شرق المتوسط: التشريع الأمريكي والقرا ...
- أوراق اللعب السورية: حاكم بذاكرة الأمس في مواجهة الجغرافيا ا ...
- بهچلي السلام ليس طائرًا بجناح واحد الجناح الثاني للطائر سيصن ...
- مظلوم عبدي ورسم معالم المرحلة المقبلة: قراءة سياسية–استراتيج ...
- أوجلان… من الكفاح المسلح إلى “عقد اجتماعي جديد”: قراءة تحليل ...
- إلهام أحمد تدعو إلى سلام شامل في سوريا: نقد للنظام المركزي و ...
- تركيا بين إرث الدولة الصلبة واستحقاق التعددية: نحو عقدٍ اجتم ...
- نحو تركيا اتحادية: بين الدولة المزدوجة وتحوّلات القرن الثاني ...


المزيد.....




- هيئة الأسرى ونادي الأسير: آلاف المعتقلين الإعدام البطيء والت ...
- هيئة شئون الأسرى ونادي الأسير: عمليات تدمير ممنهجة بحق الأسر ...
- غضب فلسطيني بسبب تعديل نظام رواتب الأسرى والقتلى.. وعباس: لا ...
- عائلات الشهداء والأسرى بالضفة الغربية تواجه مصيرا مجهولا بعد ...
- عائلات فلسطينية تواجه تحديات يومية عقب قطع مخصصات الأسرى وال ...
- مقتل -والي حوران- بتنظيم الدولة بعد ساعات من اعتقال -والي دم ...
- إصابة فلسطيني بهجوم مستوطنين في رام الله واعتقالات بالضفة
- عملية أمنية واسعة ضد داعش في سوريا واعتقال -والي دمشق-
- الأسرى والشهداء ومعركة المعنى الوطن
- سوريا: مقتل قيادي بارز في تنظيم -داعش- واعتقال آخر


المزيد.....

- الى جمهورية كردستان الاشتراكية المتحدة!، الوثيقة 3 - كردستان ... / كوران عبد الله
- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مروان فلو - قوات سوريا الديمقراطية بين منطق “الحلّ” ومشروع “التحوّل”: قراءة في دلالات تصريحات مظلوم عبدي ومسارات التفاوض مع دمشق