أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مروان فلو - «الدفاع الوطني المشروط»: كيف تعيد قسد صياغة دورها في سوريا؟ قراءة سياسية في خطاب روهلات عفرين














المزيد.....

«الدفاع الوطني المشروط»: كيف تعيد قسد صياغة دورها في سوريا؟ قراءة سياسية في خطاب روهلات عفرين


مروان فلو

الحوار المتمدن-العدد: 8555 - 2025 / 12 / 13 - 21:52
المحور: القضية الكردية
    


«الدفاع الوطني المشروط»: كيف تعيد قسد صياغة دورها في سوريا؟
قراءة سياسية في خطاب روهلات عفرين

مروان فلو- ١٣/١٢/٢٠٢٥
مقدمة
يكتسب الخطاب الأخير للقيادية في وحدات حماية المرأة (YPJ)، روهلات عفرين، أمام «معهد السلام الكُردي» أهمية خاصة تتجاوز سياق التصريحات الإعلامية أو الرسائل التعبوية المعتادة. فالخطاب، من حيث مضمونه وبنيته ومفرداته، يقدّم تصوراً متكاملاً لدور قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في المرحلة المقبلة، ويعكس تحوّلاً واضحاً في عقيدتها السياسية–العسكرية من قوة محلية ذات طابع دفاعي إلى فاعل وطني يسعى للتموضع داخل معادلة الأمن السوري العام، ولكن وفق شروط محددة لا تمسّ استقلاليته التنظيمية ولا هويته الأيديولوجية (١).

من الدفاع المناطقي إلى الطموح الوطني
في مقطع مركزي من خطابها، تؤكد روهلات عفرين أن الانتشار الجغرافي الحالي لقسد لا يقيّد أفقها الاستراتيجي، مشيرة إلى استعداد قواتها – من حيث المبدأ – للقيام بدور أمني في دمشق أو حلب أو السويداء أو حتى الساحل السوري (٢).
هذا الطرح لا يهدف فقط إلى نفي تهمة الانفصال، بل يسعى إلى إعادة تعريف قسد بوصفها قوة وطنية عابرة للحدود المناطقية، ترى في وحدة سوريا إطاراً سياسياً ممكناً، شريطة إعادة صياغته على أسس ديمقراطية تعددية.
اللافت هنا أن الخطاب يتجنب اللغة القومية الصرفة، ويركّز بدلاً من ذلك على مفردات «الضمان»، و«الحماية»، و«الشراكة»، في محاولة واضحة لتوسيع قاعدة الشرعية خارج البيئة الكُردية التقليدية.

الشراكة المشروطة وحدود الاندماج
تربط روهلات عفرين استعداد قسد للاندماج ضمن سوريا موحدة بتوافر شرط سياسي أساسي: قيام نظام ديمقراطي حقيقي يكفل حقوق جميع المكونات القومية والدينية، من كُرد وعرب وسريان، ومن مسلمين ومسيحيين ودروز .. وغيرهم (٣).
في هذا السياق، لا تقدّم قسد نفسها كقوة احتجاجية على الدولة، بل كحامل لمشروع بديل يسعى إلى توظيف خبراته العسكرية والتنظيمية لخدمة المجتمع السوري الأوسع.
غير أن هذا الانفتاح السياسي يترافق مع خطوط حمراء واضحة، أبرزها رفض الذوبان الكامل في هياكل عسكرية مركزية تقليدية، والتمسك باستقلالية وحدات حماية المرأة بوصفها جزءاً بنيوياً من التجربة، لا تفصيلاً تنظيمياً قابلاً للتفاوض (٤).

البعد الجندري كعامل سياسي
أحد أكثر مقاطع الخطاب دلالة يتمثل في إشارة عفرين إلى سلوك بعض مسؤولي الحكومة الانتقالية خلال اللقاءات، ولا سيما امتناعهم عن مصافحتها، وهو ما اعتبرته انعكاساً لهيمنة ذهنية محافظة داخل تلك الأوساط (٥).
تكتسب هذه الملاحظة أهمية خاصة لأنها تنقل مسألة الجندر من الهامش الأخلاقي إلى قلب التقييم السياسي، وتحوّل حقوق المرأة من شعار إلى معيار فعلي للحكم على صدقية أي شراكة مستقبلية.
بهذا المعنى، يصبح مشروع YPJ ليس مجرد تجربة عسكرية نسوية، بل أداة ضغط سياسية تُحرج الخصوم أمام الرأي العام الدولي، وتعيد رسم خطوط التمايز بين نماذج «تقليدية» وأخرى «حداثية».

الرسائل الإقليمية والدولية
يحمل الخطاب مجموعة رسائل متداخلة إلى أطراف متعددة:
إلى دمشق وبيئاتها الاجتماعية الحساسة: عرض غير مباشر لـ«خدمات سيادية» في مجال الأمن، مع التركيز على حماية الأقليات في السويداء والساحل، في لحظة تشهد فيها هذه المناطق قلقاً متزايداً من الفوضى والتطرف (٦).


إلى المعارضة السورية: تأكيد التفاوض من موقع الندية، ورفض أي نموذج اندماج يُفرغ التجربة من مضمونها القيمي، ولا سيما ما يتعلق بدور المرأة (٧).


إلى تركيا: نفي واضح لمشروع الانفصال، وإعادة تأطير قسد كمشروع وطني سوري غير موجّه ضد الأمن القومي التركي، عبر التركيز على الاستعداد للدفاع عن مناطق بعيدة عن الحدود (٨).


إلى الفاعلين الدوليين: تقديم الذات كـ«صمام أمان» في مواجهة الفوضى، وشريك موثوق في ترتيبات لا مركزية قد تكون أقل كلفة وأكثر استقراراً من إعادة إنتاج المركزية الصلبة (٩).



الخلاصة
يعكس خطاب روهلات عفرين انتقال قسد وYPJ من منطق الدفاع عن الوجود إلى منطق فرض الدور. فالهدف لم يعد محصوراً في حماية مناطق الإدارة الذاتية، بل في تكريس نموذج اللامركزية العسكرية والسياسية كأحد مخرجات الصراع السوري.
في هذا النموذج، تسعى قسد إلى أن تكون قوة أمنية وطنية شريكة في حماية سوريا، دون الخضوع الكامل لبنية الدولة المركزية التقليدية، ودون التخلي عن مكتسباتها الأيديولوجية والتنظيمية.
ويبقى السؤال مفتوحاً: هل تمتلك بقية الأطراف السورية – المحلية والإقليمية – الاستعداد للاعتراف بهذا التحول، أم أن الصدام بين النماذج سيظل هو السيناريو الأرجح؟
+++++++++++++++++++:&&&
المراجع
(١) معهد السلام الكُردي (Kurdish Peace Institute)، ندوة حول مستقبل سوريا وموقع الإدارة الذاتية، واشنطن، 2024.
(٢) NûMedya24، «تصريحات روهلات عفرين حول مستقبل الدفاع السوري»، ترجمة خاصة.
(٣) المرجع السابق، فقرة «شروط الوحدة والديمقراطية».
(٤) مسودة العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، باب مؤسسات الدفاع.
(٥) تقارير مراكز أبحاث حول «الجندر والسياسة في المعارضة السورية»، جنيف.
(٦) مركز جسور للدراسات، «سيناريوهات العلاقة بين قسد والنظام السوري»، تقدير موقف، 2023.
(٧) تقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، الأمم المتحدة.
(٨) مجموعة الأزمات الدولية (Crisis Group)، «تركيا وحزب العمال الكردستاني: ديناميات الصراع في سوريا».
(٩) معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، دراسات حول الأقليات ومستقبل الاستقرار الإقليمي.



#مروان_فلو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العزلة والشرعية: تحوّل المواقف الدولية في شمال سوريا
- قانون قيصر والمستقبل السياسي السوري: قراءة نقدية في الاشتراط ...
- موازين القوة الجديدة في شرق المتوسط: التشريع الأمريكي والقرا ...
- أوراق اللعب السورية: حاكم بذاكرة الأمس في مواجهة الجغرافيا ا ...
- بهچلي السلام ليس طائرًا بجناح واحد الجناح الثاني للطائر سيصن ...
- مظلوم عبدي ورسم معالم المرحلة المقبلة: قراءة سياسية–استراتيج ...
- أوجلان… من الكفاح المسلح إلى “عقد اجتماعي جديد”: قراءة تحليل ...
- إلهام أحمد تدعو إلى سلام شامل في سوريا: نقد للنظام المركزي و ...
- تركيا بين إرث الدولة الصلبة واستحقاق التعددية: نحو عقدٍ اجتم ...
- نحو تركيا اتحادية: بين الدولة المزدوجة وتحوّلات القرن الثاني ...
- تعثر اتفاق قسد ودمشق: تشابك المصالح واستعصاء الحلول في الأسا ...
- الفرهْوار: في الجذور الميدية–الكردية للرمز الزردشتي الأعلى
- لماذا يمثّل الكُرد الامتداد السكاني الأكثر قدماً في شمال الر ...
- العام الذي لم يكتمل
- الجزيرة في وثائق 1919: موقعها بين حدود سوريا التاريخية وسياس ...
- إعادة هندسة الإقليم عبر المقاربة الديمقراطية الكُردية: تحليل ...
- أوجلان… هندسة الوعي الجمعي وصياغة الجيل الكُردستاني الجديد
- زيارة اللجنة البرلمانية التركية إلى جزيرة إمرالي: الدلالات ا ...
- تعليم اللغة الكُردية في باكور (شمال كردستان/تركيا): بين القي ...
- الطائفية السياسية في الساحل السوري – قراءة في صراع السلطة وا ...


المزيد.....




- السودان: 6 قتلى في قصف استهدف مبنى للأمم المتحدة بكادوقلي
- اعتقالات واعتداءات في الضفة الغربية خلال اقتحامات الجيش الإس ...
- بعد 22 عاما... غوتيريس يعلن من بغداد انتهاء مهمة بعثة الأمم ...
- فلسطين: إسرائيل تواصل التطهير العرقي والتصعيد بأراضينا
- -أنت وضيع يا نتنياهو-.. ضحيت بالأسرى من أجل الكرسي!
- -السيد ترامب يراقبكم بالمطار-.. تفاصيل عن مكتب جديد يتعقّب ا ...
- تظاهرات تونسية ضد الاعتقالات السياسية وتضييق الحريات
- من هو برهم صالح الذي تولى منصب مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللا ...
- تقييم لاستراتيجية الأمم المتحدة الخاصة باللاجئين .. ما الجدي ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام مواطن -تعزيرا- وتكشف عن اسمه ...


المزيد.....

- الى جمهورية كردستان الاشتراكية المتحدة!، الوثيقة 3 - كردستان ... / كوران عبد الله
- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مروان فلو - «الدفاع الوطني المشروط»: كيف تعيد قسد صياغة دورها في سوريا؟ قراءة سياسية في خطاب روهلات عفرين