أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبير خالد يحيي - قسد بعد اتفاق آذار: اختبار الشرعية في زمن سقوط الأقنعة














المزيد.....

قسد بعد اتفاق آذار: اختبار الشرعية في زمن سقوط الأقنعة


عبير خالد يحيي

الحوار المتمدن-العدد: 8565 - 2025 / 12 / 23 - 13:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن القصف الذي طال، يوم أمس، مناطق مأهولة بالسكان في مدينة حلب حدثًا عسكريًا معزولًا، ولا مجرّد خطأ ميداني في سياق اشتباك مفتوح. فقد جاء في توقيت سياسي بالغ الحساسية، متزامنًا مع اقتراب انتهاء اتفاق آذار الذي شكّل خلال الأشهر الماضية مظلّة تهدئة مؤقتة، أكثر منه حلًا جذريًا أو تسوية سياسية مستدامة.
حين تُقصف الأحياء السكنية، ينتقل الحدث فورًا من خانة "التكتيك" إلى خانة السؤال الأخلاقي والسياسي: أيّ مستقبل يمكن أن يُبنى حين يصبح المدني ورقة ضغط؟ وأيّ شرعية تبقى لقوة تدّعي الحماية بينما تُقوّض أسسها؟

اتفاق آذار: إدارة صراع لا مشروع حل
لم يكن اتفاق آذار سوى هدنة زمنية هدفت إلى تجميد خطوط التماس، ومنح الأطراف فرصة لإعادة ترتيب مواقعها بانتظار متغيرات إقليمية ودولية. لم يؤسّس الاتفاق لمسار سياسي واضح، ولم يقدّم أجوبة عن شكل الدولة، ولا عن مصير السلاح، ولا عن طبيعة الكيانات القائمة على الأرض.
ومع اقتراب انتهاء مدته، تتعرّى حقيقة هذه الصيغة المؤقتة:
فالاتفاقات التي لا تُستكمل برؤية وطنية شاملة، لا تُنهي الصراع، بل تؤجّله إلى لحظة أكثر حدّة.

قسد ومأزق التحوّل
تجد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) نفسها اليوم أمام لحظة مفصلية. فمنذ نشأتها كقوة أمر واقع بدعم خارجي، نجحت في تثبيت حضورها العسكري، لكنها أخفقت في تحويل هذا الحضور إلى مشروع سياسي وطني جامع يحظى بتوافق سوري واسع.
القصف الأخير يعيد طرح السؤال الجوهري:
هل ما زالت قسد تراهن على منطق القوة، أم أنها مستعدة للانتقال إلى منطق السياسة؟

ماذا بعد انتهاء الاتفاق؟
بانتهاء اتفاق آذار، تُفتح ثلاثة سيناريوهات رئيسية:
_تصعيد محدود محسوب
بغرض تحسين شروط التفاوض أو _إرسال رسائل ضغط، وهو خيار محفوف بالمخاطر في ظل هشاشة الغطاء الدولي.
_محاولة فرض أمر واقع جديد
عبر إعادة الانتشار أو استثمار خطاب “الفراغ الأمني”، وهو رهان يصطدم باتجاه عام نحو إعادة مركزية الدولة.
_الانخراط في مسار وطني شامل
وهو الخيار الأصعب لكنه الوحيد القابل للحياة، ويقتضي التخلي عن منطق الكيانات المسلحة لصالح منطق الدولة.

على ماذا تراهن قسد؟
تتوزع رهانات قسد اليوم بين:
_عامل الوقت
_الدعم الخارجي المتقلّب
_خطاب الحماية والاستقرار
_وفرضية غياب البدائل
غير أنّ هذه الرهانات تتآكل سريعًا عندما يفقد الخطاب الأخلاقي صدقيته، وحين يصبح المدني هو الخاسر الأول.

مع انتهاء اتفاق آذار، لا تدخل سوريا مرحلة فراغ، حسب ما يرى الكثيرون ممن يجهلون الواقع السوري، وإنما تدخل مرحلة كشف حساب سياسي.
فالأقنعة الزمنية تسقط، والرهانات المؤجلة تُستدعى دفعة واحدة.
لم يعد ممكنًا لأي قوة أن تتحدّث باسم الأمن وهي تقوّضه، أو ترفع شعار الحماية بينما تضع المدنيين في مرمى النار. إنّ ما تراهن عليه قسد اليوم _من الوقت، والدعم الخارجي، وخطاب الضرورة_ هو رهان هشّ أمام واقع يتجه، مهما تعثّر، نحو إعادة تعريف السيادة ووحدة القرار. المستقبل السوري لن يُبنى بمنطق المناطق الرمادية، ولا بالاتفاقات المؤقتة، بل بتوافق وطني صريح يضع الإنسان قبل السلاح، والدولة قبل الكيانات، والسياسة قبل القذائف.
وما بعد آذار ليس امتدادًا لما قبله، بل لحظة فاصلة: إمّا انتقال مسؤول إلى مشروع وطني جامع، أو خروج تدريجي من معادلة المستقبل.
ففي السياسة كما في التاريخ، لا تُكافَأ القوة على بقائها، بل على قدرتها على التحوّل وفق مقتضى الحال.
#دعبيرخالديحيي



#عبير_خالد_يحيي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللغة العربية: من الذاكرة المقدّسة إلى أفق الذكاء الاصطناعي
- الومضة الشعرية – جماليات الكتابة وثراء الدلالة والتجريب : مق ...
- سوريا… عامٌ على الفجر الذي أزهر أخيرًا
- ندبة الجمال والغياب: دراسة ذرائعية في الدلالات الوجودية والج ...
- #اعتصامات ومظاهرات الطائفة العلوية اليوم الطائفة بين خطاب ال ...
- من الظلام إلى النور: دراسة ذرائعية في البنية النفسية-السلوكي ...
- من فطام الذكورة إلى غسل الخوف: قراءة ذرائعية في سرد الطفولة ...
- الحركة التصحيحية في سوريا: من -تصحيح المسار- إلى الهاوية بقل ...
- فيدور ديستوفسكي: النفس البشرية في مرآة الأدب
- من دمشق إلى صنعاء: قراءة ذرائعية في خطاب الانتماء والمقاومة ...
- #طقس_القمر_العملاق (حين يشيخُ الضوء)
- البحر كمعادل موضوعي للحرية: قراءة ذرائعية في قصيدة بحرٌ للحر ...
- إشهار كتاب دم على أوراق الذاكرة
- الرئيس السوري أحمد الشرع في موسكو: تناقض الحضور بين الشرعية ...
- -العامية المكتوبة: موقعها بين السرد الشعبي والأدب الفني- مسا ...
- زمنٌ مارد
- بين الهواجس الفردية وصوت الجماعة: دراسة ذرائعية في رواية /عن ...
- حيال نباح الكلاب
- قراءة ذرائعية في شعرية الاغتراب والذاكرة المنفية في قصيدة -م ...
- العين بوصفها رمزًا كونيًا: دراسة ذرائعية في التجربة الشعرية ...


المزيد.....




- تركيا تعلن فتح تحقيق بشأن سقوط طائرة رئيس الأركان الليبي
- مقتل رئيس أركان الجيش التابع لحكومة الوحدة الوطنية الليبية ب ...
- -لن ننسحب مليمترًا-.. كاتس يعلن نية إسرائيل إنشاء مستوطنات ج ...
- إعلان مقتل قائد الجيش الليبي ومرافقيه في حادث تحطم طائرتهم ف ...
- من ميلانيا ترامب إلى البابا..صور فاضحة في ملفات إبستين؟
- ماذا وراء الحملة الإسرائيلية شمالي القدس؟
- مسؤول إسرائيلي سابق يكشف كيف حاول نتنياهو التنصل من مسؤولية ...
- لماذا تبقي واشنطن على شركة شيفرون في فنزويلا؟
- عاجل | حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا: إعلان الحداد الرسمي في ...
- كرة لهب وحطام.. لقطات لسقوط طائرة رئيس أركان حكومة الدبيبة


المزيد.....

- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبير خالد يحيي - قسد بعد اتفاق آذار: اختبار الشرعية في زمن سقوط الأقنعة