أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عببر خالد يحيي - ندبة الجمال والغياب: دراسة ذرائعية في الدلالات الوجودية والجمالية لديوان /ندبة أوليس/ للشاعر المغربي حسن نجمي بقلم الناقدة السورية د. عبير خالد يحيي















المزيد.....



ندبة الجمال والغياب: دراسة ذرائعية في الدلالات الوجودية والجمالية لديوان /ندبة أوليس/ للشاعر المغربي حسن نجمي بقلم الناقدة السورية د. عبير خالد يحيي


عببر خالد يحيي

الحوار المتمدن-العدد: 8548 - 2025 / 12 / 6 - 09:40
المحور: الادب والفن
    


يشكّل ديوان /ندبة أوليس/ للشاعر المغربي حسن نجمي (دار بتانة، القاهرة 2022م) علامةً فارقة في مسار الشعر المغربي والعربي الحديث، من حيث العمق الفلسفي والجمالي، واتساع الرؤية الإنسانية التي تربط بين الأسطورة والذات، وبين الذاكرة والغياب.
هو ديوان مكتوب في زمنٍ مثقلٍ بالأسئلة، ينهض على وعيٍ عميقٍ بالكتابة كفعل وجوديّ، وبالقصيدة كأثرٍ يقاوم الزوال.
يستعير نجمي في عنوانه شخصية أوليس (أوديسيوس)، البطل العائد من التيه، ليحوّلها من أسطورة إلى رمز للإنسان المعاصر الذي يحمل على جسده ندبة الغياب، ويحاول عبر الشعر ترميم ذاكرته.
فالندبة هنا ليست جرحًا بل علامة بقاءٍ، والقصيدة هي الأثر الذي يخلّده الإنسان حين يتلاشى الجسد.
من هذا المنظور، تُقارب هذه الدراسة الديوان مقاربة ذرائعية شاملة، وفق مستوياتها المتكاملة:
من العنوان والبؤرة الفكرية، مرورًا بالمستويات البصرية واللغوية والديناميكية والنفسية والإيحائية، وصولًا إلى التجربة الإبداعية التي تُشكّل الخيط الرابط بين النصوص جميعًا.

تم اختيار خمس قصائد تمثّل البنية الدلالية العامة للديوان وهي:
1. مراكش – المدينة كأنثى وذاكرة وحرارة حياة.
2. قطّ الجارة – الرغبة المؤجلة والمراقبة الحسية.
3. الصورة – الذاكرة والخلود عبر الضوء.
4. الأثر – الخلود عبر الكتابة.
5. قبّعة الشاعر – وعي الشاعر بالوجود الشعري في زمن الضجيج.

ويقوم التحليل على الكشف عن المنفعة الجمالية والفكرية للنصوص، من خلال تفاعل المستويات الدلالية مع البنية الأخلاقية والوجدانية، انسجامًا مع منهج النقد الذرائعي الذي يرى أن العمل الأدبي وحدةٌ نفسية وجمالية تسعى إلى نفعٍ إنسانيّ سامٍ.
في هذه النصوص يتجلّى التواشج بين الجسد والذاكرة واللغة، ويتحوّل الحنين إلى طاقةٍ معرفية، حيث تكون المرأة والمكان والقصيدة وجوهًا متعددة للجوهر الواحد: الوجود الموشوم بندبة الجمال.


القصيدة الأولى: مراكش
من ديوان ندبة أوليس للشاعر حسن نجمي – دار بتانة، القاهرة 2022م، ص 50–52 تقريبًا.

أولًا – العنوان والدلالة
العنوان: مراكش
يحمل عنوان القصيدة وظيفة دلالية وثقافية عميقة، وهو مدخل تأويلي أساسي للعمل، ويمكن تحليل دلالته ذرائعيًا عبر أربعة مستويات:
1. الدلالة الجغرافية/المكانية: مراكش كـ "فضاء منشئ"
العنوان يُقدّم مراكش بوصفها ليس مكانًا فقط، بل مركزًا مولّدًا للمعنى.فمراكش في الثقافة المغربية ليست مدينة عادية، بل:
- مدينة الضوء القاني.
- مدينة الحرف والصحراء والماء.
- مدينة التماس بين الأمازيغي والعربي.
- مدينة السلاطين والتصوف والفنون.
إذن فالعنوان يضع المتلقي في فضاء هوية مغربية كثيفة ويهيّئه لقراءة القصيدة بوصفها عملية استعادة ذاكرة حضارية.
2. الدلالة الحضارية: استدعاء "العصر الذهبي"
حين يختار الشاعر مراكش عنوانًا، فإنه يشير ضمنيًا إلى حقبة يوسف بن تاشفين، التي ارتبطت بمراكش بوصفها:
- عاصمة المرابطين.
- رمز القوة السياسية والعسكرية.
- مركز إشعاع ثقافي.
هذه الدلالة تتأكد داخل النص حين يقول:
«ويوسفُ بنُ تاشفينَ في كبرياءِ القَصْر»
فالعنوان يستعيد المدينة التي صَنعت زعيمًا، وليس الزعيم الذي صنع المدينة فقط—وهذا عكس الطرح التاريخي الشائع.
3. الدلالة الرمزية: مراكش = الشمس
العنوان يتصل مباشرةً بأول جملة في القصيدة:
«لا أعرف كيف كانت شمس مراكش»
هنا تتحول مراكش إلى رمز ضوئي. الشمس ليست مجرد حالة طبيعية، بل هي حالة وجدانية:
- شمس الذاكرة
- شمس الوعي الأول
- شمس الطفولة التاريخية للأمة
- شمس القوة التي "خفَّ ضوؤها" الآن
" لعلها الشمس التي كانت، على رأسي الآن"
إذن مراكش تعني: المصدر الأول للنور.
4. الدلالة النفسية: مراكش كـ "حاضنة للذات"
العنوان ليس اسم مكان فحسب، بل بؤرة انفعالية يعود إليها الشاعر ليجد ذاته:
- مراكش = الطمأنينة
- مراكش = الأصل
- مراكش = المرآة التي تنعكس فيها البراءة
وهذا يتأكد في الصورة الأخيرة من القصيدة:
«وبراءة الشاعر كشمس صغيرة تلمع في أغمات»
فمراكش تتحول من مدينة إلى طاقة تطهيرية تعيد الشاعر إلى توهّجه الداخلي.

5. دلالة العنوان ضمن علم العتبة النصية :
وفق المنهج الذرائعي والعَتبات النصية:
العنوان مراكش هو عتبة إشارية لأنه يشير إلى مكان محدد.
وهو عتبة تداولية لأنه يوجّه توقعات القارئ نحو القراءة الثقافية/التاريخية.
وهو عتبة رمزية لأنه لا يعني المكان الموضوعي بقدر ما يعني "الشمس" التي ستتكرر داخل النص.
وهو عنوان مقتصد، كلمة واحدة، لكنه يفتح شبكة دلالية واسعة.
ملخص دلالة العنوان ذرائعيًا
العنوان مراكش ينسج ثلاثة مسارات:
1. مسار حضاري: استعادة يوسف بن تاشفين والهوية المغربية العميقة.
2. مسار رمزي: الشمس – الضوء – البراءة – اللمعان.
3. مسار نفسي: العودة إلى أصل الذات عبر المكان المؤسس.
ولتلك الأسباب يعمل العنوان كمفتاح تأويلي ضروري لفهم البنية الداخلية للقصيدة.

ثانيًا – البؤرة الفكرية
تتمحور القصيدة حول لحظة استعادة ذاكرة تاريخية/وجدانية تربط الشاعر بمدينة مراكش وشمسها وما تمثّله من حيوية ورمز حضاري، لكنه يطرح الارتباط عبر شخصية يوسف بن تاشفين في صورة ظلالية تُستدعى من التاريخ لتجاور اللحظة الشعرية.

ثالثًا- الخلفية الأخلاقية
تتحدد في ثلاثة عناصر:
1. إحياء أثر حضاري: يظهر في قول الشاعر:«ويوسفُ بنُ تاشفينِ في كِبرياءِ القَصْرِ»
حيث يستدعي رمزًا تاريخيًا باعتباره قوة مضيئة.
2. تثمين الذاكرة وتهذيب الحنين:
يتجلى ذلك في العلاقة بين "الشمس التي كانت" و"الشاعر الآن":
«لعلَّها الشَّمسُ نفْسُها التي كانتْ، على رأسي الآن»
3. البعد الإنساني في تقديس الشخصيات المؤسسة دون غلو:ّ
يتضح في نبرة التلطّف والنصح:
«خَفِّفْ يَدَكَ يا ابنَ تاشفينْ، لا يصحّ»

رابعًا- المستوى البصري
تقوم القصيدة على لغة شفافة، تعتمد الصورة النقية، دون تضخّم رمزي.
الشواهد البصرية:
«الأندلسِيُّ أسيرٌ في أَغْمات» ← صورة حركية (أسير) تربط المكان بالمسار.
«تغزلُ الصُّوفِ لتُؤفّرَ له الكسَاءَ والاستعَارَة»←صورة حسّية تعتمد اللمس والمادة.
«القَصيدةُ تَرْفُفُ في الضوء» ←حركة طائرة/ملائكية.
«وبَرَاءةُ الشاعرِ كشمسٍ صغيرةٍ تَلْمَعُ في أَغْمات»←حركة وهج ولمعان ضوئي مباشر.

خامسًا: المستوى اللغوي:
(الترصيع – التوازي) الصوتي
1. الترصيع الصوتي
الترصيع هو تماثل فواصل أو مقاطع صوتية بين جمل متتابعة، ويكثر هنا في المقاطع القصيرة ذات الجرس المتقارب.
الشواهد الدقيقة:
(1) تقارب الصوامت والصوائت في:
«لا أعرفُ كيفَ كانتْ شمسُ مراكش» ↔ «ويوسفُ بنُ تاشفينَ في كبرياءِ القصر»
التكرار الصوتي لحرف الكاف (كيف – كانت – مراكش – كبرياء).
الجرس الواضح لحرف الشين (شمس – مراكش – تاشفين). هذا توازٍ صوتي
(2) ترصيع داخلي بين:
«الأندلسيُّ أسيرٌ في أغمات» و «امرأتُهُ حمّالةُ الألمِ توجِع نظرتَهُ»
تكرار الهمزة/الألف (الأندلسي – أسير – أغمات – امرأته – الألم).
تكرار التاء (أغمات – امرأته – نظرته).
(3) ترصيع صوتي قوي:
«لعلّها الشمسُ نفسُها التي كانتْ، على رأسي الآن»
تكرار الشين/السين (الشمس – نفسها – رأسي).
تكرار الكاف/النون في (كانت – الآن).
تماثل موسيقي بين (لعلّها – نفسها).
(4) نهاية موسيقية متناظرة:
«خَفِّفْ يَدَكَ يا ابنَ تاشفينْ» ↔«لا يصحّ»
خطاب مباشر ذو جرس آمر، ونهاية مقفلة بحرف الحاء.
(5) ترصيع جمالي بين:
«القَصيدةُ تَرْفُفُ في الضوء» ↔ «وبراءةُ الشاعرِ كشمسٍ صغيرةٍ تلمعُ في أغمات»
تكرار صوت الفاء (ترفف – في).
تكرار صوت الصاد/السين (القصيدة – شمس – صغيرة).
انسياب صوتي عبر حروف المد (القصيدة – صغيرة).

2. المستوى التركيبي (التوازي)
التوازي هنا واضح في البنية الجملية والنسق السردي الشعري.
شواهد التوازي:
(1) توازي افتتاحي:
«لا أعرفُ كيفَ كانتْ شمسُ مراكش»
«لعلّها الشمسُ نفسُها التي كانتْ»
الهيكل المشترك:
(فعل + ضمير + ظرف / جملة اسمية + كانت)
وحدة تركيبية واضحة.
(2) توازي تاريخي:
«يوسفُ بنُ تاشفينِ في كبرياءِ القصر»
«الأندلسيُّ أسيرٌ في أغْمات»
الصيغة المتوازية:
اسم عَلَم + خبر شبه جملة (في….)
(3) توازي حكمي/إنشائي:
«خفّف يدك يا ابن تاشفين»
«لا يصحّ»
أحدهما أمر، والثاني حكم؛ لكن كلاهما قرار سلطوي موجّه لشخصية واحدة.
(4) توازي أخير:
«القصيدة ترفف في الضوء»
«وبراءة الشاعر كشمس صغيرة تلمع في أغمات»
التوازي هنا في البنية:
(مبتدأ + فعل مضارع + ظرف/مكان)
ثم
(اسم + شبه جملة + فعل مضارع + ظرف/مكان)
إيقاع تركيبي متناظر.

سادسًا: المستوى النفسي
القصيدة تُظهر توتّرًا بين:
ذاكرة مضيئة: الشمس القديمة، يوسف بن تاشفين.
واقع باهت: «لا أعرفُ كيف كانت…»
محاولة استعادة المعنى: «لعلّها الشمس نفسها…»
ثم يظهر صوتٌ توبيخي داخلي:
«خفّف يدك… لا يصحّ»
وكأنه حوار داخلي بين الشاعر وضميرٍ مساءِل.

سابعًا- الدراسة التداولية
مقصدية الشاعر: إعادة كتابة الذاكرة المغربية في قالب صوفي/ضوئي.
المتلقي: مثقف يعرف رموز مراكش.
الدلالة العامة: القصيدة تتحول من وصف الشمس إلى سؤال عن معنى الهوية والبراءة.

نتيجة ذرائعية
القصيدة تعتمد:
- رمزية ضوئية (الشمس – الضوء – التلمّع)
- استحضار تاريخي (يوسف بن تاشفين – الأندلسي)
- توازنًا بين الإيقاع الصوتي والتركيب الشعري
- توازيًا لغويًا يوظِّف آلية التكرار والترصيع
- رؤية وجودية تصنع من مراكش "مرآة للذات"


القصيدة الثانية: قطّ الجارة

دلالة العنوان: قطّ الجارة
يأتي عنوان القصيدة «قطّ الجارة» بوصفه عتبة نصية مُحمّلة بالدلالات، ويعمل بدور المفتاح التأويلي الذي يفتح أبواب المعنى داخل النص. وهو عنوان بسيط ظاهريًا، لكنه متعدّد الطبقات.
1. دلالة الملكية (الإضافة): القطّ ← الجارة
تركيب الإضافة "قطّ الجارة" يعكس علاقة امتلاك/ألفة/اعتياد بين الجارة وكائن ضعيف.
القط ليس كائنًا عابرًا في الحي، بل جزء من عالم الجارة اليومية، وعنوان القصيدة يضع هذا الكائن في مركز الأحداث.
الإضافة تمنح القطّ:
- هوية متصلة بالمرأة
- مشروعية ليكون شاهدًا على غيابها
- حضورًا مضاعفًا لأنه يمثل صاحبته
هذا يهيّئ القارئ لتلقي الغياب لا الحضور.
2. دلالة التلميح إلى الحدث: الغياب قبل أن يُقال أو يحدث الغياب
العنوان لا يقول "الجارة"، بل يقول "قطّ الجارة، أي يذكر من تبقى، لا من غابت.
هذا التوجيه يخلق توترًا تأويليًا:
لماذا القطّ؟ ما الذي حدث للجارة نفسها؟
هكذا يصبح عنوان القصيدة إشارة غيابية (index of loss)، ينذر منذ البداية بأن ثمّة حدثًا ناقصًا وبأن صوتًا ما سيعبر عن فجوة.
3. البعد الرمزي: القطّ كمرآة للإنسان
في الثقافة الإنسانية، القطّ رمز:
للألفة- للحضور الهادئ-للحزن الصامت-للحدس الخفي
اختيار القطّ تحديدًا يرمز إلى كائن يشعر قبل الإنسان، وهذا يتطابق مع جوهر القصيدة:
«قلتُ إن شيئًا يحدث اليوم في مواء القطّ»
العنوان يجعل القطّ واسطةً بين الحياة والموت، بين الحضور والاختفاء.
4. الدلالة النفسية: تحويل المأساة إلى مستوى يومي بسيط
العنوان لا يستخدم كلمات ثقيلة: (موت، رحيل، غياب)، بل يستعير التفاصيل الصغيرة:
(قطّ – جارة -شرفة)
وهذه البساطة تبني مأساة هادئة يعتمد الشاعر فيها على الإيحاء بدل الإعلان.
5. الدلالة التداولية (مقصدية الشاعر من العنوان)
يختار الشاعر عنوانًا يبدو عابرًا كي يخدع التوقع الأول للقارئ، ثم يقلبه تدريجيًا إلى:
رثاء غير مباشر- حدس بالموت- حزن مقموع - إدراك أن الكائن الأضعف هو الأكثر يقظة
فالقصيدة ليست عن القطّ بقدر ما هي عن الجارة، والعنوان يعكس هذا الالتفاف الدلالي.
6. الدلالة البنيوية داخل القصيدة
العنوان ينسجم مع البنية السردية للنص:
البداية: ملاحظة القطّ
الذروة: حدس الشاعر
النهاية: اعتراف القطّ بالفقد
وبذلك يكون العنوان تمهيدًا دقيقًا لزاوية السرد التي تتخذ من القطّ مركزًا للمعنى.
فإذن، «قطّ الجارة» عنوان يُخفي أكثر مما يُظهر، ويبني المأساة عبر الغائب لا الحاضر، ويختار كائنًا صغيرًا ليحمل عبء المعنى، فيتحول القطّ إلى شاهد، ورسول، ومرآة لحزن الشاعر والمتلقي معًا.

أولًا: البؤرة والخلفية الأخلاقية
تتمحور القصيدة حول حدث صغير ظاهريًا—توقف الجارة عن الخروج إلى شرفتها—لكنه يكشف حدثًا كبيرًا: رحيل الجارة.
يتحوّل القط إلى كائن شاهد، مُرسِل لإشارة الفقد قبل البشر.
الخلفية الأخلاقية تتمثل في:
1. حساسية الإنسان تجاه الكائنات الضعيفة: الشاعر يلتقط مأساة القط ليكشف مأساة الجارة.
2. الإحساس الأخلاقي بالمشاركة الوجدانية: يتجلّى في قول الشاعر:
«تقريبًا، كنتُ حدستُ أنّ الجارة لم تنهض من نومها»
3. الإيمان بعلامات الطبيعة والكائنات: القط يصبح مؤشرًا أخلاقيًا على الخلل الذي أصاب العالم.

ثانيًا: المستوى البصري
القصيدة مبنية على "مشهد واحد" يُرى من الشرفة. رغم بساطته، فإنه مكتنز بتفاصيل دقيقة:
الشواهد البصرية:
«لم أرَ الجارةَ تخرج إلى عادة شرفتها»
— حركة غائبة تستحضر حضورًا مفقودًا.

«من هنا، من شرفتي كنتُ أشمّ رائحة موائه»
— مفارقة بصرية-شمّية: المواء يتحول إلى “رائحة”.

«الوجه البلّوري المكسور»
— استعارة بصرية لوجه الجارة أو حضورها.

«خلف هذا السياج»
— حدّ بصري يفصل بين حياة كانت وحياة ستبدأ.

ثالثًا: المستوى اللغوي
اللغة سهلة / شفافة / يومية، لكنها محمّلة باستعارات دقيقة.
سمات المستوى اللغوي:
إخفاء الفعل الفاجع (الموت) واستبداله بتعابير لطيفة:
«لم تنهض من نومها»
خلق ألفة بالعالم الحيواني:
«له شك في هذه الريح المتهورة»
انتقالات هادئة بين الجمل وبنية سردية.
شواهد لغوية:
استعارة: «رائحة موائه» (تحويل الصوت إلى رائحة).
تشخيص: «له شك في هذه الريح المتهورة»
كناية: «الساعات المقبلة ستغيّر أمكنتها» (الموت/الفقد).
رابعًا: المستوى الصوتي (الترصيع – التوازي – الإيقاع)
على الرغم من أن النص نثري، إلا أنه يعتمد إيقاعًا داخليًا.
التوازي:
1. «يمكنه أن يحزن الآن» ↔«ويمكنه أن يبكي، إن أمكن»
توازٍ بنائي وصوتي (فعل مضارع + أن + فعل).
2. «حيرته كبيرة» ↔ «حيرته، القط، كيف يبدأ…»
توازٍ مع إعادة اللفظة الرئيسة (حيرته).

الترصيع الصوتي:
تكرار الأصوات الشفوية (م، ب) في مواضع الحزن:
يموء – موائه – يبكي – أمكن – أمكن
— صوت يشيع جوًا من الرثاء.

تكرار حرف الكاف المهشّم:
المكسور – السياج – يراه – يبكي – إن أمكن
— صوت صلب يتماهى مع القسوة/الفقد.

خامسًا: المستوى الديناميكي (الحركة داخل القصيدة)
الحركة في النص حركة معرفية لا جسدية:
1. حالة ملاحظة
«لم أر الجارة تخرج…»
2. حالة استشعار
«قلتُ إن شيئًا يحدث اليوم في مواء القط»
3. حدس
«تقريبًا، كنتُ حدستُ…»
4. تحقق الفاجعة
«الساعات المقبلة ستغيّر أمكنتها»
5. استسلام للواقع
«المؤكد: لن يراها ثانية»
هذه الحركة تُكسب النص تدرجًا عاطفيًا رقيقًا.

سادسًا: المستوى النفسي
تسيطر على النص ثيمة الفقد في أربعة أبعاد:
1. فقد الجارة:
يأتي غيابها تدريجيًا:
«لم أرَ الجارة تخرج…»
ثم حتميًا:
«لن يراها ثانية»

2. فقد الألفة
القط هو الكائن الأكثر حساسية:
«له شك في هذه الريح المتهورة»
3. فقد التوازن اليومي
الروتين انكسر:
«ولم يتناول وجبة الصباح»
4. صدمة التغيير
«الساعات المقبلة ستغيّر أمكنتها»
— إعلان رمزِي لرحيل الجارة عن عالمها.
النص يترك أثرًا نفسيًا صامتًا، دون صراخ، مما يزيد قوة الوجدان.
سابعًا: المستوى التداولي / المقاصدي
1.المقصدية الخارجية للشاعر:
- كتابة مرثية غير مباشرة لجارة رحلت.
- كشف مدى هشاشة العلاقة بين الإنسان والعالم.
- جعل القط مرآة لحزن الشاعر.
2.المقصدية الداخلية (التي يشعر بها القارئ):
- التعاطف.
- الإحساس بوحشة المكان بعد رحيل شخص كان حضورًا يوميًا بسيطًا.
- إدراك أنّ "العلامات الصغيرة" يمكن أن تنذر بالكوارث.

النتيجة الذرائعية:
تُبنى القصيدة على:
- لحظة حياتية بسيطة تتحول إلى مأساة داخلية.
- عمل سردي–شعري يلتقط الفقد اليومي بصوت كائن ضعيف.
- لغة شفيفة تميل إلى الإيحاء.
- مستوى نفسي عميق يعكس قدرة الشاعر على استشعار التفاصيل.
- بنية صوتية تعتمد التكرار والتوازي لتكثيف الحزن.
- هي قصيدة حدس، وتأمل، ورثاء صامت ينساب من مواء قطّ.


النص الثالث: الصورة
أولًا: دلالة العنوان "الصورة"
يبدو العنوان مباشرًا، لكنه في الحقيقة عنوان مفتاحي يتجاوز المعنى البصري إلى معنى وجودي وروحي.
1. الصورة كذاكرة ثابتة:
الصورة في العنوان ليست مجرد لقطة فوتوغرافية، بل تجميد للحياة في لحظة واحدة.
يقول الشاعر: «أتذكّر ذلك لأن الصورة بالأبيض والأسود»
إذن الصورة هي شروط الذاكرة: الأبيض/الأسود = الرمز/الواقع. الصورة هنا تحفظ شيئًا ضاع في الحياة.
2. الصورة كبديل عن الحياة:
العنوان يوحي بأن الصورة أهم من الواقع، وأنها الحياة الأصلية:
يقول الشاعر:
«كما لو كنتُ بقيتُ في الصورة هناك، ولم أعد.»
هذا يجعل الصورة مرآة وجودية:
الصورة = حياة ممكنة
وخارج الصورة = الحياة الحالية.

3. الصورة كممر بين الطفولة والغياب:
الصورة تمثل زمنًا ضائعًا:
كانوا يظنّون الشاعر "السبب في ذلك" (التأخر، الموت، الفقد).
« لعلهم كانوا يظنون أنني السبب في ذلك.
لعلهم ظلّوا يظنون حتى الآن أنني تأخرت
كما لو ذهبتُ عنهم إلى الحياة. »
الصورة هي أثرٌ لمرحلة كان فيها الآخرون «يمضون» والشاعر يبدو خارج الإطار.

4. الصورة بوصفها كشفًا للبراءة
تأتي الصورة محاطة بـ:
الضوء – الزهور – الموسيقى – الألوان .
كلها رموز للبراءة والجمال. الصورة إذن ليست مجرد ذكرى؛ هي هوية الشاعر الأولى.
فالصورة هنا ليست إطارًا بصريًا، بل وجودًا ثابتًا يقارن به الشاعر حياته المتغيرة. فهي:
ذاكرته الأولى- طفولته الجميلة - الحياة التي فقدها- البقعة البيضاء التي هرب منها الزمن

ثانيًا: البؤرة والخلفية الأخلاقية
البؤرة المركزية للقصيدة: المفاضلة بين الحياة كما هي في الصورة (نقية، ثابتة) والحياة كما صارت (متحركة، محمولة على الفقد).
الخلفية الأخلاقية:
تتجلّى في:
- الحسرة على ضياع الجمال الأول
- الاعتراف بأن الحياة "موهِنة"، لكن الصورة "مضيئة
- التأكيد أن البراءة كانت حقيقية:
«الحياة كانت مهرجانًا من الضوء والموسيقى والألوان.»

ثالثًا: المستوى البصري
القصيدة مشبعة بالصور، فهي قصيدة عن الصورة من الداخل.
أهم الشواهد البصرية:
«متكّئة على الجدار»
صورة لوضوح المشهد.
«مظلّتها كانت كبيرة والكسوة مزدانة بالأزهار»
«مهرجانًا من الضوء والموسيقى والألوان»
«الصورة بالأبيض والأسود»
«في الخلفية، جانبً من المقبرة والقبور كانت بيضاء»
هنا يمتد البصر من الصورة إلى ما خلفها، ثم يعود إلى عمق الذاكرة.

رابعًا: المستوى اللغوي
• لغة النص وصفية/سردية، لكنها مشحونة بشعور عميق بالتأمل.
سمة اللغة:
الجمل الطويلة المرتبة بحساسيات طفولية
إشارات حسية: الضوء، اللون، الموسيقى
كلمات الحنين: أتذكر، كأنّ، كما لو
استعارات للحياة والموت
شواهد لغوية:
استعارة:«الحياة كانت مهرجانًا من الضوء...»
كناية:«لم أعد» (غياب، فقد، انفصال عن الأصل)
طباق: الأبيض/الأسود.

• المستوى الصوتي (الترصيع – التوازي – الإيقاع)
التوازي البنائي:
1. توازٍ في بنية: لعلّهم + يظنون + أنني + فعل

«لعلّهم كانوا يظنون أنني السبب في ذلك» ↔ «لعلّهم ظلّوا يظنون حتى الآن أنني تأخرتُ»
2. توازٍ بين ذهاب/بقاء.
«كما لو كنتُ ذهبتُ عنهم إلى الحياة» ↔ «كما لو كنتُ بقيتُ في الصورة هناك»
الترصيع الصوتي:
- تكرار حرف الكاف: ذلك – الكسوة – كانت – كما – كنت
صوت يعكس الحنين.
- تكرار اللام/ النون في: الألوان – الخلفية – الظنون – الحياة
يعطي رخاوة صوتية تليق بالذاكرة.
- تكرار الميم / النون
من – المهرجان – المقبرة – أنني – منهم – تأخرت
نبرة حزينة.

خامسًا: المستوى الديناميكي
الحركة في النص حركة زمنية، تتحرك بين:
1. الطفولة
2. الصورة
3. الذاكرة
4. المقبرة (الموت)
5. الحياة الراهنة
6. العودة إلى الصورة (ختام دائري)
الحركة السردية دائرة، تبدأ بالصورة وتنتهي بها.

سادسًا: المستوى النفسي
يسيطر على النص:
الإحساس بالحسرة
الشعور بأن الحياة مسرح للحظات ضائعة
عقدة الزمن الضائع
الخوف من نظرة الآخرين للأنا
الشعور بأن الشاعر دائمًا خارج اللحظة
شواهد نفسية:
«كأنهم ظلّوا يظنون أنني السبب» — شعور بالذنب المتخيل.
«كما لو كنتُ بقيتُ في الصورة هناك، ولم أعد» — الرغبة في البقاء في لحظة نقية.

سابعًا: المستوى التداولي
المقصدية الخارجية:
- إعادة تأمل الحياة من خلال الصورة.
- إظهار كيف تصبح الصورة مختبرًا للحياة.
- كشف علاقة الشاعر بماضيه.
المقصدية الداخلية (المخفية):
- الشاعر يرى الصورة أكثر واقعية من الحياة.
- يشعر بأن الآخرين يحمّلونه ما لا يحتمل.
- يريد للمتلقي أن يفهم الحياة كفقدٍ متواصل.

التجربة الإبداعية
تنهض التجربة الإبداعية في نص«الصورة» على مبدأ العودة إلى الجذر الأول للوعي، حيث تصبح الصورة المعلّقة على الجدار أكثر من إطار بصري؛ إنها المكان الأول الذي وُلد فيه الشاعر من جديد، لا بصفته طفلاً فحسب، بل كذات تُدرك حضورها عبر الذاكرة.
كما أن الشاعر يعيد إعادة بناء اللحظة المصوَّرة بمنتهى الحنان، مستعينًا بقدرة اللغة على استحضار ما لا يُستحضر: الضوء، الموسيقى، الزهور، الكثوة الكبيرة، الخليفية البيضاء. كل مفردة في التجربة تنتمي إلى عالمين في آن واحد:
1. عالم الصورة الراكدة
2. وعالم الحياة المتحركة التي ابتعد عنها الشاعر
إن التجربة الإبداعية هنا تستند إلى تقنية الاستدعاء النفسي؛ حيث تنفجر الذكرى من داخل الشاعر لا من خارج الصورة.
فالشاعر لا يصف الصورة بوصفه متفرجًا، بل بوصفه الكائن الموجود داخلها:
«كما لو كنتُ بقيتُ في الصورة هناك، ولم أعد.»
بهذا تُصبح الصورة وطنًا ميتافيزيقيًا للذات، ومقامًا للبراءة، وجدارًا يقف بين الشاعر والعالم الذي أخذه إلى الالتباس، وإلى شعور مزمن بالتأخر عن الآخرين.
وتتجسد مهارة الشاعر في:
- المزج بين اللغة الشعرية الهادئة والمنظور الفلسفي العميق.
- تحويل الصورة إلى حدث وجودي.
- إحياء الزمن عبر التأمل لا عبر السرد.
- بناء دفق شعوري قائم على الإيحاء لا على الوصف المباشر.
إن التجربة الإبداعية هنا تجربة تذكّر لا استرجاع؛ فهو لا يستعيد لحظة من الماضي، بل يستدعي معنى تلك اللحظة في داخله، ويُعيد تشكيلها في القصيدة لتصبح زمنًا مستمرًا، لا تنقطع فيه صلته بذاته الأولى.

في الختام:
تكشف قصيدة «الصورة» عن قدرة الشاعر على تحويل مشهد طفولي بسيط إلى نص وجودي متشعّب، يحاور فيه الزمن والذاكرة والموت والهوية.
وقد جاءت مستويات القصيدة – البصرية، اللغوية، النفسية، والديناميكية – منسجمة في قيمة واحدة:
التمسّك باللحظة التي لا تُمحى، حتى لو مُحي كل ما عداها.
وليس عنوان القصيدة عنصرًا خارجيًا، بل هو المفتاح الذي تنفتح به كل مستوياتها؛ فالصورة هنا ليست ترفًا بصريًا، بل مرآة الذات الأولى، وفضاءً تُنقَّى فيه الحياة من شوائبها، وتستعيد فيه الروح توازنها المفقود.
لقد نجح الشاعر في خلق نصّ رقيق وعميق، تتجاور فيه:
براءة الضوء، وحكمة المسافة، وقلق العمر، وجمال اللغة التي لا تفرض نفسها لكنها تهمس.
وينتهي النص كما بدأ، بالدائرة ذاتها:
الصورة أصل الأشياء، والحياة ظلّ لها يبهت ويتآكل؛ وبذلك تنغلق التجربة الشعرية على دلالة تأملية واسعة تُشرك المتلقي في لعبة التذكر:
هل نعيش فعلاً خارج الصورة، أم أننا نواصل البحث عن صورة نقية لم نعثر عليها بعد؟


القصيدة الرابعة: الأثر
أولًا: دلالة العنوان "الأثر"
يأتي العنوان كلمةً واحدة، مكثّفة، شديدة الإيحاء.
وهي من العناوين الدلالية (Titres Suggestifs) التي لا تشرح، بل تفتح باب التأويل.
1. الأثر بوصفه امتدادًا للإنسان بعد رحيله
الكلمة تحيل إلى ما يبقى من الإنسان بعد أن يمضي:
خطواته – أفكاره – سيرته – ذكراه – ظلّه – صفحته البيضاء.
ويتطابق هذا مع قول الشاعر في القصيدة:
«يقتفي أثر الخطوة والفكرة والصوت»
هنا يصبح "الأثر" ليس مجرد علامة مادية، وإنما امتداد الوجود نفسه.

2. الأثر كعلاقة بين الحياة والموت
القصيدة تجعل للموت شخصية متعقّبة:
«الموت سيتبعك أنّى مضيت وأنى وصلت»
لكنه يتبع الأثر لا الجسد، كأن الحياة مجموعة آثار يقتفيها الموت.
العنوان بذلك يعلن ثيمة القصيدة الأساسية: الإنسان أثرٌ يظلّ الموت يتعقبه.

3. الأثر بوصفه كتابة بيضاء
الأثر هنا ليس خطيئة، بل بياض:
«يدوّن ملاكك بعضًا من بياض سيرتك»
«تُعري له القلب الأبيض»
«في دفتر يمناك تتطاير الأوراق ناصعة الكلمات»
الأثر إذن = براءة / صفاء / سيرة بلا شوائب.
4. الأثر والملاك: سجلّ النقاء
بما أن الملاك هو الكاتب النهائي للسيرة، فإن الأثر هنا يأخذ معنى:
- الأثر الأخلاقي
- الطهارة
- عدم إيذاء الآخرين
- نقاء صفحة الحياة
«لم تؤذِ الهواء بشيء ولا الآخرين»
هذا يؤسس لرؤية روحانية: الأثر امتدادٌ للبياض.

5. الأثر كظلّ يتقدم التابوت
العنوان يهيئ للثنائية الأساسية:
الحياة = أثر
الموت = تابوت يتبع الأثر
ولهذا يقول الشاعر:
«تلتفت صوب هذا التابوت الذي في إثرك»
العنوان يختزل الحوار بين الاثنين.

والنتيجة :
الأثر هنا هو:
الظلّ الأخلاقي للإنسان، وصوته بعد الصمت، وسيرته التي تسبق موته وتتبعه، وحضوره المتبقي في دفتر الملاك.
ثانيًا: الدراسة الذرائعية الكاملة للقصيدة
1. البؤرة والخلفية الأخلاقية
البؤرة المركزية للقصيدة هي مسيرة الإنسان في الحياة وما يتركه من أثر أخلاقي، يقابله التابوت الذي يلاحقه.
الخلفية الأخلاقية تتجلى بوضوح:
- عدم إيذاء أحد:
«لم تؤذِ الهواء بشيء ولا الآخرين»
- الصفاء الداخلي:
«بياض سيرتك»
«القلب الأبيض»
- مسؤولية الملاك الكاتب للسيرة:
«يدوّن ملاكك»
القصيدة تقوم على أخلاق "السيرة البيضاء" في مقابل حتمية الموت.

2. المستوى البصري
الصور البصرية قوية ومركّزة:
شواهد بصريّة:
«تشرد بك الطرق والرياح وغموض الشراكات» — مشهد حركة وضياع.
«مرايا الكون تضاعف وجهك» — توسع بصري يخلق اللانهاية.
«تلتفت صوب هذا التابوت» — حركة دقيقة تُظهر مواجهة الذات للموت.
«الأوراق ناصعة الكلمات» — صورة بيضاء مكتملة. البصر هنا مرآة روحية.

3. المستوى اللغوي
لغة القصيدة واضحة، رشيقة، إيقاعية، ذات شحنة روحية.
خصائص لغوية:
- جمل قصيرة تؤسس الإيقاع:
«وتمضي. وتمضي.»
- كلمات دينية/روحية: ملاك – سدرة المنتهى – أبيض – بياض
- مفردات الموت والحركة: تابوت – أثر – يمضي – يتبعك
- التكرار الدلالي:«سيمضي. سيمضي»
-
4. المستوى الصوتي (الترصيع – التوازي – الإيقاع)
• التوازي:
1. «ستمضي مزهوًا. وتمضي. وتمضي.» ↔ «سيمضي. سيمضي، التابوت…» — توازٍ صوتي ودلالي للحركة.

2. «في إثرك» ↔ «يقتفي أثر الخطوة والفكرة والصوت» وحدة صوتية حول كلمة "أثر".

• الترصيع الصوتي:
1.تكرار حرف السين في: ستمضي – سيعرج – سدرة – سيتبعك – الصوت – سيمضي
صوت صفيري يوازي حركة الرياح/الزمن.
2.تكرار حرف الباء في: بياض – بيضاء – بقلب أبيض – تابوت – يتبعك
صوت انفجاري يخلق ثقلًا وإيقاعًا جنائزيًا.

5. المستوى الديناميكي
الحركة في القصيدة مستمرة:
1- تمضي في الحياة
2- الملاك يكتب
3- الموت يتبعك
4- التابوت يقتفي الأثر
5- الأوراق تتطاير
6- الخيال النهائي: التابوت يعود
الحركة دائرية:
من الحياة، إلى الموت، ثم العودة إلى أثر الإنسان.

6. المستوى النفسي
يتجلّى الصراع النفسي بين:
- الثقة والزهو بالحياة: «ستمضي مزهوًا»
- مراقبة الموت:«الموت سيتبعك»
- الخوف من التابوت/المصير: «تلتفت صوب هذا التابوت»
- الانكشاف الداخلي: «تعري له القلب الأبيض»
القصيدة تحمل مزاجًا صوفيًا: طمأنينة في مواجهة المصير.
7. المستوى التداولي (المقاصدي)
المقصدية الخارجية للشاعر:
- رسم معادلة بين الأثر والأخلاق.
- تقديم الموت كرفيق لا كعدو.
- إظهار الإنسان ككائن أبيض يترك أثرًا طيبًا.

المقصدية الداخلية (الدلالات الخفية):
- توضيح أن النقاء هو ما ينجو من الإنسان.
- أن التابوت ليس نهاية، بل عودة: «لكنه سيعود»
- أن الأثر الأخلاقي هو أقوى من الموت.

خلاصة ذرائعية
قصيدة «الأثر» عمل وجودي/روحي يربط الإنسان بمصيره عبر أثره الأبيض.
الموت يتعقّب الإنسان، لكن أثره يسبقه.
لغة القصيدة مشبعة بالنور وبالبياض، وتعمل على بناء وحدة عضوية بين الحركة والإيقاع والتأمل الأخلاقي.



القصيدة الخامسة: قبّعة الشاعر
أولًا: دلالة العنوان "قبّعة الشاعر"
يأتي العنوان بوصفه عتبة نصية ذات حمولة رمزية قوية، ويشكّل مفتاحًا لقراءة العالم الداخلي للشاعر.
1. القبّعة بوصفها هوية شعرية
«قبّعة الشاعر» ليست قطعة ملابس، وإنما علامة وجودية. ترمز إلى:
- التمرّد
- التفلسف
- غرابة النظر إلى الأشياء
- الحرية الداخلية
- الحماية الرمزية لذات الشاعر
هي أشبه بـ "تاجٍ مضادّ" يرتديه الشاعر، يعلن به اختلافه عن العالم.

2. القبّعة قناعٌ يحجب جرح الشاعر
القبّعة تخفي ما لا يريد الشاعر قوله مباشرة، فهي:
- قناع لوجدان ممزق
- غطاء لخوفٍ قديم
- ظلّ يحتمي فيه من الضوء المفرط للحياة
وهو ما يؤكده النص حين يذكر:
«لا أحبّ الساعات التي تدقّ فتُكسِر قلبي»

3. دلالة القبّعة في سياق الثقافة البرتغالية
لأن النص يستدعي (لشبونة والفادو وآماليا رودريغيز )، فإن القبّعة هنا تلمّح إلى:
- شاعر الفادو «صاحب القبعة السوداء»
- صورة الشاعر الحزين المتجوّل
- روح البرتغال المجبولة بـ السودادِ (saudade)
وبذلك تصبح القبّعة رمزًا لروح الفادو ومناخ الحزن البرتغالي الشفيف.

4. القبّعة امتداد لأغراض الشاعر:
النص يَعُدّ: الشارب، العكّازة، الكآبة، الأغاني… وفي وسط هذه الأشياء تقف القبّعة بوصفها:
- مركز الهوية
- علامة الانتماء إلى جماعة الشعراء الحالمين
- رمزًا للرحلة نحو لشبونة الداخلية

ثانيًا: البؤرة والخلفية الأخلاقية
البؤرة الرئيسة للنص هي احتفاء الذات الشاعرة بذاتها عبر الأشياء التي تصنع عالمها: الليل، النساء، الخرائط، الفادو، لشبونة، الروائح، والذكريات.
الخلفية الأخلاقية تتجلّى في:
1. تبجيل جماليات الحياة :«أحبّ الورد، العطر، والخرائط»
2. الإيمان باللحظة الحية وتقديس التفاصيل الصغيرة :«أحبّ رائحة الخبز الطازج»
3. الاحتفاء بالحزن الجميل (السوداد) :«والساوداد… وكآبة آماليا رودريغيز»
4. الهروب من فتْكة الزمن :«لا أحبّ الساعات التي تدق فتُكسِر قلبي»

ثالثًا: المستوى البصري
النص يعتمد على صور مبنية على الحواس:
شواهد:
«أحبّ الورد، العطر، والخرائط» — مزج بين الرؤية والشم.
«رائحة الخبز الطازج» — صورة شمّية قوية.
«النساء في الأغنيات»— صورة سمعية-تخيلية.
«الشارب الصغير، قبّعة الشاعر، العكّازة» — صور بصرية لشاعر متجوّل كصورة سينمائية.

رابعًا: المستوى اللغوي
لغة النص بسيطة، صريحة، مباشرة، لكنها مشحونة بالإيحاء.
خصائصها:
- جُمَل قصيرة مترادفة تقدّم بصيغة المتكلم، تكوّن إيقاع الاعتراف.
- صيغة «أحب» تتكرّر كأنها نشيد داخلي.
- الأفعال المضارعة تخلق استمرارية شعورية.
- استعارات ذات طابع وجودي:
شواهد لغوية:
«لقد سرقتُ روحي» : استعارة تمزق الذات وإعادة خلقها.
«الوقت الذي أنساه» : هروب من ثقل الزمن.
«الساعات التي تدقّ فتُكسِر قلبي»: تشخيص للساعة كعدو.

خامسًا: المستوى الصوتي (الترصيع – التوازي – الإيقاع)
النص غنيّ بالتوازي والترصيع بسبب تكرار بنية:
«أحبّ…» / «وأحب…»
• التوازي:
1. البنية واحدة: أحبّ + مفعول به متعدد
«أحبّ الورد، العطر، والخرائط» ↔ «أحبّ رائحة الخبز الطازج، والأطالس، والسلام على الأرض»

2. توازٍ سردي بين الزمن والمكان.
«أحبّ الوقت الذي أنساه» ↔ «والآن أنا فيها»

3. تقابل تضادي يُنتج إيقاعًا دلاليًا.
«أحبّ الليل» ↔«وأحبّ منتصف النهار»
• الترصيع الصوتي:
تكرار أصوات اللام و الراء في: (الليل – الورد – الخرائط – الأطالس – الروح – روائح – رودريغيز)
يعكس سلاسة رومانسية.
تكرار الصاد/السين في: (الساعات – السواداد – السلام – السفن– النساء) يشبه هسيس البحر / الفادو.

سادسًا: المستوى الديناميكي
الحركة في النص حركة داخلية:
من الأشياء إلى الذكريات، ومن الحواس إلى العواطف. التدرّج هو:
1. حبّ الليل والنهار
2. الذكريات والحواس
3. الفادو وآماليا
4. القبّعة والهوية
5. لشبونة
6. الخاتمة مع الزمن القاسي
فالحركة ليست فعلية وإنما شعورية :
حركة النساء في الأغاني
حركة الروائح ( الخبز- العطر)
حركة الزمن وهو ( يُكسِر القلب)
حركة الشاعر من عالمه الداخلي إلى لشبونة، رغم أنه لم يزرها، والتي تكمن فيها ذروة النص:
«أحبّ لشبونة التي لم أزرها من قبل. والآن أنا فيها.»
وهذه القفلة تحوّل الذكرى إلى واقع، والحنين إلى وصول. فالحركة إذن داخلية وليست ميدانية.


سابعًا: المستوى الدلالي / الثقافي
1. الدلالات الرمزية
تفيض القصيدة بالرموز الثقافية: الغجرية، الناب الذهبي، الخرائط، الأطالس، الخبز، الفادو، لشبونة… وكلّها علامات تنتمي إلى ثقافة متوسطية/برتغالية مغموسة بالحنين والبحر والموسيقى.

2. مفهوم السوداد ودوره في القصيدة
يستدعي الشاعر مفهوم السوداد وهو شعور برتغالي مركّب يجمع بين الحنين والفراغ والرغبة المستحيلة في استعادة ما ضاع. هذه الحالة الوجدانية تصبح مركزًا دلاليًا في القصيدة، إذ تمنحها مزاجًا فادوويًا خافتًا قائمًا على الأسى الجميل. يعيش الشاعر لشبونة من بعيد، ويؤمن أن المدن يمكن أن تُسكَن بالخيال قبل الزيارة. بذلك تتحول السوداد إلى بنية وجودية تُحرّك معنى القصيدة كله، وتجعلها مساحة للتأمل في الغياب والحضور.

3. الرموز الجغرافية
لشبونة في النص ليست مدينة، بل فضاء روحي. الخرائط والأطالس ليست أدوات، بل مفاتيح للدخول إلى الذات العميقة. الفادو ليس موسيقى، بل نبض داخلي.

ثامنًا: المستوى النفسي
تكشف القصيدة عن نفس شاعرية تميل إلى الهدوء العميق والاغتراب الشفيف. النفس هنا ليست قلقة، بل سليمة، لكنها مثقلة بذاكرة العواطف. تظهر المؤشرات النفسية في:
انجذاب الشاعر إلى الأشياء التي «تتطاير رائحتها» (الخبز، العطر).
ميله إلى الأماكن التي لم يزرها لكنه يسكنها تخييلًا.
حساسيته ضد الزمن حين يقول: «الساعات التي تُكسِر قلبي».
هدوء اعترافي يجعل القصيدة شبه سرد ذاتي.

السوداد كدلالة نفسية وإيقاع داخلي
السوداد لا تعمل فقط كدلالة ثقافية بل كطاقة نفسية تصنع إيقاعًا داخليًا متقطعًا. الجمل القصيرة المتناثرة تشير إلى انكسار داخلي، وتردّد عاطفي بين الماضي والمستقبل. الإيقاع هنا ينبع من:
- الحنين الذي لا يجد موضوعًا واحدًا.
- الخوف من الزمن.
- رغبة الشاعر في المحو والنسيان: «أحبّ الوقت الذي أنساه».
- الانتقال من الذات إلى العالم ببطء، كما لو أن النص يتأنّى كي لا يوقظ جروحًا قديمة.
بهذا يصبح الإيقاع الداخلي مرآة لحالة السوداد النفسية.

تاسعًا: المستوى التداولي
• المقصدية الخارجية:
كتابة سيرة ذاتية قصيرة عبر الأشياء المحبوبة.
تمجيد روح الفادو البرتغالي والسوداد.
رسم صورة شاعر يتنقّل بين الحلم والواقع.
• المقصدية الداخلية (المُضمَر):
إعلان هشاشة داخلية.
البحث عن معنى في عالم مُحبَط.
إعادة اختراع الذات عبر عربات الذاكرة.

نتيجة ذرائعية:
قصيدة «قبّعة الشاعر» تنتمي إلى شعرية الاعتراف الهادئ، لكنها تنطوي على حنين برتغالي (سوداد) يمزج بين الحزن والمتعة.
القبّعة رمزٌ للهوية الشعرية، وللتوق للحياة رغم الألم.
القصيدة تتماوج بين الأشياء، وتبني صورة شاعر يحيا من خلال التفاصيل.


التجربة الإبداعية للشاعر (بعد دراسة القصائد الخمس)
تكشف القصائد الخمس عن تجربة إبداعية متفرّدة، تتأسس على وعي حادّ بالوجود، وعلى نزعةٍ تربط اليومي بالميتافيزيقي، واللقطة العابرة بالفكرة الكونية. تجربة الشاعر هنا ليست مجرد انفعال لحظي، بل هي مشروع رؤية تُعيد ترتيب العالم من الداخل، عبر اللغة والصورة والذاكرة.
1. انحياز الشاعر إلى التفاصيل الصغيرة
في «قط الجارة» و «الصورة»، يبني الشاعر عوالمه من الأشياء التي يمرّ الناس بها دون أن ينتبهوا: مواء قطّ، صورة قديمة، شرفة فارغة…
هذه التفاصيل تتحول في القصيدة إلى علامات وجودية تحرك الزمن الداخلي وتفتح باب التأويل.
وهكذا يعلن الشاعر انتماءه إلى مدرسة الكتب الصغيرة والأشياء المأهولة بالأسرار.

2. مركزية الذاكرة بوصفها وطنًا آخر
تكاد الذاكرة تكون البنية المركزية في جميع القصائد:
في «الصورة»، هي ذاكرة الطفولة.
في «الأثر»، هي ذاكرة السيرة البيضاء.
في «مراكش»، هي ذاكرة مدينة لم يعشها كاملةً، بل ورثها عبر الأسطورة والتاريخ.
الذاكرة ليست مجرد أداة استرجاع، بل وسيلة معرفة، وربما وسيلة خلاص؛ إذ يعود الشاعر إليها كلما ضاق الحاضر وتعقّد.

3. اللعب بالزمن وتحويله إلى كائن شعري:
لا يتعامل الشاعر مع الزمن كخطّ مستقيم، بل كدوائر متشابكة.
في «قبّعة الشاعر»، يصبح الزمن حالة شعورية لا علاقة لها بالتوقيت:
«أحبُّ الوقت الذي أنساه.»
وفي «الأثر»، يتحول الزمن إلى تابوت يتبعه من مكان إلى آخر، لكنه لا يمسك به.
أما في «قط الجارة»، فإن الموت يُعلن حضوره بصمتٍ عبر تأخّر المرأة عن عادتها اليومية.
بهذا يصبح الزمن داخل التجربة الإبداعية حيًّا، مراقِبًا، مراوغًا.

4. حساسية وجودية عالية تجاه الفقد
جميع القصائد مغموسة بحساسية الفقد، لكنها ليست حساسية رثائية، بل تأملية.
الفقد عند الشاعر ليس نهاية، بل علامة على استمرار المعنى:
في «مراكش»: الفقد هو فوات الحكمة وتجدد الشمس.
في «الأثر»: الفقد طريق نحو السيرة البيضاء.
في «قط الجارة»: الفقد يُرى بعيني قطّ.
في «الصورة»: الفقد انتقال من الصورة إلى الحياة.
في «قبّعة الشاعر»: الفقد نابع من الزمن الذي «يُكسِر القلب».
تجربة شاعر يرى الكون عبر عينٍ خاسرة، لكنها لا تزال تُحبّ الضوء.
5. انفتاح الشاعر على الثقافات والجغرافيا
يظهر في القصائد حضورٌ عربيّ وعالميّ في آن واحد:
مراكش (المغرب)
لشبونة (البرتغال، الفادو، أماليا رودريغيز)
يوسف بن تاشفين
إشارات صوفية وموسيقية وغجرية
هذا الانفتاح يمنح التجربة الإبداعية أفقًا كوزموبوليتانيًا، ويضع الشاعر في مساحة تتجاوز حدود اللغة والمكان.

6. شفافية اللغة ورقّة البناء
لغة الشاعر هادئة، رقيقة، غير صاخبة، لكنها تُخفي كثافة دلالية عالية.
هي لغة تعتمد:
الجملة القصيرة
الإيحاء بدل المباشرة
الإيقاع الداخلي
الصور الحسيّة
التوازي والترصيع الصوتي
هو شاعر يقود القارئ إلى المعنى ببطء، وبحساسية موسيقية دقيقة.

الخاتمة الشاملة للدراسة:
تقدّم القصائد الخمس نموذجًا لشعر حميميّ، يقوم على رصد الإنسان في لحظته الأكثر هشاشة، وفي مواجهته المستمرة مع الزمن والموت والذاكرة. الشاعر لا يكتب عن الأشياء، بل يكتب من داخلها؛ وهذا ما يجعل نصوصه مشبعة بحضور بسيط في ظاهره، عميق في جوهره.
لقد جاءت المستويات الذرائعية – الأخلاقي، النفسي، اللغوي، البصري، الديناميكي – منسجمة بصورة استثنائية، تضيء بنية شعرية تتسم:
بالهدوء الشفيف
والعُمق الفلسفي
والقدرة على تحويل العاديّ إلى أسطورة
وتحويل اليوميّ إلى علامة وجودية
وتحويل الفقد إلى لغة تتنفس
وتكشف الدراسة أن الشاعر ينتمي إلى الجيل الذي يرى في الشعر وسيلة لمساءلة العالم وليس لمجرد وصفه.
العالم هنا يُصاغ عبر:
ثرثرة القطّ، ظلّ التابوت، ضوء الصورة القديمة، قبعة الشاعر، وشمس مراكش.
في نهاية التجربة، يتضح أن الشاعر:
يكتب نفسه عبر الآخرين،
ويكتب الآخرين عبر نفسه،
ويكتب الحياة بوصفها أثرًا وصورةً وصوتًا ووقتًا ينساب خارج القبضة.
وهكذا تبقى القصائد الخمس علامات مضيئة، تُشكّل معًا صورة واضحة لتجربة إبداعية ناضجة، تستحق القراءة والتأمل، وتدلّ على شاعر يَعرف كيف يجعل اللغة بيتًا وذاكرةً وأفقًا مفتوحًا.
#دعبيرخالديحيي مرسين – تركيا 4 ديسمبر 2025
المراجع

1. الغالبي، ع. ع.، و يحيي، ع. خ. (2017). الذرائعية في التطبيق (آلية نقدية عربية). دار شعلة الإبداع، القاهرة.
2. الغالبي، ع. ع.، و يحيي، ع. خ. (2019). الذرائعية في التطبيق (طبعة مزيدة منقحة). دار النابغة للنشر والتوزيع، طنطا.
3. الغالبي، ع. ع.، و يحيي، ع. خ. (2019). الذرائعية وسيادة الأجناس الأدبية. دار النابغة للنشر والتوزيع، طنطا.
4. الغالبي، ع. ع.، و يحيي، ع. خ. (2019). الذرائعية بين المفهوم الفلسفي واللغوي. دار النابغة للنشر والتوزيع، طنطا.
5. الغالبي، ع. ع.، و يحيي، ع. خ. (2021). الذرائعية والعقل. منشورات اتحاد الكتاب العراقيين، بغداد.
6. يحيي، ع. خ. (2020). قصيدة النثر العربية المعاصرة بمنظور ذرائعي. دار الحكمة، القاهرة.
7. يحيي، ع. خ. (2017). السيّاب يموت غدًا: دراسات ذرائعية لشعر عبد الجبار الفياض. دار شعلة الإبداع، القاهرة.
8. يحيي، ع. خ. (2025). النزعة الصوفية والنزعة التأملية في شعر الأديب السوري منذر يحيى عيسى. دار آراء، بغداد.





المراجع العامة

1. نجمي، ح. (2022). ندبة أوليس. منشورات بتانة للنشر والتوزيع، القاهرة.
2. بنيس، م. (1983). ظاهرة الشعر المعاصر في المغرب. دار العودة، بيروت.
3. الخطيبي، ع. ك. (1980). الاسم العربي الجريح. دار توبقال، الدار البيضاء.
5. باشلار، غ. (1982). جماليات المكان. ترجمة غالب هلسا، دار الشروق، عمّان.
6. يونغ، ك. ج. (1999). الإنسان ورموزه. ترجمة لطفي الزعبي، دار الحوار، اللاذقية.
7. باث، أ. (1997). قوس وحجر: الشعر والمعرفة. ترجمة صبحي حديدي، دار المدى، دمشق.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الظلام إلى النور: دراسة ذرائعية في البنية النفسية-السلوكي ...


المزيد.....




- نتفليكس تستحوذ على أعمال -وارنر براذرز- السينمائية ومنصات ال ...
- لورنس فيشبورن وحديث في مراكش عن روح السينما و-ماتريكس-
- انطلاق مهرجان البحر الأحمر السينمائي تحت شعار -في حب السينما ...
- رواية -مقعد أخير في الحافلة- لأسامة زيد: هشاشة الإنسان أمام ...
- الخناجر الفضية في عُمان.. هوية السلطنة الثقافية
- السعودية.. مهرجان -البحر الأحمر السينمائي- يكرم مايكل كين وج ...
- المخرج الأمريكي شون بيكر: السعودية ستكون -الأسرع نموًا في شب ...
- فيلم -الست-: تصريحات أحمد مراد تثير جدلا وآراء متباينة حول ا ...
- مناقشة رواية للقطط نصيب معلوم
- أبرز إطلالات مشاهير الموضة والسينما في حفل مهرجان البحر الأح ...


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عببر خالد يحيي - ندبة الجمال والغياب: دراسة ذرائعية في الدلالات الوجودية والجمالية لديوان /ندبة أوليس/ للشاعر المغربي حسن نجمي بقلم الناقدة السورية د. عبير خالد يحيي